توالت ردود الافعال بشكل مقالات وشبه طلبات على نداء بطريركنا الجليل التي بدأها بجملة (يا مهاجرين ارجعوا،،،،،،،،،،،،،،،) وجميع الردود كانت من المهجر "كتابنا المهاجرين" الذين يشملهم النداء، وعند الاطلاع على هذه الردود يتبين للمتابع من العنوان وبعده النص ان معظم جماعتنا لا يمكن ان يرجعوا (قلنا معظم وكلامنا نسبي) الا ان توفرت لهم شرطين مهمين: الامن والامان أولاً والمعيشة اللائقة لهم ولعائلتهم ثانيا! ولا يبقى بعدها الا ان يطلبوا من البطريركية ان يعينوا حراس وسواق لارسال اطفالهم للمدارس، ولا نقول خدام ايضا لتحضير الطعام، مع توفير السكن للذي فقده! ولا ادري فهل بعدها يطلبون شيئا اخر ام لا!! هنا لا استهزأ بـ!!! ابدا بل اتكلم من الواقع المعاش! ولي دليلي وحجتي، لذا نتحدى من له حجة ودليل اقوى فليقدمها
نحن لا نكتب شعرا
عندما نكتب لا نقول شعراً يدغدغ مشاعر وحس الاخرين، بل نكتب ونقول ما نراه على ارض الواقع، ونحترم وجهة نظر الاخرين مهما تقاطعت مع رؤيتنا وافكارنا، وما طرحوه زملائنا حول الموضوع له وجهات نظر معظمها صحيحة وتحاكي الواقع حسب وجهة نظر كاتبيها، قلنا تحاكي الواقع ولم نقل انها الواقع لسببين:
الاول: انهم بعيدين عن عيش الواقع وتفاصيله داخل العراق، لان الكثيرين تجاوزوا العقد والعقدين من الزمن واكثر في المهجر
الثاني: ان معظمهم مستقرين في المهجر ولهم حساباتهم الحياتية وخاصة ان الاكثرية لهم مصالحهم وبيوتهم ومحلاتهم ومدارسهم، ويعيشون في بحبوحة ظاهرية وحرية شخصية
من هذا المنطلق قلنا: لا نستهزأ بأحد مهما اختلفنا ونؤكد اننا نحترم اية وجهة نظر حول هذا الموضوع او اي موضوع اخر، لذا لا نكتب شعرا بل نعيش الواقع كما هو، لاننا عشنا هذا الواقع في المهجر، ولنا بيوتنا ومحلاتنا واعمالنا الحرة المزدهرة واولادنا في اكبر الجامعات الامريكية وكان هذا واقعنا في المهجر لمدة 12 سنة، واليوم قررنا الرجوع الى وطننا والعيش والعمل مع اخوتنا العراقيين جميعا في العيش المشترك، اذن اليوم عندما نتكلم نكتب عن واقعين معاشين في آن واحد! مع مساحة خبرة بين الاثنين
الواقع الذي عشناه في المهجر 12 سنة! والاخر الواقع المعاش اليوم الذي يختلف كليا عن ما عشناه قبل الهجرة والذي يصل الى 52 سنة، اذن يفتقر الكثيرون الى هذه الخبرة الحياتية التي هي اساس وضع المنهج والبرنامج والخطط الخاصة، بسبب هناك فقط بين من ينام جوعان وينهض على اصوات المفخخات وبين من ينام مرتاح وكل يوم في مطعم وكازينو وينهض على صوت الموسيقى! والبعض ينامون على الكنبة وينهضون الساعة 7 صباحا بدون فطور والى العمل 10 – 12 ساعة يومياً – والبعض الاخر قبل ما ينام يحسب ماذا يفطر وكيف يكمل يومه لانه يعيش على المعونات الحكومية (فوت ستام) هذا هو المهجر ان استثنينا جماعة المخدرات والعصابات واللهو الاخرى
ثلاث فئات من الذين يعيشون في المهجر اليوم، النسبة الاكبر من ابناء شعبنا هم من الفئة الثانية العمال تليها الفئة الاولى الاغنياء واصحاب المحلات وبعدها الثالثة الهامشيين
نداء البطريرك لمن؟
نعتقد ان نداء البطريرك ليس لشريحة او لفئة دون اخرى، ولكن مثلما كانت هناك مسببات للهجرة وجوب توفر مسببات للهجرة المعاكسة ان رغب سيادة البطريرك بذلك! وهذا ما نوه جميع من كتبوا حول الموضوع من كتابنا ومثقفينا الكرام، ولكن الرغبة والطموح شكل والواقع المعاش شيئ اخر! نعم يرغب ويطمح سياته الى ان يصبح العراق آمنا مزدهرا وشعبه يعيش يسعادة وامان واستقرار عندها بدون النداء معظمهم يرجعون وحتى الذين لا يقدرون العودة وخاصة الاغنياء واصحاب المصالح والسياسيين ،، حتما سيكون موقفهم اكثر من ايجابي ويستفاد من مالهم ومشاريعهم وارائهم اكثر من رغبتهم في العودة! لان وجودهم في الخارج اقوى واوجه من عودتهم! نعتقد ان هذا غير خافي على الكثيرين! اذن ما العمل؟
غبطة البطريرك/خصص لنا مكاناً لنجعله امناً – الاكراد نموذجاً
الجرأة والشجاعة في الطرح مطلوبتان اليوم اكثر من اي وقت مضى، والجرأة والشجاعة الذي يمتلكها الفكر الحقوقي المستقل تختلف عن جرأة وشجاعة التابع والمتبوع وغبطة البطريرك مار لويس رةفائيل الاول ساكو الجليل وفكره هو من النوع الحقوقي المستقل بدون ادنى شك! لذا نلمس جرأته وشجاعته في لقاءاته مع القادة السياسيين العراقيين دون استثناء ومبادراته للم الصف الوطني الذي يؤدي الى الامن والاستقرار حتما وبالتالي ايقاف نزيف الهجرة والنتيجة خلق ارضية خصبة للهجرة المعاكسة
جرأته وشجاعته وحكمته في لم صفوف كنائسنا والعودة الى الينابيع الاولى، اليس في ذلك خلق مناخ لشعبنا من اجل الاستقرار الديني والنفسي وبالتالي خلق لوبي ضاغط على الحكومات في الداخل والخارج من اجل حقوق شعبنا الواحد الذي نقر جميعنا بانه واحد! الا اذا كان البعض يقر بانه واحد لكي يمر مخططاته للبقاء على التقسيم والتفرقة
ليقل احدكم لنا ماذا كان يفعل لو استلم احدى المؤسسات وقد وصل الفساد داخلها بملايين الدولارات؟ ماذا كان يفعل ان وجد ان هناك من باع ملك الشعب ووقفه لحسابه الخاص دون ان يقدر ان يفعل شيئا قانونا! اكرر لا توجد هناك ثغرة قانونية، اي التلاعب باموال الغير بطرق قانونية غير نزيهة! ومع كل هذا هناك شقق جاهزة في بغداد لكل عائلة مهاجرة ترجع يكون الايجار مجانا لمدة سنة واحدة، والسنة التي تليها بايجار رمزي! اضافة الى تبرع البطريركية بالالاف الدولارات للمحتاجين من قرانا في سهل نينوى ان كان قبل شهور او عند غزوة الموصل سنة 2008 لوجبتين وكان انذاك سيادة البطريرك مطران كركوك والموصل شرفا، من فعل ذلك غيره؟ لا حاجة لتكرار مواقفه وشهاداته واوسمته التي حصل عليها بكل جدارة واستحقاق، هذا هو الحق وليس غيره
الخلاصة: خصص لنا مكان لنجعله آمناً
المقصود غبطة البطريرك بالمكان والاكراد نموذجاً، هو ان للاكراد منطقة خاصة لهم كما هو معروف، ولولا هذه المنطقة (المكان) لكانوا لحد يومنا هذا يتراوحون للحصول على حقوقهم، اي بما معناه لولا منطقة كوردستان الخاصة بالاكراد (سليمانية – اربيل – دهوك) لما كان هناك /الحكم الذاتي المتطور اليوم الى درجة او الى حد تعتبر كنموذج في المنطقة يحتذى به من ناحية "التوجه الديمقراطي" لا يهمنا النقد الجارح والهدام بسبب اننا نقول الحقيقة
نعم ان كل العراق لنا، بل كل مابين النهرين والشرق الاوسط والعالم ايضاً حسب قول: يسوع المسيح له المجد، وبما انك سيدنا الجليل قد اعطيت رأيك بهذا الموضوع سابقاً كون الظروف الذاتية والموضوعية غير مهيئة لمثل هذا التوجه او الفكر وكان اصح من الرأي القائل بان تخصيص منطقة او محافظة لشعبنا يكون مثل السجن، عليه نرى ان الظروف الذاتية والموضوعية تسير لصالح الفكرة وتطبيقها مستقبلاً وخاصة ان كثير من المحللين يرون ان لا بوادر استقرار دائم لعقود قادمة، وبما اننا بحاجة الى هجرة معاكسة نرى اليوم ان تخصيص منطقة او مكان ليلجأ اليه المهاجرون العائدون من ابناء شعبنا الاصلاء (اي ليس للمسيحيين فقط) ويكون برعايتكم مع اخوتكم البطاركة في كنيسة المشرق وبادارة منتخبة من الغيارى لنجعلها مكان امن ونموذج في وضع الانسان المناسب في المكان المناسب! بهذا نضع اساس متين للوحدة والعيش المشترك! نقر ونعترف بصعوبة التطبيق والمشكلات الكبيرة التي تظهر ولكن هناك تعاون وتفاهم مع الحكومة المركزية وحكومة الاقليم ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني لشعبنا في الداخل والخارج، ويكون التمويل من المهاجرين انفسهم والاغنياء من هم في المهجر والداخل – لتكن لنا بستان مسيج ضمن عراقنا الواحد – هذا هو القصد
شكرا لاصغائكم – انه مقترح قابل للتطبيق المستقبلي
عينكاوا في 17/10/2013
مقالات اخرى للكاتب