البصرة: "نازل اعتصم" شعار الاعتصام الذي حمل أسم البصرة بجنوب العراق، له مغزى في قلوب الشباب المنضمين للاعتصام، كاشفين عن اتصالات جرت مع شباب العاصمة بغداد للخروج بحراك واسع ضد الحكومة أبرز مطالبه توفير الكهرباء ومطالب أخرى لم يكشف عنها .
خرج العشرات من الشباب البصري، بعد أخذ الإذن من القوات الأمنية، ليلة أمس بعد الفطور تمام الساعة الثامنة والنصف مساء، أمام مبنى محافظة البصرة، حاملين شعارات "عوفـوا التصدير وأنطونياها" و"كافـي وعود اليوم نريدها"، داعين المارة والمواطنين في الشوارع إلى الانضمام للاعتصام لحين توفير 18 ساعة تجهيز كهرباء.
أبرز المنضمين لـ"نازل أعتصم بصرة"، علي اليوسف،قال "نحن مجموعة من الشباب البصري نريد إيصال صوتنا بطريقة سلمية، انطلقنا اليوم عن طريق موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، دعينا لاعتصام نطالب فيه الحكومة المحلية في البصرة بتوفير 18 ساعة كهرباء في اليوم، وكفى وعود كاذبة".
وأكد اليوسف: "كل يوم سنعتصم الساعة الثامنة ليلاً أمام مبنى المحافظة لتحقيق المطالب المشروعة، مشيراً إلى أن أعداد الذين توافدوا للاعتصام في تزايد.
وتعاني البصرة من جو حار جداً تجاوز درجات الحرارة فيه 50 درجة، ورطوبة عالية، ينضج مع تمورها غضب البصريين من تردي الطاقة الكهربائية، حيث ينفقون الملايين على المولدات الأهلية التي باتت تشكل جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، لأن ساعات التجهيز التي تصلهم من الدولة تتراوح بين 9-12 ساعة في اليوم الواحد.
وتزامن الغضب الشعبي في البصرة مع توهج الحر ووصل قمته بحلول شهر رمضان، ما دفع أصحاب المحلات والباعة الجوالين لترك أعمالهم والجلوس في منازلهم، هرباً من سطوع الشمس التي زادت صومهم جفافاً وعطشاً.
هذا وأرجع أحمد العاشور، مدير إعلام توزيع كهرباء الجنوب انخفاض ساعات تجهيز الطاقة في البصرة مؤخراً، إلى إنشاء بعض الخطوط (132) المهمة في المحافظة. وقال العاشور إن تجهيز المحافظة بـ 18 ساعة كهرباء يتطلب أكمال بعض المشاريع وتوفير شبكة تتحمل هذه الزيادة"، ذاكراً أنه بتوجيه من الوزارة تم نصب العديد من المتنقلات في المحافظة خلال هذه الأيام ، لتخفيف الأحمال الحاصلة على الشبكة الكهربائية، كذلك كثرة التجاوزات لها الأثر الكبير في الانقطاعات الحاصلة".
ولفت إلى أن هذه المشاريع للحكومة المحلية تهدف إلى تنمية الأقاليم ومن المفترض إنجازها قبل مدة.
وعن التظاهرات والإعتصامات لأهالي البصرة عن قلة تجهيزهم بالطاقة رغم الأموال الطائلة التي خصصت وأنفقت على المنظومات التي لم ترَ نور التزويد حتى الآن، اعتبرها العاشور حقا مشروعا للمواطنين نظرا لمعاناتهم من نقص في تجهيز الطاقة ، مرجحاً تحسن الوضع في قطاع الكهرباء نهاية العام الجاري.
وقالت سوزان السعد، عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية، بدورها إن الأموال المصروفة على قطاع الكهرباء في العراق أكثر من ميزانيات البحرين والكويت والإمارات.
وأضافت السعد القيادية في كتلة الفضيلة، طبق بيان لها أمس الأول، أن "هذه الأموال تعادل عشرة أضعاف ميزانية البحرين البالغة 5.5 مليار دولار وأكثر من ميزانيتي الكويت والإمارات بكثير".
وأوضحت النائبة أن الحكومة صرفت على مشاريع الطاقة الكهربائية ما يقارب 27 مليار دولار فيما أنفق المواطنون أكثر من 80 مليار دولار على مدى السنوات العشر الماضية وذلك بشهادة وزارة المالية.
ولفتت السعد إلى أن وزارة الكهرباء صرفت أموالاً هائلة تكفي لشراء أصول شركة "جنرال إلتكريك" بكل فروعها وخطوطها الإنتاجية وتغطي تكاليف نقلها الى بادية السماوة أو إلى أهوار العمارة لكي تباشر من هناك بإنشاء محطات جديدة للطاقة في كل مدينة عراقية.
وأختتمت النائبة حديثها أن المتبقي من المبلغ يكفي لشراء شركتي "سيمنز إلكترونك" و"ميتسوبيشي باور".
من جهته، كشف محمد حسن المصور الإعلامي من بغداد، الذي يقطن البصرة، عن مطالب الشباب من العاصمة لتبني اعتصام "أنا نازل أعتصم" والتنسيق مع شباب البصرة لزحف الاعتصامات إلى بغداد ، للضغط على الحكومة من أجل توفير الخدمات أبرزها الكهرباء.
وقال المصور وهو أحد المنضمين للاعتصام، إن "خيار الاعتصام نجده الأفضل، وسط وعود من الحكومة المحلية لم تفِ بها حتى اللحظة".
المصدر:anbamoscow