رحمك الله أبا ياسين ، ورفيق دربك المجاهد أبا محمد العامري ، كُنتُما صنوان في مشروع متميز ، ألا وهو مشروع (( دولة الأنسان )) الذي طالما نضّرت له وأشبعته بحثا ًمتميزا ً، من وحي القرآن الكريم والسنة الصحيحة ، وبذلت قُصارى جهدك ، لغرض تقديمه مناراً يستهدي به الباحثون للوصول الى جادة الصواب وسط المعترك الفكري المتشابك آنذاك .
وكنت داعية بحق ، إذ نذرت ووضفت كل شيء في حياتك من أجل الإسلام ، إذ أضحى ميدانك الأول ، هو خلق جيل متنور ، ومارست ذلك عمليا منطلقاً من أروقة الجامعة ، وصفوف الدرس ، ومحراب المسجد ، وأزقة المنطقة التي ترعرعت بها وصلب عودك فيها.
أبا ياسين لا أنسى خلقك الرفيع ، وأبتسامتك التي ترتسم في محياك ، وإطلالتك الحكيمة وحلولك الناجعة ، حينما تعترينا معضلة في خروج الجريدة ( الشهادة ) في وقتها المحدد لتأخذ طريقها الى النشر ، وتقع بيد قرائها العطشى ، لمعرفة أخبار عراقهم الجريح آنذاك .
أبا ياسين ، انت تعيش بيننا اليوم بروحك ، وترفدنا بأسس المبادئ التي رسمتها بإرثك الفكري المتميز ، من خلال حياتك الفكرية الطويلة، وجاهدت من أجلها القريب !! قبل البعيد تأسيا بإمام العدل الإلهي علي بن ابي طالب عليه السلام ، كي تبُرز معالم الطريق الواضح الخالي من المنزلقات التي نعاني منها اليوم ، فاغتالتك يد الغدر مبكراً المتمثلة بالقوى الأقليمية والدوائر الصهيونية ، لأنهم شخَّصوا خطورة مشروعك المبارك ، في إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل القائمة في بنية الدولة العراقية الحديثة ، والتي يعاني منها الشعب العراقي ويدفع ضريبتها اليوم سيول من الدماء ، فتمكنوا من إستئصال ذلك العطاء الإسلامي المنفتح الذي تتصل جذوره بهدّي محمد ( ص ) وعلي (ع ).
أبا ياسين ، إخلاصك الواضح لمبادئك ، وتواضعك الذي يعتبر بحق ميزة واضحة في شخصيتك وطهارة سريرتك ، إختارك الله الى جواره ، كي لا تتلوث أياديك آلبيضاء ، بدنس حطام الدنيا الذي طلقته ، وأكتفيت بالقليل ، وسكنت في قبو لسنوات عجاف ،..، وكان بيتك ملاذاً أمنًا لكل المهاجرين الذين انقطعت بهم السُبل ، وبالأخص الذين لا ينتمون لجهة ٍ من الجهات المسيطرة على الساحة والتي تمتلك الإمكانات!!! أو الذين اختلفوا مع أحزابهم وتياراتهم ، هنيئا ًلك ولرفيقك الشهادة ، عند مليك مقتدر
مقالات اخرى للكاتب