بعد أن أخرجت التظاهراتُ المرجعية الدينية قسرا من صمتها وسباتها راحت تلعب لعبة خطيرة تتمثل في إظهار تأييدها الإعلامي للتظاهرات من خلال خطاباتها المشفرة والمطاطية ودعوتها العبادي للضرب بيد من حديد كحقنة عاجلة من اجل امتصاص غضب الجماهير التي كفرت بدين أولاد المرجعية من ساسة الفساد وعمائم النزهة والسرقة , ومن ثم كسب عواطفها وردم ما خلَّفته مواقفها الداعمة لساسة الفساد من هوَّة كبيرة كشفت عنها هتافات المتظاهرين كان أبرزها (باسم الدين.. باگونه الحراميه).
وبعدها بدأت المرجعية بمرحلة أخرى تستهدف من خلالها الإجهاض على التظاهرات بصورة غير مباشرة عن طريق الخداع والتغرير باستخدام شماعة جديدة تختلف عن سابقاتها التي أجهضت التظاهرات قبل سنوات لأن تلك الشماعات والذرائع أكل عليها الدهر وشرب وصارت "أكس باير" غير قادرة على إفراز أفيون التغرير والتخدير والتسويف.
ذريعة وشماعة جديد ظاهرها أنيق وباطنها خبيث، لإخماد التظاهرات كشف عنها ما صرحت به على لسان خطيبها في كربلاء في الجمعة الماضية بقولها: ( ان من المنطقي ان يُمنح المسؤولون فرصة ً معقولة ً لإثبات حُسن نواياهم في السير بالعملية الإصلاحية إلى أمام...) فهذه دعوة مبطنة من السيستاني لإيقاف التظاهرات تحت ذريعة منح الفرصة للمسؤولين لإثبات حسن نيتهم في سيرهم الإصلاحي المزعوم!!!!، فيالها من مفارقة مضحكة مبكية فالشعب يطالب بمحاكمة الفاسدين واللصوص والمتاجرين بالدماء والمرجعية تحميهم وتبقيهم بذريعة منحهم فرصة!!!!.
ثم أين الإصلاحات الواقعية الجذرية حتى تتحدث مرجعية النجف عن سير إصلاحي وحسن نية فالشعب لم يسمع إلا بإجراءات على الورق فضلا عن إنها لا تمثل الحل الجذري لمأساة العراق وشعبه يضاف إلى ذلك ظهور بوادر المماطلة والتسويف والكذب والخداع في التعاطي مع مطالب الجماهير فرموز الفساد مازالت تسرح وتمرح وما سمعناه عن صدور أوامر بمنع المسؤولين المتهمين بالفساد عن السفر بان زيفه بدليل هروب رأس هرم الفساد المالكي إلى إيران وغيرها من المؤشرات التي تكشف عن مؤامرة قذرة تحاك في دهاليز المرجعية وأولادها السياسيين ومن ورائهم إيران , هذا من جهة ومن جهة أخرى ألا تكفي فرصة ثلاثة عشر عاما دمرت وطن وسحقت شعب , وهل يبقى العراق وشعبه حقلا لتجارب السارقين والفاشلين؟!.
إن القرار بيد الشعب المنتفض فهو أمام خيارين لا ثالث لهما أما إن يصدق بهذه الخديعة كما صدق سابقا ويعود إلى نقطة الصفر بل ومزيد من الحرمان والقتل والضياع والهلاك أو أن يواصل مسيرته وانتفاضته السلمية حتى تحقيق أهدافه السامية.
مقالات اخرى للكاتب