اعتاد وتعود المسلمون الشيعة (وان كان بعض "المسلمين" يُخرج الشيعة من حظيرة الاسلام!!!!!!) ان يهنئ بعضهم بعضا في عيد الغدير والشخص المعني بالتهنئة هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب والمناسبة هي يوم الغدير الاغر الذي يقول عنه الامام الصادق انه عيد الله الاكبر وموضوع التهنئة هي تنصيب علي بن ابي طالب خليفة واماما بعد النبي ليبدأ الفصل الثاني من فصول النبوة وهو عهد الامامة المكملة لفصل وعهد النبوة فالنبوة صفحة رئيسية من صفحات الرسالة والامامة صفحة تالية ومكملة لها ولأهميةوإستراتيجية الامامة المتمثلة في علي بن ابي طالب صدر الامر الإلهي بصيغة الامر : بَلِّغْ(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {المائدة/67}) فجاء الامر بفعل الامر (بلِّغ) وهو فعل الامر الوحيد في القران الكريم بهذه الصيغة أي بصيغة "بلٌغ" وبهذه القوة مع وجود تضاعيف وتصاريف كثيرة جدا مبثوثة في المصحف الشريف للجذر (بلغ) ماعدا فعل الامر (بلِّغ) ورغم وجود العدد الكثير من افعال الامر التي يخاطب بها الله تعالى نبيه الكريم (ص) يأمره ويطلب منه كل مايتعلق بالرسالة التي ناء بحملها ثلاثا وعشرين سنة .
وجاء الخطاب بالنداء (ايها الرسول) كونه (ص) كان نبيا رسولا والرسالة اشمل من النبوة فخاطبه الله تعالى بصفته الشاملة (النبوة والرسالة) ليبلغ بالإمامةواشترط بحرف الشرط (إن) جهود التبليغ النبوي والرسالي بالتبليغ الامامي وان لم يبلغ بالامامة فلم يكن قد بلغ بالنبوة فربط التبليغ الاول (23 سنة) بالتبليغ الثاني (يوم الغدير) فتلك السويعات التي جمع بها النبي (ص) من حج معه في تلك السنة وهي حجة الوداع على رمضاء غدير خم في الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 10 هجرية تلك السويعات تعادل في المجهود والخطورة والأهمية سنوات الدعوة المحمدية بكل تفاصيلها وأحداثها وتضحياتها الجسام والمسؤولية الضخمة التي تحملها النبي (ص) طيلة 23 سنة يشاركه في تحمل اعبائها علي بن ابي طالب والثلة المخلصة من اصحابه وبني هاشم .
ولسنا بصدد تقديم تفسير لهذه الاية فهي مبثوثة في كتب وتفاسير الفريقين ويكفي ان الله تعالى قرن بعدم الانصياع لهذا التبليغ ضمن سياق هذه الاية (إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) أي الكافرين بالتبليغ الثاني (التبليغ بالإمامة) المشروط به التبليغ الاول (التبليغ بالنبوة) و ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) وقد عصمه من الناس إلامن جاء معترضا على هذا التبليغ (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ {المعارج/1} لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ {المعارج/2}) وقصة هذا المعترض موجودة في كتب الفريقين وهي معروفة للجميع وقدنزلت في النَّضْر بن الحارث الذي "اعترض" لسوء حظه وقلة عقله وبشدة على تنصيب علي بن ابي طالب خليفة بعد النبي واعتبرها " مؤامرة " فنزل العذاب عقوبة ليس على اعتراضه فحسب وانما على كفره بدليل قوله تعالى (لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ) فهو ليس معترضا فقط وانما هو كافر ولم يستوعب شخوص السقيفة هذا الدرس وهنا تكررت كلمة (الكافرين)لنفس المعنى ونفس السياق ونفس القضية وهنا ربط اخر للتبليغ الثاني وهو ربط الاعتراض كنتيجة لعدم الانصياع للتبليغ وربط ثاني بعدم الايمان بنبوة محمد (ص) والقاسم المشترك مابين الربطين وهو الكفر بقرينة (الكافرين) في آيتين مختلفتين من سورتين مختلفتين والقضية واحدة والمناسبة واحدة ايضا هي يوم الغدير وبمعنى اخر هي قضية علي بن ابي طالب الذي قرن الله تعالى الانصياع والاقرار بإمامتهبالانصياع والإقرار بنبوة محمد(ص) ومن لم يفعل ذلك فهو ضمن (الكافرين) حسب ما تعطي الآيتان الآنفتان من مدلولات لاتخرج عن سياق الكفر لمن لم يفعل ذلك اما النبي (ص) فهو إن لم يبلغ بالامامة (وهذا شرط ) فستذهب جهوده واتعابه في التبليغ الاول ادراج الرياح (فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) والقضية مهمة جدا لهذه الدرجة وقد بلغ ذلك واجزل بالتبليغ اذ ادى (ص) الامانتين النبوة والامامة وبلغ التبليغين .
وهنا نتساءل: من نهنئُ بهذا العيد بعد ان عرفنا أهميته وخطورته ؟ فهل تكفي التهنئة الودية كمناسبة مفرحة وعزيزة بالإذعان المطلق لـ(بلغ) ولقول الرسول (ص) اللهم اني بلغت اللهم فاشهد ولأننا لم نشهد يوم الغدير ولم نطع النبي (ص) في ذلك مباشرة ولم نبايع عليا لامرة المؤمنين ( ولم نقل له بخ بخ ) كما لم نحضر الانقلاب الذي حصل في السقيفة ذلك الانقلاب الكلي على النبوة والامامة معا فاننا محظوظون بالمبايعة والحضور الغيبي ومحظوظون كذلك بعدم الانجرار وراء سراب السقيفة والشخص المعني بهذه التهنئة هو الامتداد الطبيعي لصاحب الغدير وهو الذي تتجسد فيه كل ثيمات ومقومات ومعاني وشرائط وشروط ومقاربات وضوابط (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ) انه الامام المهدي الذي يجب ان نقول له مبروك لك العيد الذي انت عيده..
كل غدير وامامنا المهدي المنتظر بالف خير ..
من لم يكن متوسما بالعروة الوثقى علي
فجزاؤه نار اللظى عذابها لن ينجلي
وُهِموا وقالوا رابعا زور وبهتان جلي
أنى يكون مُفاضَلا هل رابع كالأول
بل أولٌ متقدمٌ ذا في الكتاب المنزل
هو باب علم محمد وحجة الله العلي
جبريل صاح بفضله بشهادة للأفضل
لاسيف الا ذو الفقا ر ولا فتى الا علي
خاب الذين تخلفوا فتقهقروا للأسفل
مقالات اخرى للكاتب