كل الوقائع والمعطيات تشير الى ان الدواعش يهيئون لعمل ما, فالهجمات الاخيرة والمكثفة على مناطق غرب الرمادي وما تبعها من اخبار كاذبة عن وجود اشتباكات مع داعش في محيط مطار بغداد الدولي على الأطراف الغربية للعاصمة بغداد تؤكد ان داعش تحاول الاعتماد على عنصر المشاغلة للأبعاد الانظار عن الهدف الحقيقي المقصود.
أن هذا النمط من العمليات العسكري ولد من رحم الفكر العسكري والإستراتيجي الألماني في أوائل القرن الماضي. والجيش الألماني كان أول من وضع ونفذ هذا النوع من الهجمات خلال الحرب العالمية الأولى
فالتقارير العسكريّة العراقيّة الجديدة التي تكشف عن انتقال الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش إلى العراق، قادمين من مدن سورية مختلفة منذ نهاية الأسبوع الماضي، بينهم مئات الانتحاريين العرب , دفعت هذه التقارير وهذه التطورات وكالة الاستخبارات العراقيّة إلى تحذير الحكومة من خطورة الوضع الراهن في البلاد، عبر تقرير أرسلته إليها وتمّ تأكيد المعلومات الواردة فيه بعد مقاطعتها مع أكثر من مصدر, ويفيد التقرير الصادر يوم الثلاثاء الماضي بدخول أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من تنظيم داعش إلى العراق، عبر المحور الغربي مع محافظة الأنبار والمحور الشمالي، عبر صحراء ربيعة التابعة لمحافظة نينوى. وينقل التقرير، وفق مسؤول عسكري رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية، كيف استفادت داعش بشكل كبير من الهدنة التي عقدتها مع فصائل سوريّة عدّة، أوقفت خلالها الحرب معها، ما جعل ظهرها مؤمناً بشكل كافٍ. ذلك ما اكده الكاتب عثمان المختار في تقرير نُشر له يوم امس على موقع كتابات.
تتزامن هذه الاحداث مع ما نقلته صحيفة "جاودير" ان جماعة داعش وضعت خططاً لتخريب الوضع الامني في كركوك، واضافت الصحيفة ان معلوماتها تشير الى ان داعش شكلت هيكلها التنظيمي في ولاية كركوك وعينت والياً عليها، واشارت الصحيفة الى ان الجماعة استقدمت المزيد من قواتها والاسلحة الثقيلة الى المحافظة، وهي تسعى الى ادخال سيارات مفخخة الى المدينة ايضا، وكشفت الصحيفة اسماء المسؤولين المعينين من قبل داعش كمسؤول الهيئة الشرعية للولاية ومسؤولي القطاعات التي تضم عددا من السيطرات على الطرق الداخلة الى المحافظة.
وقد نقل موقع فضائية كركوك عن اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كركوك ، قولها إن بعض أفراد العشائر العربية في قضاء الحويجة وداقوق يعدّان حواضن لداعش .وبين رئيس اللجنة أحمد العسكري في حديث لوسائل الاعلام ، أن قضاء الحويجية والأحياء التابعة لها من منطقة العباس والرشاد وأزاد والرئاسة والزاب، هي تحت سيطرة داعش ,لافتا إلى أن قضاء داقوق والمنطقة التابعة لها من سركران وقرى الدبس هي أيضا تحت سيطرة الدواعش. يشار ايضا الى ان الطيران الحربي الأمريكي زاد من عدد طلعاته الجوية في سماء محافظة كركوك .
اما اذا انتقلنا جنوبا وبالتحديد محافظة بابل فقد قال رئيس اللجنة الامنية بمجلس المحافظة ثامر ذيبان ان سبب تأخر الهجوم المقرر لتطهير منطقة ناحية جرف الصخر 45 كم شمال غرب الحلة هو لعدم اكتمال تسليح القوات الامنية بالمنطقة ولانشغال القطاعات الامنية بالقتال في مناطق اخرى من العراق , ومن جهة أخرى اعلنت الاجهزة الامنية في محافظة بابل حالة التاهب القصوى بين عناصرها وتشكيلاتها الامنية المختلفة تحسبا لأي هجوم محتمل على المحافظة من قبل مجموعات داعش الارهابية وبسبب الاحداث والتفجيرات التي تشهدها العاصمة بغداد.
بالمقابل فقد اعلان منسق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الجنرال المتقاعد جون الن الاربعاء ان تنظيم الدولة الاسلامية احرز تقدما كبيرا في العراق, واعتبر الجنرال الن ايضا في مؤتمر صحافي ان الضربات الجوية ضد معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا تتم على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”.
اذا ووفقا للمعطيات السابقة وبما ان زمام المبادرة في المعارك الدائرة حاليا لازالت بأيدي الدواعش , اعتقد انهم يتهيؤون للانقضاض على احدى المحافظات العراقية هذه المحافظة قد تكون كركوك او بابل او كربلاء او غيرها لكن من المؤكد انها لن تكون بغداد فأنها ليست من اولوياتهم الان فهم يعرفون جيدا كيف يناورون فضلا عن ان عملياتهم غالبا ما يتم التحضير لها بشكل محكم ومدروس فالمكان المستهدف، قد تم التدريب عليه وعلى طريقة اقتحامه قبل أن تكون القيادات العسكرية قد حزمت أمرها وقررت طريقة المواجهة تكون تلك المحافظة المقصودة قد سقطت بأيديهم .