شغلت عملية التهيئة ( للعرس ) الأنتخابي كافة الأوساط الرسمية والشعبية وأخذت من تفكيرهم وأنتباههم الشيء الكثير ، حتى بات العراقي كمدمن الحشيش مترنحا بين توصيات المرجعية في أختيار المرشحين ، وبين صور وأعلانات المرشحين التي ملئت الأركان وشوهت كل الأماكن التي علقت عليها ، وبين شعاراتهم الكاذبة والزائفة التي سرعان ما سوف تذهب أدراج الرياح يوم يجلسوا على مقعدهم في البرلمان .
وبين هذا وذاك كان الأف العراقيين قد هجروا بيوتهم الأمنة بعد أن أصبحت هدفا للقصف العشوائي في مناطق عدة في العراق ، واخرون هجروا بيوتهم بعد أن غرقت بالكامل بفضل مياه الفرات التي تدفقت عليهم فجأة من ناحية الفلوجة .
وبين الركض وراء أستحصال الرزق اليومي وأشباع البطون الجائعة وقسوة الحياة التي يعيشها العراقي المسكين ، أعلنت وسائل الأعلام خبرا مقتضبا عن أطلاق سراح أيران لعدد من الأسرى العراقيين .
وقد يكون الخبر عاديا بالنسبة للمواطن البسيط ، لا قيمة له ، ألا أنه حقيقة ليس كذلك ، فهو بمجمله يبين مقدار الحقد الدفين الذي تكنه أيران للعراق والعراقيين .
أن هؤلاء الأسرى الذين تم أطلاق سراحهم محتجزون منذ أكثر من سته وعشرين عاما في أقفاص الأسر الأيرانية على أقل تقدير ، حيث أن كافة العمليات العسكرية بين أيران والعراق كانت قد توقفت منذ أن تجرع الخميني كأس السم في 8/8/1988 أي أن هؤلاء قد تم أسرهم قبل هذا التأريخ ، وأن أحتجازهم طيلة هذه الفترة هو بحد ذاته جريمة من جرائم الحرب ضد الأنسانية .
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تؤكد على وجود 6700 أسير عراقي في أيران لحد الأن ترفض أيران أخلاء سبيلهم علما أن أحد بنود أتفاق وقف أطلاق النار بين الجانبين هو أعادة الأسرى الى وطنهم فورا ، وفي الوقت الذي لم تحقق أيران هذا الشرط ، قام الجانب العراقي بأطلاق كافة الأسرى الأيرانيين في 17/8/1990 بعد دخول القوات العراقية الكويت بأستثناء الطيار حسين رضا لشكري الذي أسقطت طائرته الفانتوم يوم 12/9/1980 وهو يقصف مواقع عراقية ، وأحتفظ به الجانب العراقي كدليل يثبت أن أيران هي من بدأ الحرب عام 1980 ، والذي تم مبادلته في نيسان 1998 بـ 4000 أسير عراقي !!!
من حقنا أن نسأل الحكومة العراقية ماذا بقي من عمر هؤلاء الأسرى طيلة هذه الفترة التي عوملوا خلالها بأبشع الأساليب اللأأنسانية ؟
أما آن الأوان أن تطالبوا بأطلاق سراحهم فورا كي تكتحل عيون أهليهم برؤيتهم بعد سنوات الفراق الطويلة أم أن هذا الأمر محرم وجوبا لأنهم تصدوا للريح الصفراء القادمة من ولي نعمتكم الجارة الشقيقة أيران ؟
أم أن عودتهم ستفتح على بعض أركان الحكومة ملفات ساخنة جديدة بفضح وملاحقة ( التوابين ) الذين كانوا يعذبون أسرانا بقلع أظافرهم وفقأ عيونهم وجلد ظهورهم وأغتصابهم في زنزانات الأسر الفارسية ؟
أودعناكم أغاتي ...
مقالات اخرى للكاتب