لغة العالم نزحت من قمم الجبال الشم، من حيث الطبيعة الجميلة وينابيع الزلال، من تغريدة البلابل ، وردة كوردية ، لكي تشد الرحال ومن صفاء قلبها ونزاهة مشاعرها التي ترفض التمييز بين البشر ظناً منها تشارك في عالم الموسيقى والغناء لغة العالم ببرنامج عرب ايدل لكي تنشر الفرحة والسعادة في قلوب الناس من مشاهديها وما اعذب منها حلاوة بحيث تأخذ بالانسان الى عالم المرح والطرح لكي يبعد عنه هموم الحياة وثقلها الى حيث عالم السعادة وطرب الروح ....الى حيث تزرع الابتسامات على الوجوه وتنقلهم الى حيث الافراح والبهجة بل والرقصات على انغام الموسيقى والاصوات العذبة الشجية الكوردية . فتاة كوردية خرجت من رحم امة تمر عليها هذه الايام ذكرى اسوأ الماسي في حياتها ، الا وهي عمليات الانفال البشعة حيث تعرضت الامة الكوردية الى ابشع جريمة ارهابية في القرن الماضي عندما بدأ النظام العروبي الشوفيني في بغداد" العروبة" بألاعلان عن عمليات الانفال وعلى الملأ بحق الكورد وتم ترحيل مئات الالاف من المدنيين العزل الى صحارى العرب ودفنهم بمقابر جماعية وهم احياء ، خرجت بلبلة بعذوبة صوتها وجمال خلقها ولطافة ابتسامتها الى العالم من خلال برنامج عرب ايدل للمشاركة في منافسة اعذب الاصوات دون ان تضع في طريق مسيرتها الفنية الاساليب والممارسات اللانسانية بحق امتها من قبل اعراب بغداد لتدفعها الى الابتعاد عن المشاركة في فعاليات البرنامج . صوت بعذوبته ارخى من قيود الاعصاب الى الراحة والتمدد وذهب بالمستمعين الى حيث البهجة والسرور اتفق العالم على ان الموسيقى والغناء هو لغة العالم لأنه يتعامل مع الروح من خلال التعبير عن وصف صورة او حادثة بالموسيقى والغناء . فلا يشترط بالمستمع فهم المغزى اكثر من استمتاعه روحياً بعذوبة الصوت الهادئ المعبر عن الثقافات ومن مختلف بلدان الامم والشعوب . برواس حسين تلك الفتاة الكوردية والتي رأتها مشجعي البرنامج من اصحاب الاذواق الرفيعة التي تبتهج بالألحان المختلفة الناطقة المعبرة عن وجود ثقافة بابعاد مختلفة لأمم وشعوب تربطهم اواصر المحبة الانسانية الصادقة في التعامل الاجتماعي . ولكن الذي جدد من نكأ الجروح التي عانت وتعاني منها امة الكورد هو ظهور البعض على درجة من التطرف الشوفيني في معادانهم ومواقفهم الشوفينية ، فما ان رأوا العلم الكوردستاني على شكل قلادة ذهبية على صدر وردة كوردية الا وثارت عنجهيتهم واشتدت حرارة بغضهم وحقدهم وجهالتهم ومعاداتهم لحقوق أمة تعيش على ارض وطنها كوردستان فانهالوا على الموقف بتعليقات هابطة تنم عن مستوى ضحالتهم الثقافية ومن فقدان معرفتهم بالمساواة في الحقوق والحريات كما اوصت بها الرسالات السماوية وأقرت بها القوانين الوضعية دون ان يدركوا بان حتى الشركات وحتى فرق كرة القدم تملك الرايات فكيف بأمة مليونية ترفض البعض من رؤية رايتها من جمال الوانها الخلابة . ايها الجهلاء بالرغم من ان الامر لا يحتاج الى الرد على مستوياتكم الهابطة في التفكير، الا ان الذي دفعني الى كتابة هذه السطور ليس الا لاسفي ان يكون هناك وفي عصر التقدم الحضاري وتحول العالم الى قرية صغيرة ان يكون هناك امثال هؤلاء الشوفينيين موجوددين في عالم تريد بناء ثقافة انسانية بين الشعوب كافة ، اتمنى للعقول الخاوية في مدى الرؤية الى حيث الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية والمساواة ان تنهض من عمق سباتها، وان يقرأوا العالم ببصيرة اليوم مما حصل فيه من التغيرات . عليهم ان يدركوا بأن للوردة الفتانة برواس حسين كل الحق ان تعبر عن مشاعرها الوطنية والقومية وهي خرجت من رحم امة عانت امن ابشع الجرائم ، عليكم ان تدركوا بأنها نقلت اليكم ثقافة امة وحضارتها بصوتها الشجي لتعلن لكم بأنها تنتمي الى امة الانفال والمقابر الجماعية اتمنى لها كل الخير والموفقية والنجاح وللاصوات الشاذة النباح خارج سرب مسيرة الحياة الاجتماعية المشتركة في الخطوط العامة للحياة .
مقالات اخرى للكاتب