Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كتاب قادسية صدام 2- وارد بدر السالم
السبت, كانون الثاني 17, 2015
سلام ابراهيم




كما قلت في الحلقة الأولى في عراق ما بعد الاحتلال أختلط الحابل بالنابل بعد أن نصب المحتل رجال ساسة فاسدين لصوص لا يحملون أي مشاعر وطنية إزاء بلدهم العراق وينفذون أجندة دول الجوار حتى أوصلوا العراق إلى حافة التقسيم، وصار العراقي يقتل العراقي باسم الطائفة والدين والقومية. في ظل هذا الخراب ضاعت المقاييس. وتسيد في المجال الثقافي كادر البعث نفسه محتمياً بغطاء هذه الطائفة أو تلك أو بهذا الحزب أو ذاك، وهذا الموضوع ممكن الرجوع إليه في موضع غير هذا.
هنا سأتناول كاتب آخر نشر قصة في الجزء الرابع من كتاب - قصص تحت لهيب النار- قادسية صدام 1983 – دار الشؤون الثقافية بغداد. والكتاب مصدر بإهداء يقول (إلى أمل الأمة وفارسها الرئيس القائد صدام حسين). 
الكاتب هو –وارد بدر السالم- وهو كاتب بعثي شغل مناصب عديدة في صحف النظام، وتفرغ زمن الحرب ضمن آله الأعلام المطبل لها. الانتماء الصافي للبعث أتاح له حرية في اختيار مواضيع قصصه، فهو لا يخاف من رقيب. إذ هو أصلاً رقيب على نصوص الآخرين، وسنلمس ذلك من خلال تحليلنا لقصته المنشورة في هذا الكتاب "حلم الشقائق". ففيها يصور جندي رامي في دبابة في طريقه للالتحاق بوحدته فرحاً مستبشرا، بعودته إلى جبهة الحرب متخيلا لحظة حلوله بحضيرة الدبابة، وهذه طبعا مشاعر منافية جدا لحالة إنسان ممكن أن يقتل بأي لحظة حتى لو فرضنا جدلا أن الحرب عادلة وحتى هذا المفهوم عاد وهماً بعد سقوط أيديولوجيات المدن الفاضلة، ليس ذلك فحسب، بل كل الأدب الإنساني لم يصور جنديا فرحا مشتاقا لجبهة حرب. بل الإنسان دوما يطمح لحياة الأمان والعيش بسلام. هذا المبنى الحسي المقلوب يناسب أحاسيس الكاتب الجالس في مقرات الصحافة في بغداد في دعة يراقب ويسوق إعلاميا قيم القتل والموت لا الجندي (كنت جنديا على فترات متقطعة منذ 1982 حتى 1985 في جبهة الحرب وخبرت حياة الجندي وكيف يفكر وبماذا يحلم. صور الزميل الروائي جنان جاسم حلاوي في روايته الملحمية –ليل البلاد- التي صدرت عن دار الآداب بيروت، حياة الجبهات في فصول مرعبة). فيرسم الجندي المسكين المساق إلى حتفه كأنه عشق تلك الحرب ولحظة القتال يقاتل بروح الحبيبة لنقرأ:
(وكان يبرز، بين شبكات الأمطار، وجه امرأة ما، يشع مع البرق الخاطف، كنت أحس أنها معي على الساتر وأنها اليد التي تضغط زناد البندقية ص77). 
لا أدري ما أصف من يقلب الصورة الحقيقية لبؤس جندي في جبهة حرب كانت وقتها تبدو بلا نهاية بهذه الكيفية. لا أدري. لكنني أتسائل: 
- إلا يحس الآن وارد بدر السالم بتأنيب ضمير؟!.
لا أعتقد ذلك، فقد قابلته عام 2013 في دار الشؤون الثقافية وكنت ذاهبا لاستلام نسخا من روايتي الوثائقية – في باطن الجحيم – بمكتب – نوري أبو رغيف – وهو يحمل بيده طلبا لعودته إلى وظيفته السابقة زمن الدكتاتور كموظف وخبير بدار الشؤون الثقافية، وكان مرحا وأهداني مجموعة قصصه – المعدان – التي أعاد طباعتها بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية. 
المهم نعود إلى قصته الفائزة بالجائزة الثانية في مسابقة من مسابقات قادسية صدام كما هو مذيل بمدخلها. هذا الجندي المسكين يحلم بالوصول إلى وحدته ليسجل حسب النص ذكرى جديدة يعني مأثرة في القتل وهذا ما كان يحلم به وهو يصاب بشظية، تخيلوا شخص على وشك الموت بدلا من التفكير بشريط حياته كما هو معروف ويحدث لكل البشر حتى وهو على فراش موت طبيعي، فكيف بجندي مساق لحربٍ لا ناقة فيها ولا جمل، تعالوا نقرأ كيف صور –وارد بدر السالم- تلك اللحظات وهو لابس ملابسه الزيتوني وجالس في مكتب مريح في مكتب جريدة الثورة في بغداد:
(كان يرى نفسه ثقيلا جدا، وكان ثمة قوى آسرة تشبك قدميه.. ينبغي أن أصل وأسجل مع الأصدقاء ذكرى جديدة..أنه من العبث أن تصطادني شظية سخيفة.. أوف.. لو كان أمامي فصيل بشرى كامل.. لو سرية.. والله ما خفت وما أتعب نفسي.. قنبلة مهداد وينتهي الأمر.. ص82).
هكذا يصور – وارد - ويزور مشاعرنا مشاعري الجندي الذي عانى في الجبهات ورأى الأهوال والذي كان يموت مقهورا مسكينا مناديا في لحظاته الأخيرة أمه وأبيه وأحبابه متشبثا بالحياة دون جدوى. 
والجندي الملتحق في القصة يلقي حتفه في قصف وهو في طريقه إلى وحدته، وهذه اللحظة يصورها – الرقيب وارد (أكيد كان مسئولا عن شعبة التوجيه السياسي فيما لو أرسل للمعايشة في جبهات الحرب لأشهر) يصورها وكأن الجندي المسكين دخل جنة من الزهور والسعادة لحظة مغادرته الحياة التي يختم فيها قصته. وهذا نص خاتمة قصته
(غامت الأشياء حوله وطوقها السراب، تذكر فيها جبل الغبار وضجة العصف وهو يرتفع – عندما كان منطلقا بسرعة هائلة – إلى الفضاء. وانه أصبح الآن خارج حدود الكون وجاذبيته الكبيرة التي كان ينوء بثقلها الهائل. فغمره مساء بارد وامتدت تحته بحيرة عريضة من الشقائق الحمراء وحامت فوق رأسه ملايين الفراشات صاعدة هابطة مثل أزهار ملونة.. ص83).
بماذا أصف هذا التزييف لعذاب العراقي الذي قدم قرابة المليونين بين قتيلٍ وجريح في حرب لا معنى لها.
ماذا أصف – وارد بدر السالم – الذي رأيته بشوشا وهو يقدم إلى نوري أبو رغيف أوراق معاملته للعودة إلى منصبه في دار الشؤون الثقافية في الشهر الرابع من عام 2013. 
عجبي من كائنات مشوهة ليس لها علاقة بالإنسان وتصدر كتابا وروايات



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44449
Total : 101