نعود، وقد لا يكون العَود احمدَ هذه المرة، ولكن، دعونا نضيف للتساؤلات التي ابحنا بها قبل ايام قليلة، ولا ندري هل كانت في مكانها ام خارجه؟! .. ثم لا ندري ايضاً هل ستكون لاضافاتها التاليات ما قد يثير اهتمام ذوي الصلة، وهم الأولى أولاً واخيرا ؟!... ولكن عسانا ان نشارك، فنصيب، بأوسط الايمان.
1- اما بات يلفتُ الانتباه الى ان المعركة الالح، والاهم، ونعني بها الحرب مع، وضد، داعش واربابها وحواضنها، راحت في الموقع الثاني – على الاقل- عوض ان تكون الاول دائما، وذلك بسبب طغيان اخبار التظاهرات، دعوا عنكم المزايدات بشأنها؟!... الا يتطلب الامر ان تبقى الانظار والقلوب، والعقول باتجاه جبهات القتال، بشكل رئيس؟!.. وان يُصار للتأكيد دائماً : ان معركة "ساحة التحرير" واحدة من معارك الحرب مع الارهاب والظلام ...
2- ثم، وبالارتباط مع ما سبق، هل ستتحقق - فعلاً- الاصلاحات ووتقوم الدولة المدنية- ودعونا عن العلمانية الان- جنبا الى جنب دولة "داعش" المستمرة في دمويتها وظلاميتها الوحشيتين ؟! ..
3- ولان الشئ بالشئ يُذكر، بل ويتشابك، نتساءل: اليس من واجب القادرين، ان يعينوا الناس ويوضحون بان "اصلاح" العراق لن يتحقق بمعزل عن الواقع والظروف والصراع الدولي والاقليمي والعربي؟ .. اليسَ في تلك المصارحة ما يفيد اصحاب الشأن، كما والناس عموماً، لكي لا تذهب جهودهم واحتجاجاتهم صرخات في فضاءات الخيال.
4- أما ان الاوان للتعامل الواقعي، وبعيدا عن العاطفة، مع موضوع "فدرلة" العراق، ومحاولة اعادة توحيده، حقناً لدماء وتضحيات مجاهدي الجيش والحشد وعموم المكافحين البسلاء ؟!.
5- ترى اليس من المهم ان لا تبالغ النخبة السياسية، والمثقفة، في التفاؤل المفرط بما سيتحقق من نتائج و"اصلاحات" لكي لا تنكفئ الجماهير، اذا ما لم يتحقق حد ادنى، ولا نقول أوسط، من المطاليب، فتتخلف عن اية دعوات لاحقة للتظاهر والاحتجاج؟.
6- وفي شأن مترابط تماما، يتساءل الكثيرون عن سبب كتمان اسماء وعناوين الجهات المنظمة / المنسقة/ للتظاهرات، وكم مريح وضروري ان جرت الاجابة على تلكم التساؤلات، او اعلان اسباب الكتمان على الاقل. وخلاف ذلك فقد تسود التكهنات والمزاعم والاقاويل... اما التداعيات بشأن ذلك، فمعروفة لذوي البصيرة على ما نزعم .
7- و... اما ترون معي بأن التشدد في الشعارات امر مبالغ به، وربما يتسبب بما لايراد؟.. اليس من الاصح- وساتحدث بكل مباشرة هنا- ان يتغير الاطلاق والتعميم في شعار "نواب الشعب، كلهم حرامية" الى بديل اكثر واقعية وهو "النصف" وليس "الكل" ... مثلا؟!.
8- وما دمنا في عوالم الشعارات، اما في هتاف "باسم الدين، باكونه الحرامية" ما قد يستفز شرائح كبيرة ويضعها في تقاطع مع الاخرين، دون حاجة وضرورة حقيقيتين؟!... هل ادخال "الدين" في التظاهرات حال مناسبة، وثمة ملايين قد تتصادم، او يجري دفعها للتصادم مع المحتجين الاخرين بسبب هذه "الكلمة" الوحيدة لا غي، وان جاءت بمعنى الايجاب والمديح ..
9- ثم، وهنا ربما تكرار مفيد، لعلّ وعسى ينفع التذكير، اما من الاكثر حكمة الا تعلو هتافات عراقيي "الخارج" ازيد مما تفيض به مطاليب مواطنيهم في البلاد، فاهل "ساحة التحرير" ادرى بشعابها، ولكي نحجم ما قد يُقال عنا – نحن العراقيين في اوربا والمهاجر الاخرى- بان حماسة الرقص تأخذنا "باشدّ مما ينفخُ الزمّارُ" ...
10-اخيرا، اليس من التحضر، والجميع راح يزايد اليوم بهذه الكلمة ذات الالف مغزى ومغزى، ان يكون اليراع النبيل، اساس الحوار والتداول بشأن التساؤلات اعلاه، وسابقاتها، وبعيداً عن الاحكام المسبقة، و"العواطف" والسباب المتهافت؟!.
مقالات اخرى للكاتب