فرق بين التعصب الطائفي ، وبين الدفاع من منطق مبدأ العدالة عن مظلومية الشيعة الذين تُنهب ثرواتهم ويشتمون ويُقتلون من قبل مايسمى ( شركاء الوطن ) . والإنسان مهما كان علمانيا ليبراليا عليه عدم التردد والخجل من الدفاع عن الشيعة بوصفهم كيانا إجتماعيا له هوية خاصة من حقه الشعور بالأمان والحرية وإختيار شكل الحياة السياسية المناسبة له . مثلما من حق ( سُنة سوريا ) الثورة ضد تسلط وجرائم الأقلية العلوية الشيعية الوحشية .
جريمة إقتحام وزارة العدل ليست الأولى ولا الأخيرة .. فهي رسالة مزدوجة سياسية وأمنية لضرب هيبة الدولة ، وكشف عجزها عن حماية ليس المواطن ، وانما حماية نفسها ودوائرها الحكومية.. صحيح ان الأمن المطلق أمر مستحيل في كافة مدن العالم ، لكن بغداد مستهدفة طوال الوقت ، وهي محاطة بجزام بشري ضخم من ( السنة ) الذين يحتضنون البعث والقاعدة .. لذا فإن بغداد من الناحية الأمنية ضعيفة جدا وربما ساقطة أمنيا ولايمكن حمايتها .
والإحتياطات الأمنية تقتضي إيجاد عاصمة بديلة جاهزة في حالة الطواريء وتعرض بغداد الى عملية إقتحام ضخم ، وكذلك تكون في المستقبل عاصمة للدولة الشيعية القادمة التي بفعل حتميات الواقع سيكون لابد من وجودها بعد تقسيم العراق . وأفضل مكان بديل يصلح عاصمة للبلد هي مدينة البصرة درة المدن وعروسها والأم الحنون التي تفيض بالخيرات ، وصاحبة التاريخ العظيم ... فالبصرة ميناء البلد الوحيد وأغنى مدنه ولديها عمق حضاري ، وهي بعيدة عن يد البعث والقاعدة ، ويمكن السيطرة عليها بحكم كون الأجهزة الأمنية هناك من لون طائفي واحد وليست مختلطة من الشيعة والسنة.
وكذلك الشيعة بحاجة الى أخذ الحذر ونقل الأسلحة الثقيلة والطائرات الى مدنهم في البصرة والنجف وكربلاء وبابل ، فهذه الأسلحة تم شراؤها بأموال نفط العمارة والبصرة وهي أموال شيعية ، وليس من العدل تركها لحين إستيلاء البعث والقاعدة والسنة عليها وذبح الشيعة فيها وتكرار مأساة كوسوفو ( وسنة سوريا ) الذين ذبحوا لعدم إمتلاكهم السلاح للدفاع عن أنفسهم، علما معروف عن الشيعة تاريخيا لم يهاجموا السنة وكانوا بإستمرار في حالة دفاع عن النفس ولايزالون يحتفظون بهذه الأخلاق النبيلة الشريفة نحو السنة وغيرهم.
الحكومة - وخصوصا الشيعة فيها - بحاجة الى شجاعة الإعتراف بسقوط بغداد أمنيا ، وترك المكابرة والإدعاءات الكاذبة بتوفر الأمن فيها ، فمادامت الأجهزة الأمنية خليط من الشيعة والسنة لايمكن ضبط الأمن ، وستكون عرضة للإختراق بسبب الإنقسام الطائفي والقومي الحاصل ، وضعف مشاعر الإنتماء الوطني في لدى - أكثرية - أبناء الشعب ومنهم عناصر الأجهزة الأمنية.
مقالات اخرى للكاتب