العراق تايمز - تهربا من استجوابه في البرلمان كان نوري المالكي سعيه شديدا لحشد التأييد المطلق لحل الحكومة والبرلمان، والعروج نحو انتخابات مبكرة، بعد أن اتكئ على صلاحيات خضير الخزاعي. الا ان الاعتراض الذي قوبل به خيار المالكي من طرف بعض المراجع الدينية والجهات السياسية جعلته يتخدا مسارا آخرا.
لقد بدأت بوادر القمع الحكومي للمظاهرات السلمية تاخد طريقها نحو التنفيذ، لان حكومة حزب الدعوة وجدت نفسها في نهاية المطاف عاجزة على تحقيق اية مطالب مهما كانت قوة مشروعيتها، لانها في الاصل حكومة عشوائية لم تبنى على اسس ديمقراطية وتجهل ضوابط الحكم من خلال احترام حقوق جميع مكونات المجتمع العراقي.
سياسة التصعيد هي سيدة الموقف الآن، لأن نوري المالكي لم يألف الاستماع لمطالب شعبه أو النزول تحت رغبته وطموحاته، رغم اللجن التي تم تكوينها للبث في مطالب المتظاهرين لانها لا تعدو ان تكون ذرا للرماد في العيون ،كون ان النتائج النهائية لسلسلة المظاهرات التي تشهدها البلاد جاهزة منذ مدة ليست بالهينة نزولا عند رغبة بريطانيا وايران في تقسيم و تفتيت البلاد.
وعليه كان اعتقال هيثم العبادي الناشط البارز في التظاهرات المناوئة لرئيس الوزراء نوري المالكي بمدينة الموصل، على يد قوات مجهولة اولى الخطوات التي ستنتهجها حكومة حزب الدعوة في الايام القريبة مع نشطاء آخرين وبمساعدة خلايا ارهابية ايرانية سرية.
اعتقال العبادى كان في ظروف غامضة، لم تكشف عن ملابسات الحادث علما انه تعرض في وقت سابق للضرب على يد مجهولين بسبب نشاطه المتواصل بساحة الأحرار. لكن ربما أن كشفه عن العصيان المدني الذي سيلجا اليه المتظاهرون في حالة تلكئ المالكي كان السبب الاكبر وراء اعتقاله.
كان لابد للعراقيين ان يعوا نية المالكي في الاستيلاء على مصير الشعب العراقي، وفق مبدأ " بعد ننطيها " ، ذلك المبدأ الخسيس الذي سبق ان جهر به المالكي على رؤوس الاشهاد، معبرا عن حقيقة النوايا التي رسمها حزب الدعوة العميل ضمن خطة تسعى اما للسيطرة الكاملة اقتداءا بصدام حسين او التخريب الكامل للعراق لكي لا ينعم غيره بهذا المنصب الذي جعله يذوق رغد العيش في نعمة الثروات التي انتزعت من الشعب عنوة.
ان سياسية التلويح بقمع التظاهرات بواسطة العنف والاعتقال ردا على اصرار العراقيين على اسقاط نظام المالكي الفاشي يظهر ان "المحترم" المالكي عازم على تنحية كل القادة الاحرار تمهيدا لادخال العراق في حرب طائفية دموية شنيعة ستحرق الاخضر واليابس لان من يزدري شعبه و يحتقره ويصفه بالنتانة لا يمكنه ان يستكين للحق أو يفكر بمبدأ العقل والمنطق، كون أن الذي تلقى تربيته الاولى على يد الاستخبارات الايرانية لا يمكنه ابدا أن يرضخ لمطالب الجماهير، بل سيجاهر ويتمادى في اذكاء التوتر وزرع الفتنة ايذانا بذبح العراق و توزيعه بين ايران وبريطانيا .