بهمة علوية وحماس حسيني, يمضي المجاهدون من القوات المسلحة, والحشد الشعبي المقدس لطي صفحة الارهاب الاخيرة من ارض هذا الوطن العزيز, يدعمهم شعب اصيل عرف بصموده طوال التاريخ الحافل بالسيوف المشرعة من اجل اماتته ومحق حضارته, ولكن أنى للغبار ان يحجب ضياء الشمس وكيف لليل البهيم ان يمنع بزوغ فجر النور والحياة.
صفحات داعش من ارض العراق قد احترقت بهمة الرجال الغيارى ودعم شعب لم يثنه مئات الشباب الذين سقوا بدمائهم الطاهرة ارض الوطن, فما تجد الا التحدي يفوح من لسان مقاتل قابضا على السلاح ويلاقي الرصاص بصدره مستذكرا شجاعة عابس الشاكري وحماسه في واقعة كربلاء, وهو يحمل العقيدة الحسينية ويرى بام عينه تجسد العنجهية الاموية في صفوف الدواعش, موقنا ان التاريخ يتكرر وان واقعة كربلاء صورة عليا لصراع الحق مع الباطل, وفي الجانب الاخر تجد شعبا مستنفراً لدعم هؤلاء المقاتلين بكل مايمتلكون, فلا تجد من يثير التخاذل او يشيع الوهن والانكسار, وفوق هذا وذاك تجد علماء ربانيين التحفوا بالصبر والزهد ونطقوا بالحكمة والعدل ليحافظوا على قيم هذا الشعب واصالته.
لم تكن الحماسة والشجاعة التي تحلى بها المجاهدون الابطال باسمى من القيم النبيلة التي حملوها في التعامل مع الاهالي والبيئات التي احتضنت داعش او خدعت باكاذيبها, بل كان التسامح, والرحمة والطمأنة, ثم العفو والصفح, هي الاكثر اثرا في تعبيد طريق النصر, حتى وصلوا اليوم الى الصفحة الاخيرة- الموصل- من سجل داعش الاسود في ارض الرافدين, فتلك القيم والتي جسدتها ايضا كافة فئات الشعب, باسناد الاهالي في المناطق المحررة, وتقديم الغذاء والدواء لهم, وايوائهم, هي التي ابطلت كل الحملات الاعلامية لتشويه صورة هؤلاء المجاهدين الابطال, وذهبت كل الاكاذيب التي ساقتها القنوات المسمومة ارداج الرياح, حتى اثبت الواقع لجميع العالم ان مجاهدي العراق ومن روائهم شعب كريم, ومرجعية مرشدة لا يروموا الا تطهير المناطق من الفكر الداعشي المظلم الذي استباح قتل الانسان كله.
بداية تحرير الموصل يعني النصر المؤزر في هذا المعركة الحاسمة, لان الهمة والاندفاع للمجاهدين والارادة الشعبية لا تقبل بتطهير هذه الارض مدنس الدواعش, وما تنقضي الساعات حتى يطأ رجال الله جميع حدود الوطن بحول الله وقوته.
مقالات اخرى للكاتب