Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الاسلام والولايات المتحدة الأميركية
الجمعة, تشرين الأول 17, 2014
د. محمد سعيد العضب

الكتاب الموسوم " كسب العالم الاسلامي " للأستاذ في جامعة ميتشغان جوان كوول الصادر عن دار بالجراف مكملان للنشر عام 2009, حاول فرز كافة القضايا الرئيسية المرتبطة بعلاقه العالم الاسلامي والغرب عموما, والولايات المتحدة الاميركية خصوصا , مع توكيده علي مسائل الارهاب ,تبعية الغرب علي الموارد الهيدروكربونية في منطقة الخليج , حالة عدم اليقين للغزو الاميركي للعراق واحتلاله من ناحية, غياب وضوح الصورة الحقيقة حول طبيعة أنظمة الحكم سواء في ايران او السعودية من ناحية اخري .

اكد الكاتب في سياق طروحاته علي ان تدهور العلاقة بين الغرب والعالم الاسلامي , نجمت عن محاولات عديد من قادة البلدان الغربية, ووسائل الاعلام فيها , علي تعميق ابعاد وتأثيرات ظاهرة الخوف من الاسلام في مجتمعاتها ,كما تم تضخيم تحد يات البلدان الاسلامية والدين الاسلامي علي الحضارة الغربية ومستقبلها ,حيث تم تحويل هذه الادعاءات الكاذبة ,و فبركة المعلومات المضللة حول الاسلام والبلدان الاسلامية, الي وسائل عمليه في تسويق ليس فقط لما اطلق عليه" حرب ضد الارهاب" ,بل من اجل تعميق الرعب والخوف لدي الشعوب الغربية والعالم برمته .

عموما استهدف الكتاب المطروح كشف هذا الزيف, فضح اسطورة تهديدات او تحديات الاسلام علي المجتمعات الغربية, كلة من اجل الاسهام في تعميق التفاهم السياسي والأيديولوجي بين البلدان الاسلامية ونظراءهم من البلدان الغربية.

لقد تمكن الكاتب التميز بدقة بين الحقيقة والتلفيق بما طرح حول الارهاب العالمي, وعلاقته بالإسلام والحركات او حكومات البلدان الإسلامية , كما حاول صياغه جمله من توصيات ومقترحات جوهرية رصينة ترمي الي كيفيه قيام الادارة الجديدة في الولايات المتحدة الاميركية في استمالة, كسب ود شعوب وحكومات العالم الاسلامي ,عبر كشفه ابعاد الاصلاحات الضرورية المطلوبة لترميم الدمار الكارثي الذي لحق بالسياسية الخارجية الاميركية خلال سنوات عهد بوش الابن من ناحيه ,كيفية التوجه الجديد من اجل توطيد السلام والرفاهية في العالم من ناحيه اخري .

يتألف الكتاب من ست فصول وخلاصة بالاستنتاجات هي:

1.النضال من اجل النفط "الاسلامي" :حقيقه استقلال قطاع الطاقة

2. التطرف الاسلامي وفاعلية الشعوب الاسلامية :الراديكالية الإسلامية

3.خرافه او أسطورة الوهابية :من الرياض الي الدوحة

4.العراق وظاهرة الخوف من الاسلام: كيف استخدمت هذه الظاهرة ذريعة لشن الحرب, الغزو والاحتلال

5. باكستان وأفغانستان : ما بعد حركة طالبان

6. التحدي الايراني من طهران الي بيروت

هذا وسوف تركز المراجعة علي بعض القضايا المطروحة في الكتاب, بالأخص الفصل المتعلق بالعراق

اولا: يشكل تصعيد اعمال العنف وتأزيم الوضع الامني وغياب الاستقرار في عهد الاحتلال , علي تصورات الادارة الامريكية في تضخيم مخاطر الارهاب الاسلامي المحتملة , وضرورة شن حرب عالمية ضده ,حينما تم ابتداع العراق ساحة جديدة للنضال ضدة ,كلة ليس فقط من اجل اقناع الشعب الاميركي والكونغرس والراي العام العالمي بضرورة استمرار الاحتلال تبرير ضمان الامن القومي الاميركي ,وتحقيق المصالح القومية الاميركية من ناحيه , بل اريد منها ايضا التوكيد علي صحة ادعاءات الادارة الاميركيه ومقولاتها السابقة حول الخطر الكامن للإرهاب الاسلامي و استمراره , واعتبار النضال ضدة ضرورة حتمية من ناحيه اخري , بالتالي اعتبر" الارهاب الاسلامي" احد اهم اسباب ق واحتلاله .

هذا يعني ان سياسة افتعال العنف والاقتتال والحرب الاهلية في العراق كانت مقصودة ومخططة, بكل ما نجم عنها من خسائر بشرية من العراقيين حيث قتل من العراقيين ما يعادل ( 250 )ضعفا, مقارنة بعدد القتلى من القوات المسلحة الاميركية . هذا عند مقارنه عدد القتلى من العراق(مليون قتيل ) والجرحى(3 مليون جريح ) بعدد سكان العراق فيكون العدد الاميركي الافتراضي 11مليون اميركي قتيل و33مليون مواطن اميركي جريح . من هنا تتضح الكارثة العظمي التي وجب علي الاعلام تبيانها لتعميق وعي المواطن الاميركي بما جلبته حرب حكومته علي الشعب العراقي المسالم والامن .. .

كما قادت حالة عدم الاستقرار وغياب الامن الي تعاظم الهجرة من العراق و تشريد اعداد ضخمة من مناطق سكانهم الي اطراف مترامية داخل البلاد او خارجه هذا وتعتبر الهجرة الجماعية من العراق في عهد الاحتلال حسب كافة المقاييس الدولية كارثة انسانية حقيقية, حيث وصلت اعدادها الي اكثر من 4مليون ,تعادل اجمالي سكان بلدان صغيرة نسبيا, مثل الاردن او اسرائيل ,كما تشكل ظاهرة فريدة لا نظير لها في الشرق الاوسط منذ حملات التطهير الاسرائيلي للشعب الفلسطيني عام1948 .

عمدت الحكومة الاميركية والاعلام الغربي في التعتيم عن هذه الكارثة, سواء بما يتعلق بعدد القتلى والجرجي والمهجرين والمشردين العراقيين ,والمعاناة الشديدة التي يعيشها الشعب العراقي من فقدان الامن والاستقرار الي انعدام توافر الخدمات الاساسية, الكهرباء والماء ,او تدهور المستوي المعيشي, البطالة والتضخم المشهود , كلها تعتبر تبعات مباشره حقيقه افرزها الغزو والاحتلال من ناحيه , السياسات الخاطئة خلال سنوات الاحتلال من ناحيه اخري . مع ذلك ظل تغيب الجمهور الأميركي او عدم ادراكه الابعاد الحقيقة للكارثة التي اقترفت باسمة, آو بموافقته عبر نوابه في الكونغرس ..

فمن هنا, واستنادا علي هذه الارقام الضخمة من القتلى ,الجرحى ,المهجرين والمشردين طرح الكاتب تساؤلا حقا تمحور في الاتي :هل تستطيع حكومة تمثل شعبها ان تتحمل تبعات مثل هدة الخسائر البشرية الضخمة ,وتستمر في الادعاء بانها تمثله, او تدافع عن مصالح الامة ؟هل سيظل الشعب الاميركي راضيا عن ذلك ,بل لابد ان يطالب بمحاكمة عادلة لقاده الإدارة عن جرائم ا لقتل وتشريد وتهجير الملايين من العراقيين ؟

مع ذلك يقول الكاتب من الغرابة ان نجد الفرد الاميركي يتأثر نفسيا وعاطفيا مع احداث تشده في افلام هوليود حول الكوارث الطبيعية او روايات تلوث البيئة التصاعد درجات حرارة الجو في حين لم تحرك عنده المشاعر الإنسانية وروحيه التعاطف والتضامن مع الفواجع والكوارث المغيبة عنه التي اقترفها باسمه من قبل حكامه في العراق . هكذا ظل الشعب العراقي لوحدة فقط يعاني ويتحمل تبعات هذه الجرائم الأميركية .

ثانيا :تجلت الصورة الجديدة التي تحكمت بالبيت الابيض والبنتاجون خلال السنوات الماضية في جعل العراق مرجل الراديكالية والتطرف الديني , كما تم وسم معظم سكانه المعارض الوغير المتعاون مع قوات الاحتلال , او الرافض تصديق الداعات ,حكايات التحرير, او الغير مؤمن بخطاب وهم ترويج او اشاعة الديمقراطية في ربوع العراق, حينما اعتبرت كافه هذه الشرائح الواسعة من سكان البلاد مجرد جماعات ارهابية حليف لمنظمه القاعدة, كما اعتبرتها طابور خامس يشكل ليس فقط تهديدا, بل تحدي اسلامي جديد للمصالح القومية الاميركية,كلة يدلل بوضوح تام طبيعة إذاعات الإدارة الأميركية الانتهازية او انكشاف فضحية ما يطلق علية الاسلاموفيبا .

تختلف هذة المقولات الجديده والتأويلات الخطابية الأميركية الجديدة عن تلك التصورات او المفاهيم حول العراق ,حينما تم وصم الشعب العراقي في وسائل الاعلام الاميركي والعالمي لعقود طويله بالتعصب القومي او باليسارية المتطرفة, مما جعل البلد ايضا خطرا محتملا علي المصالح الأميركية والغربية ,من هنا ايضا كان لابد التصدي له واحتواءه . ان زجه في حرب مع جارته ايران التي امتدت اكثر من 8 اعوام ودمرت فيه البنيه المادية والبشرية , لا فضل دليل .

قامت صقور الإدارة الاميركية خلال عهد الاحتلال ليس فقط استغلال" ظاهرة الزرقاوي" في دعم وتبرير استمراها في حربها الدولية الوهمية الجديدة ضد الارهاب, واعتبرتها هدية نزلت من السماء .بل ربطت هذا البعبع ( الزرقاوي ) المفتعل الذي ولدته في أفغانستان وتحت رعايتها , مما مكنها تسهيل مهمتها في طلاءها المشعوذ بصبغة القاعدة , كما استغلت حتما تواجد سابق لبعض جيوب تابعه له في مناطق من البلاد العراقية قبل الغزو , وتعاونها مع تنظيمات انصار الاسلام الذي انتشرت في المناطق الكردية او في "كردستان العراق "المسيطر عليها من قبل حزبي طالباني والبرزاني ,التي كانت حسب الامر الواقع مناطق نفوذ اميركي اجتحت الحماية الجوية الاميركية منذ عام 1991 , كله شكل علي ما يبدو من احد اهم اسباب غزو العراق واحتلاله لا جل اتمام وانجاز ما اطلقت عليه احبها الموهومة ضد الارهاب .

بعد سقوط حكومة البعث وقيام بعض فصائل من العراقيين في تنظيم صفوفها في المقاومة وحرب العصابات , عمد البنتاجون في جعل الزرقاوي نموذج او شخص يمثل قضية او مبدأ لما اطلق علية" التمرد", كما اريد به/ ومنة, خلق عدو جديد يجب التصدي له و محاربته, بالتالي توفير الذرائع و المبررات الكافية لضرورة الحتمية بقاء قوات التحالف العسكرية و استمرار احتلال البلاد .

هكذا افتعل "الاسلام" وتحول اعلاميا الي عدو جديد البديل عن عدو الغرب الاول السابق " الشيوعية"

ثالثا: خلافا لكافة الادعاءات أعلاه ,لخص الكاتب الاهداف الحقيقية التي دفعت الولايات المتحدة الاميركية في شنها الحرب ,غزوها العراق, واحتلاله بما يلي:

1.ضمان تدفق النفط والهيدروكربونات من منطقة الخليج

2.تمكين الشركات النفطية الاميركية في الحصول علي موقع متميز في عملية تطوير حقول النفط والغاز في العراق

3.اعاقة البلدان المنافسة, خاصة الصين والهند من الاستحواذ او الانتفاع المباشر من الموارد النفطية في العراق, امنعها من ابرام عقود طويلة الامد او التصدي لكافة المحاولات الرامية لا بعاد الشركات الاميركية من الاستحواذ بمفردها لهذا القطاع الاقتصادي الحيوي.

4.منع بزوغ العراق مجددا كقوة اقليمية مسيطرة, بحيث يستطيع عبرها تحديد مسارات الاقتصاد والسياسة في منطقة الخليج برمثة.

5.ضمان استمرار حلفاء الولايات المتحدة الاميركية التقليديون الاساسيون مثل السعودية واسرائيل علي مواقع ريادية وقيادية في منطقة الشرق الاوسط .

لا جل انجاز الاهداف الواردة في اعلاه , اصبح من الضروري قيام قادة حكومة بوش في تصعيد حملة تخويف الراي العام الاميركي والعالمي من الارهاب الدولي الذي يمارسه قاده البلدان العربية والإسلامية او ارتباط هؤلاء القادة بحركات الاسلام المتطرف او امتناعهم في المشاركة الفاعلة والحقيقية في حرب الولايات المتحدة الاميركية ضد الارهاب العالمي, هذا وتحقق لها المراد في فرض نفوذها علي مجمل المنطقة .

رابعا: ساهمت الصراعات الداخلية في العراق الي تأزيم اوضاع الامن والاستقرار في العراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003. حيث استمر نضال سياسي عاتي من اجل تأسيس حكومة عراقية جديدة من ناحية ,السيطرة علي بيروقراطية السلطة وقوات الامن من ناحية اخري.خصوصا بعد تصاعد حركات التمرد والمقاومة او حرب عصابات ضد التواجد الاميركي ,كما حاولت اميركا استغلال ثلاث صراعات كامنة في العراق, او ربما هدفت اشعال حرب اهلية .

اولها الصراع الكردي العربي التركماني في محافظة كركوك الغنية بالنفط .ثانيهما صراع الميليشيات الشيعية فيما بينها نضالها ضد من اجل السيطرة والهيمنة علي محافظة البصرة الغنية بالنفط, ثالثهما التطاحن بين العرب الشيعة والسنة لا جل السيطرة علي العاصمة بغداد , من خلال نشر وسائل التطهير الاثني والطائفي ,الارهاب والقتل الجماعي .

ان تفجير هذه القضايا الكامنة صاعدت بلا شك الاضطرابات في العراق, خصوصا عند الاخذ بالاعتبار ضعف الحكومة التي شكلت تحت الاحتلال العسكري الاميركي , وعدم استقرارها. فالنظام البرلماني الذي شيدته الولايات المتحدة الاميركية واجة ويواجه صعوبات جمة وحادة, حينما عجز ليس فقط تأسيس ديمقراطية حقيقة, بل لايزال يواجه تحديات الميليشيات المحلية, كما اخفق في تفعيل العمل البيروقراطي الحكومي .

لهذا ظلت اهم مشكلات العراق الرئيسية في السياسات التي اعتمدت صيغ اطلق عليها جزافا توافق او شراكه , كما تم تغيب المعارضة البرلمانية الحقيقة , بالتالي تأسس برلمان هلامي , وحكومة واهيه علي اسس محاصصة اثنيه وعرقيه, عجز كلاهما في توفير ضمانات حقيقية كافيه لحقوق المواطن عموما و الاقليات خصوصا .

خامسا :ان مشكلات العراق عديدة قديمة, ليست وليدة اليوم ,بل متوارثة . هدفت قوات الاحتلال علي ما يبدو ليس العمل من اجل حسمها, بل ا ستغلط هذه الصراعات بوعي ,كما ساهمت سياساتها الخاطئة الي تفجيرها, كله من اجل اعطاء المبررات الكافية في ادامة الحرب ا وتوفير غطاء لا قناع الشعب الاميركي بحتمية وضرورة استمرارها في تحميله الكلفة البشرية والمالية الباهظة من ناحيه , و مصداقيه اجراءات وسياساتها المعتمدة من ناحيه اخري .

بهذا المجال اورد الكاتب الشروط التي يعتبرها علماء السياسة عوامل اساسية تقود بدورها الي اندلاع حركات التمرد والعصيان السياسي .فالبلدان واطئة الدخل قد تعاني حركات تمرد وعصيان تفوق تلك التي تحصل في البلدان مرتفعة الدخل .فعلي الرغم من تمتع حكومات العراق السبقة والحالية بدخل بترولي ضخم , فقد ظل الشعب العراقي يعاني من الفقر والحرمان ,خصوصا منذ بداية التسعينات, بعد فرض الحصار الاميركي والدولي علية .

حاول الكاتب ايراد معادلات رياضيه ترتبط بين الاقتصاد الرجعي واعمال العنف والتمرد . من هنا اشار الي ان البلد الذي يعتمد بكثافة علي تصدير موارد طبيعية فهذا بذاته يشكل سببا لظهور حركات تمردا وعصيان سياسي فيه . ان تحقيق اكثر من 25%من الناتج المحلي الاجمالي في البلد من سلع مرتفعة السعر, يمكن ان تزداد حالات العنف فيه تصل 4 اضعاف عما هي في بلدان تفتقر لمثل هذه السلع .

اخيرا اكد الكاتب علي ان قضيه الدفاع او الادعاء في حسم او معالجه الظلم الاجتماعي قد تحتل اهمية قصوي لدي الجماعات والحركات السياسية الثورية . هكذا سادت العراق كافة هذه الظواهر, وقادت جميعها الي تفاقم الاضطرابات الاجتماعية , علما ان العراق من البلدان غير المرشحة والمؤهلة اطلاقا لعملية دمقرطة قسرية.

فالحكومة الفيدرالية التي اقيمت تحت الوصاية الاميركية ضعيفة جدا, غير قادرة علي فرض احتكار وسائل العنف والقوة , كما ان جهازها البيروقراطي يتسم ليس فقط بالضعف ومحدودية القدرات, بل تراجعت فيه اخلاقيات العاملين و تعاظم الفساد الاداري والمالي , وتراجع الانضباط ط الوظيفي , الطاعة او الاستجابة لا وامر الرؤساء في الهرم الوظيفي للدولة والحكومة .

سادسا: آن النظام الفيدرالي الذي اخترع تحول واقعيا الي نظام كونفدرالي, حيث ان الامتيازات الخاصة التي تتمتع بها حكومة إقليم كردستان التي تسيطر علي ثلاث محافظات هي اربيل والسليمانية ودهوك , تفوق او تتجاوز كافة انظمة الحكم الفيدرالية المعروفة والمطبقة في ارجاء مختلفة من المعمورة ., كما تسعي حكومة كردستان الي توسيع الرقعة الجغرافية لمنطقة نفوذها في ضم كركوك الغنية بالنفط ,علاوة علي اجزاء ومناطق اخري في الموصل وديالي والكوت حيث يظهر ذلك جليا من خلال قيام قوات البشمرجة في التواجد او احتلال مثل هذه المناطق. هذا وتوجد مقاومه ضد هذه الطموحات التوسعية للكرادم معظم سكان العراق من ثانيات اخري مما يساهم في تأجيج الصراعات وعدم الاستقرار في البلاد .

عموما يمكن القول يسود في العراق الان انظمه اداره دوله غير متجانسه ( حكم منطقه كردستان وحكومة مركزيه في بغداد ) , كله قاد ويقود الي حالة عدم الاستقرار ,واحتمال اندلاع الصراعات بين اطياف المجتمع العراقي .في حين ظلت بقية المحافظات الأخرى تحت شكليات الادارة المركزية الواهية كما استمرت الاحزاب الدينية و المليشيات, تمتلك النفوذ والسيطرة علي الدارة اجهزة المحافظات .

سابعا :ان اسقاط حكومة البعث اخفق في تحقيق امال وطموحات الولايات المتحدة الاميركية المعلنة, ليس فقط في تأسيس وتشييد نظام ديمقراطي مستقر وموالي لأميركا ,او جعل العراق لبلد انموذج لشعارها في ترويج الديمقراطية واقتصاد السوق الرحمن ناحية , او اعتباره منصة انطلاق لتحقيق الطموحات الاميركية في توسيع نفوذها ,ا ولتسهيل عمليه اختراق شركاتها اسواق بلدان الشرق الاوسط من ناحية اخري.

ان محصله الواقع الذي بزغ ميدانيا ... دولة ضعيفة ,هزيلة تفتقر مقومات الديمومة والبقاء ,تسودها اضطرابات دائمه ,يعيش سكانها في رعب وخوف كما يفتقر غالبيه سكانها "عدا نخبه " لكافة الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء, ناهيك عن مؤسسات صحية وتعليميه رصينة ,و تحيط بهذه الدولة عصابات ومافيات تهريب واقتصاد سري واسواق سوداء موازيه علاوة علي عديد من مليشيات اثنية وطائفية حاكمه .

بايجازشديد , يبدو ان الخيار العسكري الذي اعتمد. من قبل ادارة بوش –تجشني في العراق كأداة لتحقيق اهداف الولايات المتحدة الاميركية في منطقة الخليج والشرق الاوسط ليس فقط تبدد وضاع , بل ربما لقي خيبة امل ضخمة .

هكذا ظلت عملية تصدير النفط من المنطقة غير امنة وتواجه مخاطر جمة , كما بقيت الشركات النفطية الاميركية عاجزة عن العمل في العراق بسبب غياب الامن,او انها بعيدة عن منال السوق الايراني لاستمرار المقاطعة الاميركية .

كما استطاعت شركات من الصين وروسيا والهند والبلدان الاوربية من تعزيز اوضاعها بل ربما ستتمكن من الحصول علي عقود النفط في العراق ,عكس ما ارادت الولايات المتحدة لأميركية الغزو والاحتلال ..

عموما يمكن القول ان غزو العراق واحتلاله قد قاد الي تغيير موازين قوي جديده في منطقة الشرق الاوسط , كلها انصبت في تعاظم النفوذ الايراني بعد تدمير قدرات العراق الجيوسياسية, وعجزة التام حاليا اوفي المستقبل المنظور ان يلعب دورا اقليميا نافذا, علاوة علي تراخي النفوذ او القوة السياسية لحفاء اميركا السعودية واسرائيل,

عليه اخفقت لعبة بوش- تجشني حول الاحتواء لمزدوج , كما عجزت عن تحقيق انجازات ملموسة, بل اصبحت معرضة لمخاطر جمه تتجاوز تلكم التي كانت علية في صيغتها التقليدية التي رسمت في عهد كلينتون – ال جور تحت يافطة الاحتواء المزدوج .

مع ذلك يعتقد الكاتب بتوافر فرص جيدة للرئيس الجديد(يقصد اوباما) في التخلي عن سياسة الاحتواء المزدوج التي اعتبرت الادارات الاميركية المختلفة ,انها من الاهداف الاستراتيجية في السياسة الخارجية .عليه عوضا عن ذلك يجب السعي في تعميق الالتزامات الأميركية الحقيقة الناجعة اتجاه بلدان العالم الاسلامي من اجل كسب الاصدقاء في المنطقة .

هذا وترتبط النجاحات الاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة الاميركية في العالم الاسلامي , او في اي مكان اخر من العالم ,بإنجاز انسحاب منظم قواتها العسكرية من العراق, وتفعيل العمل الدبلوماسي الاقليمي, من خلال ا شراك بلدان الجوار بكثافة, خصوصا السعودية ,ايران ,تركية والاردن ,سوريا والكويت في لقاءات واجتماعات مشتركه مع العراق, وبمساهمة جادة من قبلها , كلة من اجل ضمان استقرار العراق ,وانهاء حالة الاقتتال والعنف الداخلي .

هذا ولابد من التوكيد ان انسحاب قوات الاحتلال الاميركية, قد يجبر الاطياف العراقية المختلفة لتقديم التنازلات متبادلة مطلوبة ان ارادت تحقيق الامن والاستقرار (عمليا لم يتحقق ذلك وهناك اسباب عده يمكن ان يفرد لها مقال مستقل ).

ثامنا : تسود صفوف الشعوب الاسلامية صورة قاتمة عن الولايات المتحدة الاميركية التي تظهر جليا من استفتاءات الراي في بعض بلدانة . فعلي سبيل المثال يري 79% من عينة الاستفتاء في مصر والمغرب وباكستان وإندونيسيا, ان هدف الولايات المتحدة الاميركية يتمحور في اضعاف وتقسيم العالم الاسلامي ,كما توكد النسبة ذاتها علي اعتقادها, في ان هدفها الاول والاخير السيطرة علي الموارد النفطية في الشرق الاوسط ,علاوة علي ان 64%من الاصوات قد اشارت الي رغبة امتراقي نشر المسيحية في البلدان الاسلامية هذا وان 70% من الاصوات في اربع بلدان اسلامية تؤيد الانسحاب الفوري للقوات الاميركية من اراضي بلدانهم

.من الواضح توكد الارقام أعلاه علي قلق الشعوب الاسلامية ومخاوفها من الهيمنة والسيطرة الاميركية خصوصا وان هذه الشعوب علي قناعة تامة بان هدف القوي العظمي هذه ليس فقط تقويض وتدمير الكينونة الاسلامية, بل السعي ايضا في السيطرة علي الموارد الطبيعية في بلدانهم.

ولأجل تحسين العلاقات يجب علي الولايات المتحدة الاميركية والناتو رفض مبدا بوش حول ما يطلق علية الحرب الاستباقية التي يعتبرها المسلمون وسيلة تبرير للعدوان عليهم .هذا ويجب علي الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها الاقرار بان قتل المدنيين قد يخلق الارهاب .وفوق كل ذلك تعتبر الاستقامة والمشروعية الاساسية مسالة حاسمة .علية يجب علي الولايات المتحدة ادانة اسرائيل لخرقها القانون الدولي واعتمادها العنف و سياسة الابارتيد ضد الشعب الفلسطيني .

ان مطالب الغرب من ايران في الغاء او تفكيك برنامجها النووي سيظل نفاقا سياسيا, آن لم يصاحب ذلك الدعوة والعمل الجاد من اجل تقليص او انهاء الاسلحة النووية في كل انحاء العالم .علية يتطلب من البلدان الغربية كافة اعتماد منهجيات واضحة وثاقبة في التعامل مع الاسلام والعالم الاسلامي

ان طرق واساليب التعصب الذي يعتمده بعض السياسيون, وتشوية سمعة الاسلام او اطلاق التسميات مثل الفاشية الاسلامية ,وغيرها من المفردات الدعائية آو محاولة حشر العالم الاسلامي في دور غير مرغوب فيةعبر المزايدات السياسية من اجل كسب اصوات الناخبون , جمعيها تعمل علي تفاقم الصراعات بل تودي الي تدهور العلاقة بين الغرب والعالم الاسلامي . من هنا يجب الابتعاد عن التعصب الديني او الطائفي المسيحي او الاسلامي والتطرف العربي اليهودي والعربي ,والنزاع بين العلمانية والتدينان توكيد حكومات الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها علي الحيادية بين الاديان وتجاوز عقدة الخوف من الاسلام , وحدة الكفيل في الازدهار والنمو في الألفية الجديدة وما يلقحها حقها من قرون .

هذا ويجب ان تكون اولويات اجنده الولايات المتحدة اولا.. رفض السياسات والممارسات السابقة التي استندت علي عدم الثقة والخوف من الاسلام ثانيا انتهاز الفرص في اصلاح العلاقات مع البلدان الاسلامية علي اساس الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة .

ان المشكلات التي تواجه بلدان شمال الاطلسي يمكن معالجتها من خلال التعاون المثمر والعمل الجماعي سواء في مجال حسم مشكلات الطاقة او كبح جماح الاصولية الدينية , وخلق الاستقرار في العراق وافغانستان وتهدئة الاوضاع مع ايران احسم النزاع الطويل الفلسطيني الاسرائيلي .

كل ذلك من اجل التفرغ لحشد كافة الجهود والامكانيات في مواجهة الازمات الحقيقة التي تتعرض لها البشرية , وهي اولا الازمة الناجمة عن تعاظم الطلب علي الطاقة , الذي يتجاوز الامكانيات المنظورة والمتاحة من مصادر الطاقة النظيفة, وثانيها ازمة التغيرات في البيئة والمناخ ,وتصاعد درجات الحرارة . وثالثهما الفقر والجوع وزيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء حيث تشكل هذه الازمات التحدي الكبير الذي يواجه البشرية منذ العهد الجليدي الاخير.

ان الابتعاد عن التعصب الديني او الطائفي المسيحي او الاسلامي والتطرف العربي اليهودي والعربي والنزاع بين العلمانية والتدين, والاعتماد علي العمل المشترك والتعهدات المتبادلة يبدو انه الطريق الوحيد لتجنب العالم تبعات الكوارث الناجمة عن الاخفاق في معالجة وحسم مثل هذه المشكلات .

ان ايجاد الطريقة العقلانية والحل الحكيم في اجلاء قوات الاحتلال من العراق يجب ان يحتل اولوية في اجندة الادارة الجديدة .ان وضوح الصورة حول التورط في العراق يتطلب الاعتراف اولا ليس فقط بحقيقة ما ولدة التدخل الاميركي البريطاني من حالة عدم الاستقراران تأجيج النزعات العرقية والطائفية, بل لا بد من تحديد المسؤولية عن الخسائر البشرية والمادية التي تحملها وسيظل يحتمها كل من الشعبين الاميركي والعراقي .

علاوة علي ذلك يتطلب من الولايات المتحدة ان ارادت تحسين صورتها في العالم الاسلامي التوقف عن اسناد الحكومات العسكرية او تشجيع البلدان الاسلامية علي الانفاق في مشتريات التجهيزات والاسلحة من الشركات الاميركية . ان اغراق المنطقة بالأسلحة المتطورة سوف يحث ويشجع التسابق التسليحي بين البلدان الجارة, كما يمكنه ان يشجع علي اندلاع النزعات والحروب فيما بينها.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46116
Total : 101