العراق تايمز
تكهنات عديدة لاحقت الوفد الذي شكله التحالف الوطني الحاكم، برئاسة جمال جعفر المعروف بأسم "أبو مهدي المهندس" وعضوية مدير مكتب نوري المالكي الخاص السابق طارق نجم، خلال تنقله بين مدينة النجف الأشرف وأربيل والسفارة البريطانية في المنطقة الخضراء ببغداد، تتمحور حول حقيقة أهداف ما يعمل على تحقيقه الوفد وتحركاته المثيرة للجدل.
المعلومات المتوفرة أن الوفد يحمل في أجندته خططا بريطانية للتغيير، بدأت أولى ملامحها بعد إستبعاد رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود وإخضاعه فورا للإجتثاث، مؤكدة أنها ستشمل نوري المالكي الذي تحول إلى عبئ على البريطانيين وحكومة محمد رضا السيستاني.
ويدور في أروقة البرلمان العراقي أحاديث عن أن الوفد زار قبل ذهابه إلى أربيل، المرجع الديني علي السيستاني ونجله محمد رضا وأنه أجتمع مع جعفر ونجم على أنفراد لعدة ساعات، من دون أن يتم تداول طبيعة تفاصيل ذلك اللقاء ولا حتى حقيقة ما دار في الإجتماع الخاص والمغلق بينهم.
ونقلاً عن نواب عن كتلة (المواطن) التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى، فإن زيارة الوفد الى السيستاني والبارزاني، جاءت بتكليف من المجلس والتيار الصدري اللذين يتخذان مواقف سياسية لا تتطابق مع ائتلاف دولة القانون، وان المهمة التي أوكلت الى نجم وجعفر هي بالتحديد، معرفة رأي آية الله السيستاني في قضية استبدال نوري المالكي بشخصية يرشحها التحالف الوطني، بعد أن وصلت الأزمة بين التحالف الكردستاني والقائمة العراقية من جهة والمالكي من جهة أخرى الى طريق مسدود.
واستناداً الى معلومات تسربت من التحالف الوطني فان السيستاني، يرى أن المالكي أصبح عبئاً على الشيعة في العراق وثمة مخاوف من أتفاق الأكراد مع السنة العرب وبالتنسيق مع إطراف شيعية في التحالف الوطني، كالتيار الصدري والمجلس الأعلى وبعض المستقلين، لإقالة المالكي، مما يعطي انطباعا بان الأكراد والسنة العرب نجحوا في تنحية رئيس وزراء شيعي، وهو ما يشكل سابقة قد تتكرر لاحقا، لذلك فان السيستاني طلب من البريطاني الراعي العراقي الأول أن أفضل وسيلة للخروج من هذا المأزق هو ان يبادر المالكي الى تقديم استقالته من رئاسة الحكومة من تلقاء نفسه لإعطاء فرصة للتحالف الوطني في اختيار بديل له.
ووفقا لذات المصادر من التحالف الوطني، فإن هناك اتفاقاً بين المراجع الأربعة المنصبون من قبل بريطانيا، بان المالكي لم يعد قادراً على أداء مسؤولياته كرئيس للحكومة بعد تأزم علاقاته مع السنة العرب الذين نظموا تظاهرات واعتصامات حاشدة شكلت تحدياً واضحاً له، إضافة الى أزمته العالقة مع الأكراد الذين يصرون على استبداله، وان الحكمة تقضي بان يقدم استقالته من رئاسة الحكومة، للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي التصعيد السياسي، خصوصاً وان السنة العرب عازمون على التوجه الى العاصمة بغداد، الأمر الذي قد يؤدي الى تداعيات في الشارع العراقي.
وغير بعيد عن هذا الإطار الرسمي في التعاطي مع موضوع الزيارة، تؤكد معلومات خاصة حصلت عليها "العراق تايمز" أن محمد رضا نجل المرجع الديني علي السيستاني المتحكم الرئيسي في الحكومة الحالية، قرر بعد حصوله على ضوء أخضر من قبل بريطانيا على تغيير المالكي فورا، كمرحلة نهائية لعملية الإستبدال بعد أن يقوم محمد رضا بقص أجنحة المالكي التي يتقوى بها، وعلى رأسهم مدحت المحمود.
ووفقا للمعلومات المؤكدة التي حصلت عليها "العراق تايمز" فإن اللقاء الذي جمع محمد رضا مع الوفد الثنائي (جعفر ونجم) تناول الإتفاق على تسمية حسين الشهرستاني (صهر السيستاني) بديلا رئيسيا لخلافة نوري المالكي، على الرغم من عدم حصوله على المقبولية لدى الاكراد الذين دخلوا معه في سجالات سياسية ومعارك كلامية حول موضوع التحكم والسيطرة على النفط في الشمال.
حيث أوكل محمد رضا للوفد الذهاب إلى اربيل وإقناع القادة الأكراد بالشهرستاني وأنه يحظى بموافقة مرجعية السيستاني وعدد من الكتل والأحزاب السياسية الشيعية. وهو ما فعله نجم وجعفر، حيث تشير المعلومات إلى حصول الوفد الثنائي على موافقة أولية من القادة الأكراد على أستبدال المالكي بالشهرستاني.
وكان مراقبون سياسيون أشاروا أن تحركات حسين الشهرستاني في إدارة أزمة تعاطي المالكي مع المتظاهرين في الأنبار وصلاح الدين ونينوى، مقدمة هامة لدور أكبر سيضطلع به الشهرستاني وأشاروا أن القرارات التي أتخذها الشهرستاني تعكس طبيعة الدور المرتقب له.
وأضافوا أن وصول الشهرستاني لهذا المنصب لا يعد أمرا مستغربا، فهو مدعوم بشدة من قبل بريطانيا ومرجعية السيستاني، كونه أولا ابن عم جواد الشهرستاني زوج بنت السيستاني وخادما مطيعا للبريطانيين، بعد أن قام بإدارة ملف الطاقة المتحكم به محمد رضا بما يضمن تحقيق مصالح بريطانيا فيه، حيث وقف الشهرستاني أمام نصب عدادات النفط في البلاد وأشرف على عمليات تهريب النفط العراقي وإيصاله لكيان العدو الصهيوني عبر قناة السويس واهدائه نفط وغاز العراق عبر جولات التراخيص غير القانونية التي كانت توقع مزامنة مع التفجيرات الدموية التي اسالت دماء الآلاف من العراقيين العزل.