في السنين العجاف يبان معدن الانسان فهو اما سويّ او شيطان، و عند غياب القانون يبان معدن الانسان فهو اما سويّ او حيوان (كما يقول افلاطون) حيث انه لا يعرف الا رغبته و حاجته و انانيته. أما السَويّ فهو المضحي من اجل الاخرين و المتألم و الباكي مع الاخرين، و الاخر كالحصان لا ينظر يمينا و لا شمالا بل يرى بضع امتار امامه. في السنين الحالكات كثر الفساد فتجرع سمه برٌ و بحرُ و انكرت النفوس الدين و مات الضمير كان لم يأتها نهي و امر فكثُر النهب و القتل و كثرت الرشوة و كثُر التزوير حيث تلاعبت بعراق الخير الايدي الخبيثة و تقاذفته المقادير. و التزوير هو من الظواهر السلبية الخطيرة التي اجتاحت مجتمعنا في القرن الحادي و العشرين . 
اما اسباب هذه الظاهرة فهي عوامل كثيرة، لكن اهمها هي ضعف الايمان بالواحد الاحد خالق السماوات و الارض و مُقدر الارزاق، و عدم تطبيق شَعيرة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و نشرها كثقافة دينية و اجتماعية و تربوية و سياسية. و مما يثير استغرابي ان هذه الشعيرة يطبقها الاوربيون و الامريكيون في بلادهم لدنياهم و ليس لاخرتهم، اما نحن فنتركها وراء ظهورنا. هل يعلم القارئ العزيز ان الامريكان و الاوربيين يبلغون السلطات المختصة عن كل حالة خرق للقانون سواء أكانت سرقة او سطوا او قتلا او تزويرا.  فالشعب و الصحافة هم عيون ساهرة لتطبيق القانون، اما نحن فنرى السارق و نعرفه و نرى القاتل و نعرفه و نرى المزور و لا نبلغ عنهم. 
فالغالبية العظمى من شعبنا لم تتسلح بشعيرة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و الا ما وجد المزور مكانا له بين صفوفنا و ما استطاع خيانة وطننا و تدميره. ايها المزور يا من زورت شهادة و حصلت على وظيفة بغير حق، هل تعلم انك سرقتني و سرقت كل العراقيين الشرفاء؟ و انك سرقت وظائف كل العراقيين الذين يحملون الشهادات الجامعية و الذين افنوا عمرهم كي يحصلوا عليها، ثم تاتي انت مزورا و سارقا لوظائف الاخرين. فهل تقبل ان يسرقك احد؟ و هل تقبل ان تُسرق الوظيفة من ولدك او بنتك؟ هل تعلم بانك الشيطان بعينه و ان من ساعدك على التعيين و قبل شهادتك المزورة رغم علمه بها قد رضع معك من ثدي الشيطان؟ ايها المزور هل تعلم بانك سارق و دجال؟ لانك سرقت حقوق الالاف من الخريجين و سرقت شعبك؟ هل تعلم انك سرقت (بيت مال المسلمين) و الذي كان (علي بن ابي طالب) (عليه السلام) يكنسه بيديه الطاهرتين كل يوم و لا يغمض له جفن الا بعد ان يطمأن عليه؟ هل تعلم انك سارق لمال امة محمد (ص) و معادٍ لها؟ ايها المزور هل تعلم ان الله حلل قطع يدك لانك سارق، بقوله (السارق و السارقة فاقطعوا ايديهما)؟ هل تعلم انك خائن كأبي (رغال) و انك خائن (كالسامري)؟ هل تعلم انك سرطان خبيث و ملعون؟ تكرهه القلوب و العيون. هل تعلم انك اناني و سطحي اجوف كالطبل. هل تعلم انك اخطر من العدو لانك منافق و دجال؟ ايها المزور هل تعلم انك اب فاشل؟ ايتها المزورة هل تعلمين انك ام فاشلة؟ فما الذي ستعلمونه لاطفالكم؟ لقد علمتموهم الغش فنبذكم سيد الكائنات محمد (ص) بحديثه(من غشنا فليس منا). ايها المزور انت لست مسلما و انت خارج عن سُنة محمد (ص). لقد علمتم اطفالكم السرقة و خيانة الضمير و خيانة الوطن. و النار مصير السارق و الخائن لوطنه. فهل سمعت يا حضرة المزور بالاية الكريمة(يوم نقول لجهنم هل امتلأت و تقول هل من مزيد)؟ هل سمعت بالاية التي تقول(انها لظى نزّاعة للشوى تدع من ادبر و تولى)؟ 
هل سمعت بالاية(سقر و ما ادراك ما سقر لواحة للبشر لا تُبقِ و لا تَذر)؟ و هل ......؟ و هل ....؟ ايها المزور هل نسيت يوم زرتني ذليلا مسحوقا باكيا باحثا عن وظيفة ، باحثا عن تعيين؟ يومها علمت انك كاسب و هو شرف عظيم ان يعمل الانسان فالعمل عبادة. و لكن بين ليلة و ضحاها تجد وظيفة بالرغم من انك لا تحمل شهادة جامعية، و تمر الايام و السنوات الحالكات على حاملي الشهادات الجامعية الحقيقة دون تعيين. يومها نكتشف بانك حصلت على شهادة تؤيد بانك مفصول سياسي! فكيف حصلت عليها  و انت الذي لم يُعين يوما؟ و كيف يُعاد تعيين من لم يُعيّن؟!!! بالله عليكم افتونا و عالجونا. ايها المزور لقد سرقت حق الالاف من المفصولين السياسيين الحقيقيين الابطال الذين ذاقوا صنوف العذاب يوم كنت ترتشف الماء المثلج و يوم كانت حناجرهم و شفاههم تتيبس و تتشقق كالارض اليباب و يوم كنت تجلس قرب النار الهادئة و كانوا يرتجفون من زمهرير الشتاء. و اي مفصول سياسي انت و انت تخاف وصول عتبة دارك الا بامر من صاحبة قرارك ان كان لك قرار!! فامكث في دارك و لا تشوه صورة الابطال من المفصولين السياسيين. و يا لعجبي على من عيّنك رغم علمه انك كذاب، فهل يبني الكاذب وطنا تنهشه الذئاب؟ لقد اساء هذا المزور الى ارواح الابطال و استرخص دماءهم الزكية الطاهرة و اتخذهم جسرا للوصول الى غايته مستخدما المبدأ الميكافيلي، و التلون كالحرباء ناسيا ان لذات الدنيا تفنى و يبقى وزرها و ان لذات الاخرة تبقى و يبقى اجرها. بكيت من خشية الله و بكيت على وطني و بكيت على المزورين الذين سيكونون حطب جهنم (نارا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون) 
ايها المزور انك ظالم لنفسك و للاخرين ألم تسمع بالاية الكريمة(وماظلمناهم و لكن كانوا انفسهم يظلمون)؟ الم تسمع بالحديث القدسي حيث يخاطبك العظيم القدير الجبار قائلا(ايها المظلوم تقدم، ايها الظالم لا تتكلم)؟ فكيف يكون موقفك امام من تحولت الجبال باذنه (كالعهن المنفوش)؟ ايها المزور هل تعلم بانك قد علّمت اطفالك المكر و الخداع؟ الم تسمع بالاية الكريمة (و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين)؟ الا تعلم  ايها المزور بانك قد علّمت اولادك الكذب؟ فهل يكونون صادقين معك يوما ما؟ هل تعلم ان حبل الكذب قصير؟ و ان مصيرك خزي و عار ستتقاذفه المقادير؟ ايها المزور هل تعلم بانك ستكون موضع سخرية و احتقار عائلتك و جيرانك و معارفك و اصدقاءك؟ هل تعلم بانك ستحتقر نفسك يوما ما؟ (حين تُعرضون لا تخفى منكم خافية) يومها ستقول (ارجعوني عليّ اعمل صالحا). انها كلمة انت قائلها فلقد نُبهت و اُنذرت و لكن الشيطان اغواك و الى النار دعاك. ايها المسلمون ان اهجروا المزورين فهم ليسوا منا و هم اعداء لنا، انهم كالسرطان ، انهم كالارضة الملعونة. اهجروهم فهم اعداء لنا و لشعبنا و لامتنا و ديننا و وطننا. 
فهل تقبلون بالذي يدمر بلدنا و يسرقنا و يسرق حقوق الاخرين ؟ و انت عزيزي القانون ان اضرب بعصاك الخونة الآفلين و افتح انت و ابناءك العيون و لا تغمضوا الجفون حتى تستاصلوا من الجذر كل مزور و خائن ملعون. و انت عزيزي القانون ان احكم بحكم الله و كن مع الله الذي (لا تاخذه سِنةُ و لا نوم). و انت ايها المزور يا من غرته الدنيا فخسر نفسه و ضميره اقول لك: يا نائم الليل مسرورا بأوله إن الحوادث ياتين اسحارا. فالقانون سيلاحقك و لجان النزاهة ستلاحقك و ضميرك إن صحا سيلاحقك و ان الخزي و العار سيكون علامة فارقة لاسمك.