التكفيريون هم أخطر الناس على الأمة الإسلامية والعالم منذ مئات السنين ، وبعد ثورة 30 يونيو العظيمة التى قام بها الشعب المصرى ، ظهرت بوضوح عداوة التكفيريين للوطن ، وظهر بوضوح خطر هؤلاء على الأمن القومى للوطن ،وكيف تجرى فى دمائهم خيانة الوطن بكل جرأة وإجرام وإنحطاط ، فأصبح مشهد معلوم متكرر وهو تعديهم على الوطن والسعى لتخريبه وتدميره وتفجيره وحرقه ،والتعدى على جيش الوطن ومؤسساته بسفالة لم نشهدها من العدو الأسرائيلى نفسه ،ورغم أننا ظلينا منذ 25 عاماً نطالب بتجريم التكفير والتلميح به ، لما فيه من تفتيش فى الضمائر وشق القلوب والعلم بالغيب ووضع المكفر أو الملمح به ذاته فى منزلة الله أو كوكيل عن الله بدون أى سند من رب العالمين ، لكن لم يستمع المسؤولين وأصحاب القرار لنا ، وهى جريمة فى حق الوطن من هؤلاء لتقاعسهم عن حماية أمن ومستقبل هذا الوطن فكانوا سببا فى كل هذه الخسائر من أرواح شهدائنا الأبرار الأبطال وأموال الوطن ،-- واليوم نكرر الطلب على الرئيس السيسى بسرعة سَن قانون يُجرم التكفير أو التلميح به ، تطبيقاً لصحيح الشرع ، لأن الإسلام جرم وأدان ومنع التكفير فقال الرسول ( ع ) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله(ص): (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه) [رواه مالك والبخاري ومسلم وغيرهم وتفسيره أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّ الْمَعْنَى فِيهِ النَّهْيُ عَنْ أَنْ يَقُولَ أَحَدٌ لِأَخِيهِ كَافِرٌ أَوْ يَا كَافِرُ، قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ كُنْتُمْ تُسَمُّونَ شَيْئًا مِنَ الذُّنُوبِ كُفْرًا أَوْ شِرْكًا أَوْ نِفَاقًا؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ وَلَكِنَّا نَقُولُ مُؤْمِنِينَ مُذْنِبِينَ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ جَابِرٍ مِنْ وُجُوهٍ وَمِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ قُلْتُ لِجَابِرٍ أَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ كَافِرٌ؟ قَالَ: لَا قُلْتُ: فَمُشْرِكٌ: قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ وَفَزِعَ من تكفير الناس. كما أن تجريم التكفير والتلميح به يتماشى مع صحيح الدين والدلائل العليا من الشرع قطعية الثبوت والدلالة من القرآن الكريم عندما قطعت بذلك الآيات بحرية العقيدة والإختيار فى قوله تعالى فى سورة الكهف الآية 29 (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) وكذا قوله تعالى فى سورة الكافرون آية 6 (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) ص ق كما أن النبى نفسه لايملك تكفير أحد أو مخاطبة أحد إلا بالتى هى أحسن وأن يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ولا يملك تكفيرهم كما جاء فى قوله تعالى للنبى فى سورة الرعد آية 40 ( فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ) وكذا فى سورة النحل الآية 125 (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) والآية هنا تشير بوضوح بأن الله تعالى فقط هو من يعلم بمن ضل وكفر ولا حتى النبى (ع) يعلم ذلك ، لأن مابداخل القلب لا يعلمه إلا الله ، كما روى البخاري ومسلم عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: “بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِلَى الْحُرَقَةِ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ [جاء في بعض الرّوايات أنّه مرداس بن نهيك، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله]، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ! فَكَفَّ الْأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ ( ص ) [وفي رواية مسلم: فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ (ص)] فَقَالَ: ((يَا أُسَامَةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟!)) قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا [إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاَحِ]فقال الرسول [أَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ؟! أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا ؟ ؟؟
ايضا نهانا الله عن سوء الظن بالغير بقوله تعالى بسورة الحجرات الآية 12 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) وتكفير الغير هو نوع من الظن لا يمكن أن يكون مع اليقين ، ايضا التكفير والتلميح به هو نوع من أنواع اللعان للمسلم والرسول نفى قطعياً أن يكون المؤمن لعاناً فى قوله : { لا يكون المؤمن لعاناً } [رواه الترمذي وصححه الألباني
لذا نحن نطالب الرئيس السيسى بتطبيق صحيح الدين بوضع قانون يجرم التكفير والتلميح به لأنه يصدر من غيرمؤمن بصحيح الدين بل هو أشد خطراً على الدين وعلى الأمة ، كما أنه يتفق تماماً مع الماد 53 و64 من دستور 2014 .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
مقالات اخرى للكاتب