المحن الكبيرة دائما تحتاج عقول وأرواح كبيرة تقف بوجهها ، تمنحها الضرورة مرات الأرواح والأموال وترك الغالي والنفيس ، وترك الدنيا بما فيها ، لأن الحل والحفاظ على الوطن أو البيت أو العشيرة هو ما يصل أليه الأنسان وقتها يفرض ذلك !!!
وطابعة التاريخ ترقم أوراق ومواقف الرجال في كل زمن معلنة بلا حياء ولا تردد ، هذا في موقف الأيجاب وذاك في موقف السلب !!!
وكم ترصع جبين التاريخ بمن خذلوا الحقيقة وطعنوا الحق ، ولعل معركة الطف خير شاهد أبدي على ذل بني أمية ومن دار في فلكهم مساعدا وراضيا بفعهلم البشع !!!
وجون العبد الذي كان يتبع أسياده ليملأ بطنه كيف أن التاريخ خجل بكل قراطيسه التي أعدها له ولمن ألتحق بقضية الحسين من ذهب وأقلام من نور أتخذت جبين الشمس لترسم عليه أروع حكاية الأباء !!!
ولكل زمن حكاية وتاريخ يعاد ذات المضمون ونفس الرهان والصراع الحسيني الأموي أو الحق والباطل بأوضح أطار !!!
وما به العراق اليوم من مأزق كبير هو عينة محن ومآزق التاريخ التي مرت وستمر ما دام الوجود باقي والبشرية باقية !!!
ولكن ما كشفته صور الدم والتحاليل المخبرية ، أن داعش ليست التي قدمت من عبر الحدود لتقاتل أبناء العراق ، وهي عبارة عن أجندة سياسية وسلاح تم صنعه فكريا بيد أمريكا ، قد لا يحمل الكثير منهم مبدأ وعقيدة ، بعكس الذين أستلموا قرار العراق من القيادات السياسية وبالأخص ( الشيعة ) منهم كانوا بالذات مستعدين ليكونوا داعش بالذات لا بالعرض !!!
وسقط قناع شعارات بسببها أزهقت نفوس ، ورحلت قوافل من نور أمنت وصدقت بما يقولون ، ولعل اليوم نستطيع بملأ الفم القول أنهم كانوا يتعاملون مع الشيطان والمؤآمرات لضياع القضية المحورية في أصل تكلليف المؤمنين في العراق وفي غيره !!!
وقد يكون ممن تخاذلوا اليوم من قيادات صدفة شيعية بالتحديد لأختصاص قضية الدفاع الألهي المقدس بنا ، وركبوا صهوة الفساد والمجون والترف والنساء والسفر والقصور هم القاتل المباشر لمن حز منحر الحسين عليه السلام أي بمنزلة الشمر أبن ذي الجوشن قياسا بكل عدو وجد في معركة الطف ضد الحسين عليه السلام ،،،
فهم بشهواتهم دينيين ، وسياسيين ، وكل الشرائح التي لم تكن بوعي مانع من أنهيار أدارة حكم ذهبت من أجل تحصيله طوال سنوات مؤلمة أنهر دماء كانت من القداسة العظيمة بمكان يصعب تصديق وصول المتردية والنطيحة لموقع ما كانت تصبوا أليه !!!
من هنا يجب تقديم الحلول المناسبة والواقعية والدقيقة والمهنية والتي تحمل المسؤولية التاريخية من المرجعية مجتمعة فلم يعد الأمر شعارات وتلفيق وأستعارة مباديء كشفها الخطاب الهش والركيك والمعالجات العوراء التي تفتقر للكثير القابل للصمود أمام أعداء كل جهدهم النيل من قضية التشيع بالمعنى الواسع الذي يتعدى العراق والمنطقة ، لتهديم أحلام قد تتصل بقضية الظهور ، ولكن قومي عيونهم لا ترى سواء الدراهم والدنانير والنساء !!!
تبا لكم وترحى ،،
مقالات اخرى للكاتب