لقد قتلت ماكنة الإرهاب وتقتل كل يوم العشرات من ابناء الشعب العراقي ، وتتخللها مجازر يهتز لها الضمير الإنساني من بشاعتها وعدد ضحاياها ، كتفجير مكتب الامم المتحدة وجسر الائمة وجميع أيام الأسبوع الٍسوداء بالإضافة الى مجزرة سبايكر ، فلم نلاحظ أو نشعر بمسؤول عراقي يهدد بالإستقالة أو تعليق المشاركة أو الإنتقام لهؤلاء الضحايا بالرغم من معرفة الجميع بالقتلة ومن يقف وراءهم ،علماً أن الضحايا من المدنيين الأبرياء الذين يفتشون على لقمة عيش كريمة مع حياة سعيدة أمنة ، وفي الجهة الثانية عندما يسمع السياسي العراقي مجرد سماع بعملية قتل تطال أحد أخواننا من ابناء أهل السنة ، نلاحظ الجميع وخصوصاً القيادات الشيعية تتسارع الى الشجب والإستنكار والتأكيد على معرفة مرتكبي الجريمة ، وأما القيادات التي تمثله فردت فعلها مباشرة إتهام الأغلبية الشيعية والتهديد بتدمير العملية السياسية وتعليق المشاركة فيها ، بالرغم من معرفة الجميع في إجرام أغلب المقتولين الذين توغلوا بالدماء العراقية وهم أعترفوا بأنفسهم بهذا الإجرام ، ويبدأ الشحن الطائفي والتوعد للأغلبية الشيعية وابناءها وهذا كله في الساعات الأولى من معرفة الجريمة وبدون أي تحقيق أو تبني العملية من جهة ما ، وتبدأ بعد ذلك الإجتماعات والصفقات والخطابات والإتصالات وتقوم الدنيا ولا تقعد فقط عند قتل شخص ما من هذا المكون المدلل ، وفي كثير من الأحيان يكون هذا القتيل مجرم تقطر يداه من الدماء العراقية ، وما جريمة الشيخ السويداني الجنابي إلا ابسط مثال على هذه الجرائم التي أرهقت نفسية المواطن العراقي الذي يعيش أقلق لحظاته بعد كل جريمة قتل كهذه ، نلاحظ بعد مقتل هذا الشيخ الذي قتل ما قتل من أبناء العراق في منطقة مثلث الموت مابين بغداد ومحافظة بابل علقت الكتل السياسية التي تمثل طائفته مشاركتها في العملية السياسية بل جعلوا الساحة العراقية تهتز بالقلق نتيجة ردود الفعل هذه ، التي تريد إستغلال هذه الجريمة ومثيلاتها أكبر ما يمكن وتقدم للعالم دليل على إضطهادها وضعفها ومظلموميتها من قبل الأغلبية ، والسياسي الشيعي يساعدهم على هذا الأمر بل يلطم قبلهم ويصرخ قبل أن يصرخون والجميع لا يعلمون شيء فقط هناك قتيل من هذه الطائفة المدللة ، وعندما تتبنى جهة ما مسؤوليتها عن الجريمة وتكون غير ما أتهموه يسكتون كأنه شيء لم يكن والجميع يشد يد الجميع والإبتسامة تتراشق ما بينهم كأن شيئاً لم يكن ، وهذه داعش قد تبنت مسؤوليتها عن جريمة قتل الشيخ الجنابي ، فهل ستذهب كل ردود الفعل التي كادت أن تودي بالعملية السياسية الى المجهول بالإضافة الى دفع البلد الى الحرب الطائفية نتيجة الشحن الطائفي الذي يقوم به أغلب ممثلي المكون السني الى حاوية التهدئة والمصالحة الوطنية وغيرها من المصطلحات التي تسببت في تدمير كل شيء في العراق ، وهل نحن نستمر بهذا الإستهزاء بالدم العراقي وبالسلم الأهلي بعد كل جريمة يذهب ضحيتها أحد مواطني العراق من المكون السني ؟؟؟ ، وبالمقابل عندما يقتل مواطنين من الأغلبية الشيعية تتسارع القيادات الشيعية الى الدفاع عن المكون الأخر ودفع الإتهامات الى خارج الحدود أو ألصاقها بداعش أو البعثيين من أجل التهدئة والحفاظ على مشاعر القيادات من المكون الأخر من الخدج وإبعادهم من الإتهام ، على الرغم من معرفة الجميع بأن هذه القيادات( التي تدافع عن داعش والبعثيين) وراء اغلب جرائم القتل الإرهابية التي تعصف بالشارع العراقي؟؟؟ ، فردود الفعل هذه التي تتبع كل حادث يتعرض له أحد أبناء الطائفة السنية يجب أن تتوقف وأن يقدم الى القضاء كل سياسي يستغل هذه الحوادث من أجل تغذية الشحن الطائفي وضرب العملية السياسية والحصول على أكبر المكاسب ، وعلى القيادات الشيعية أن تتوقف عن التملق والترخيص بدماء قواعدهم الشعبية فأنتم تقتلونهم من خلال ترخيص دمائهم من أجل مكاسبكم الشخصية والحزبية ،وأما القيادات السنية تعتز بدماء أبناءها من أجل مكاسبها الشخصية والحزبية أيضاً فكلاكما تبكون وتنوحون على ليلاكم ، فهم يبكون على قتلاهم من أجل منافعهم ومكاسبهم ومصالحهم والضحايا من الأغلبية الشيعية لا بواكي لهم لأن قياداتهم تخاف على مصالحها الشخصية والحزبية .
مقالات اخرى للكاتب