لماذا لم يقل المسيحيون صراحة ان من هجرهم من مناطقهم في بغداد هي تنظيم داعش . وان من قتلهم وهجرهم في سهل نينوى هي داعش ، وان من قتل وهجر الايزيديين و الشبك والتركمان هو التنظيم ، وان من هجر وقتل الشيعة في قرى نينوى وكركوك هي داعش ، وان من قتل وهجر التركمان من ديارهم في تلعفر هي داعش وليس الأفراد الذين دخلوها بأعداد قليلة .نعلم ان هذه حقيقة قائمة وأغفلها الجميع لاسباب سياسية واصطفاف مع الباطل .. لماذا نتحرج من القول ان عناصر داعش هي من قامت بتلك الجرائم وما زالت تفعل وتحاول .. فالذين فجروا في النجف وكربلاء والبصرة والعمارة والناصرية والكوت ، وفي السماوة وديالى وفي جميع مدن العراق منذ عام 2004 وحتى يوم الناس هذا ، انما هي داعش ، والذي استهدف الحلة قبل ظهور داعش بمئات المفخخات وقتل وجرح الآلاف من ابنائها البررة.. هي الارهاب ، والذي كان يستهدف مواكب العزاء والسائرين الى كربلاء في عاشوراء هي داعش . مرة يظهرون على شكل تنظيم القاعدة ومرة ، بتسميات تنظيمات مختلفة .. انصار الاسلام ، انصار السنة ، جيش عمر ، جيش الفاروق وغيرها من الاسماء .. لقد قتل هؤلاء آلاف العراقيين من مختلف الطوائف والاديان بما فيهم السنة المعتدلون الذين رفضوا التعاون معهم . ان التنظيم الاكثر اجراماً المسمى بـ” داعش ” ما زال يستقطب في البلاد العربية ، وخاصة السعودية ، وبلدان العالم حتى انتشرت دماء ضحاياهم على خارطة القارات الثلاث .لا ندري لم يصمت العرب والعالم امام جرائم هؤلاء مع انها وصلت الى اقصى بقعة في المعمورة ، وطالت الدول الامنة والمتطورة والبعيدة كل بعد عن العنف ، لقد وصل الامر بالتنظيمات الارهابية الى ان يقتلوا السنة انفسهم بعد ان اتهموا عددا كبيرا منهم بانهم مرتدون ، فمَنْ يُقتل الآن في الموصل والرمادي هم من ابناء السنة ومع ذلك فان العرب والعالم صامتون عن جرائم تلك الميليشيات .من المعيب جداً ان نفصل بين التنظيمات المتطرفة والفكر الذي بدأ سلطويا وعنفيا منذ البدايات الاولى لظهور الاسلام وبعد وفاة الرسول عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام .. فالجرائم التي ارتكبت ضد الشعوب اثناء حملات الفتح الاسلامي في العقود الاولى للهجرة وتحت قيادات تنتمي الى السلطة بدل انتمائها الى الاسلام ، انما تشير بوضوح الى ان الجاهلية زحفت بكل تقاليدها واعرافها الى هؤلاء بحيث سجل التاريخ مآسي كبيرة وربما سكت عن فضائح ومذابح قام بها اولئك لا تقل شراسة ووحشية عما يرتكب الان ..فعلى مدى الارهاب وقف الطائفية مع الحكام الطغاة والحكم الشمولي وساندوهم ، واصدر علماؤهم الفتاوى بالتحريم في مناهضتهم او الخروج عليهم ، وحللوا دماء من يفعل ذلك .. وما زالوا يفعلون ذلك في السعودية ودول الخليج وكل الدول التي يحكمها الفكر الشمولي .ولا ننسى وقوفهم مع المجرم صدام اثناء مقاومة الانتفاضة الشعبانية حيث كانت محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى، اكثر وفاءً للقائد الضرورة ، فوقفوا معه ومدوا جيشه بالرجال حتى تمكن من القضاء على ثورة الناس في 14 محافظة عام 1991 .وهذا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يعلن صراحة ان 34 جماعة مسلحة بايعت تنظيم داعش؛ – وجميع تلك الجماعات طائفية – مرجحاً أن هذا العدد سيرتفع العام الحالي، وجاء في تقرير وجهه بان كي مون إلى مجلس الأمن الدولي ، أنه يجب الاستعداد لزيادة الهجمات من قبل جماعات مرتبطة بتنظيم داعش؛ في دول مثل الفلبين وأوزبكستان وباكستان وليبيا ونيجيريا.التقرير اشار إلى أن التوسع الأخير لنفوذ داعش؛ في غرب وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك جنوب وغرب وشرق آسيا، يظهر سرعة ونطاق انتشار هذا الخطر على مدى 18 شهرا فقط؛، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة داعش؛ بأنه أغنى تنظيم إرهابي في العالم، “بفضل الدعم ” مشيرا إلى أن داعش؛ صادر أكثر من مليار دولار من البنوك في المناطق التي سيطر عليها . كما يذكر التقرير أن التنظيم الإرهابي حصل ، بحسب مختلف المعطيات، على 400 أو 500 مليون دولار في عام 2015 مقابل بيعه النفط ومشتقاته، كما ان عشرات العشائر بايعت تنظيم داعش علنا وظهر شيوخها في فديوات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تهتف باسم زعيم التنظيم المجرم ابو بكر البغدادي ، ولا ننسى العشائر المتطرفة في الرمادي والفلوجة التي كانت تهتف باسم القاعدة.. فهل بعد هذا من دليل..؟؟
مقالات اخرى للكاتب