حمامات الدم مستمرة والة القتل الهمجية مازالت تعمل ، وانت سيدي وكل حرسك وامنك وجندك مثل خراعة خضرة تمنع طيورالحب من الاقتراب للمنطقة الخضراء وتترك المنطقة الحمراء سداح مداح للغربان ، نحن سكان المنطقة الحمراء نستغيث ، نستغيث بك منك ، لا من قاتلينا ، انت اميرنا ونحن البغال ، مهد لنا انت الطريق ، ودع عنك الخليفة ، فامير المؤمنين اوباما بعيد لايرى عثراتنا ، نحن الذين نُكَب كل يوم على وجوهنا ، خطيئتنا الوحيدة إنا ولدنا بارض الموت هذه ، ونرغب ، كل رغبتنا سيدي ان نحيا مثل قطيع خراف يحرسه الراعي لا ان نحيا مثل البشر ، في هذه الارض لانطلب اكثر من ذلك ، فاين حراستنا ايها المبجل ؟ الذئاب تحيط بنا وتتقافز علينا حتى بتنا نرى وجهك بينها ، عذرا سيدي ، وقع انياب الذئاب شديد والالم يدفع للهلوسة احيانا ، نحن من يحسن الظن بك نشكوا اليك عجزنا وعجزك ، عجزنا ثمنه ان نقدم ارواحنا ذبائح لحفلات الله او الشيطان ، ليس مهما ، فلم يعد هناك برزخ ، وعجزك ثمنه ان تقول كفى ، كفى موتنا او استمرارك ، ابحث لنا عن عوذة من رجال الايمان تقينا شر الموت في الشوارع وتقطيع الاوصال او ابحث لنا عن جهاز من ائمة الكفر يحمينا ، افعل شيئا ولا تتسمر ، صحيح إنا لاننتهي ، نذوي احيانا ، نَسبُت ، لكننا لن ننقرض ، لن نمحى من ذاكرة الزمن ، ولن نختفي من نسل الارض ، لا لاننا سنة اسود او شيعة ابطال او كرد اشاوس ، بل لاننا بشر ، بشر عَشِقًَ هذه الارض ، عَشق حرها والبرد وعَشق النهرين والصحراء والجبل ، عِشقٌ مجنون لارض ينبجس الموت من طياتها اكثر واقوى من دفق النفط ، ولكن هذا لايعفيك من مسؤولية دمنا ، افعل شيئا ، صَبرُنا يكاد ينفذ ، ما خلقنا للموت بل للحياة ، صَبرنا على الموت والجوع والذل عقودا فلا تزيدنا عقدا اخر ، ذاكرة موت واهات اجدادنا تسكننا ، لسنا ورقة بيضاء خالية من الموت وليس الموت وليد الساعة ، اورثوه لنا ، بئس الارث ، ونحن لانلومك ، فالموت علينا قدر وسنة ، موت ليس كموت البشر ، فنحن لانموت على الأسرّة نموت على جبهات القتال دفاعا عن الحق اوالباطل ونموت في الزنازين والاقبية لرأي او لان ابن كلب ينتمي لغير حزب السلطان سلم علينا صدفة ونموت في الشوارع لان احدهم يطمع بمنصب او بوجبة افطار مع النبي ، موتنا صار سمة حياتنا ، والوجع وترانيم جداتنا الحزينة هي اغنياتنا ، هل في الكون شعب ملهاته الحزن الا نحن ؟ وهل من عاقل يستسيغ ويطرب للانين ؟ ، نخرج من ظلمة الرحم وضيقه لنكبل بالقماط ، والهدهدة عويل ومناحة ، هنا في ارضنا وحدها الطير يرقص مذبوحا من الالم ، فارفق بنا ولانطلب الرفق من قاتلينا ، ارفق بنا وابحث عن حل ، جده عند مستشاريك او اعداءك او في غرف البنتاغون اوعند العرافين وحتى عند الشيطان ، المهم ان تجد حلا ، احفظ دمائنا او اعلن فشلك ، لسنا نتحدث عن ترف اسمه الكهرباء او بذخ يدعى سكن ولم ناتي على ذكر فساد ، كل مانطلبه حفظ الدماء . اقدر جهدك وارى ، انت لست عميلا ، ولا خائن ، لكنك عاجز ، عجزك منك او من غيرك ، لايلغي انك عاجز وخوفي وخوفك ممن ياتي بعدك لايوجب بقاءك ، (المبلل مايخاف من المطر) ، فلنعطي فرصة لغيرك ان يجرب ، فهذا مختبر الكون هنا وهنا الفئران ، هنا جربنا البابليون ، الاكديون ، السومريون ، الكاشانيون ، الاشوريون ، الكلدانيون ، السلوقيون ، الفرثيون ، الساسانيون والمناذرة ، هنا حكم اهل الرشد وبني امية و بني العباس والمغول والترك ، هنا حكم البدو وقادة الجيش والقوميين ، وحكم حتى من لايحسب على ملة او دين ، واليوم تحكم انت ، كلكم لم تمنعوا قتلنا ولا استباحة دمنا ، ان لم تكونوا قاتلينا ، فلا تراهن كثيرا علينا ، ابرق لخليفة الله ان يمنحنا قطعة ارض ( لا نفط فيها ) في اي مكان مادامت كل الارض تحت سلطانه وسنبيعه ارضنا هذه بدرهمين ( ليس بلد باحق بك من بلد خير البلاد ماحملك )
مقالات اخرى للكاتب