تزداد الشعوب رقيا وسموا وعلوا بالتعليم فالمحصلة النهائية لاي بلد أن يوفر الامن والامان وتزدهر حضارته ويتخلص من أفات العصر كالجهل والتخلف ,عليه أن يسرع بخطوات ضمن حلقة لايكاد ان يستغني عنها , هو أن يرسم مخططا يسيرعليه ويجعل التعليم في أولياته ويعتمد على براعم المستقبل ليكون الاساس متينا وقويا ولا يمكن ان يخترق او يتصدى لتتهشم عليه كل المؤمرات والخطط ,ويختصر الزمن للوصول الى الهدف باقرب الطرق وأقل التكاليف والتضحيات ,في السابق كان الاستعمار الذي يمكث اكثر فترة زمنية ويأسر عقول الشعوب هو الاستعمار الثقافي لما له من سيطرة على الجوانب الروحية والعقلية وتغير مسار افكار للشعوب , ولايمكن التخلص منه الا بتغير جيل كامل, ويضع ايدلوجية لبناء المجتمع السليم والتربية الصحيحة معتمدا على التعليم والاهتمام بالمدارس باعتبارها الركيزة الاساسية كونها ترتقي بمستوى العقول وزياد الوعي الثقافي والاسلامي والادبي وتنمية روح المواطنة , ,ولازال التعليم يعاني من سلبيات كثيرة, اما في الجانب الاخر والمهم لازالت مدارسنا ايضا تفتقر الى المكتبه المدرسية النموذجية وهي الفسحة الادبية والمتعة الفكرية والتنافس الثقافي الشريف وان وجدت فهي عبارة مخزن يحفظ فيها الكتب المنهجية وربما محتويات المدرسة , فلم ارى اي اثر لهذا المنهل الادبي الذي ينعكس في طياته على بعض المدرسين ايضا الذين يفتقرون الى الثقافة العامة والابتعاد عن الكتاب لظروف طارئه, فحين يرتقي المدرس الى مكتبة المدرسة ويجلس بين طلابه سيعطي لهم دافعا للقراءة والبحث والتواصل في اقتناء الكتب ويسهم في زيادة ترويض افكارهم ويعودهم على المجالسه مع الكتاب لساعات اثناء الفراغ تمهيدا للتواصل مع التحضير والواجبات المطلوبة , فهكذا يتعود الطالب للالتزام ويعتبره جزء من حياته اليومية وينمي لدية حب مذاكرة الدروس , وللمكتبة المدرسية فوائد جمة منها تنوٌر عقول الطلبة ويزداد ولعهم بالقراءة المثالية داخل المكتبة, وترشدهم الى عمل الخير وتبصير الحقائق وكشف الملابسات وتلزمهم بطريقة الهدوء وتفريغ الطاقات التي يتمتع بها الطلبة داخل المكتبة والتي تنحصر بينه وبين الكتاب للحصول على المعلومة ربما تفيده في تغير مسار سلوك بعضا من زملائه , وهكذا نحصل على طلاب يكون لهم مستقبل واعد في البناء والفعاليات التي يحتاجها المجتمع كون القراءة هي ثورة للارتقاء بالفكر وتنمي روح التأمل لديك ومحاربة الكسل والفشل, وكشف غوامض الامور وايصالك الى الحقيقة في كل شيىء ,أن تزاور الطلبة الى المكتب المدرسية سيقلل من احتكاكهم بالمزاح والمرح وخلق المشاكل اثناء الفرصة, بل قسم منهم يلتجىء لطرح موضوع تم قراءته في الكتاب المعين ليبدء النقاش حوله وتسود جلستهم الود والمحاور التي نطمح اليها لتكون ساحات تتلاقح بها الافكار , فالكتابة والقراءة والبحث المتواصل داخل المكتبات المدرسية هو بمثابة حلقة دراسية عملية طوعية تصقل مواهبه , وتفيده ايضا عندما يتقدم الى مراحل الاعدادية, ولايجد الصعوبة عند الانتقال الى مراحل الجامعة حينما يكلف من قبل اساتذته للبحث وكتابة تقارير مطلوبة منه ,سيجد سهوله في الحصول على المعلومة كونه قد تجذر له الاساس اثناء زياراته على مكتبة المدرسة في الدراسة المتوسطة , ناهيك عن امتلاكه ملكه من المفردات والمعلومات , فسيشار اليه بالبنان كونه أطر نفسه ولازم الكتب الثقافية الى جانب الكتب المنهجية من المرحلة السابق واستغلها استغلالا علميا ,ويتعود ايضا لاقتناء الكتاب تمهيدا لانشاء مكتبة داخل بيته , وهذا ما اكده أمانا علي عليه السلام حينما قال ( الكتب بساتين العملاء ) فالقراءة ايضا تعطيك انشاء وبلاغا للاجابة والكتابة عن التواصل اينما كنت ويقول الامام الصادق عليه السلام ( التواصل بين الاخوان في الحضر التزوار , والتواصل في السر المكاتبه ) ثم قال ابو عبد الله عليه السلام (اكتب وبث علمك في اخوانك فان مت فورث كتبك بنيك , فانه يأتي على الناس زمان هرج ما يأنسون فيه الا بكتبهم )
مقالات اخرى للكاتب