لست املك إحصائيات موثقة، والمشكلة أن ما من جهة تطلع علينا بإحصائية ولو متواضعة لتخبرنا عن توقعاتها بحجم المشاركة في الانتخابات المقبلة، وهو أمر شائع في أغلب البلدان الانتخابية إلا هنا.. لذا فإننا نعتمد على بعض التحليلات والتخمينات لا للوصول إلى نسبة من سيشارك بالانتخابات، بل لتحديد اتجاهات الرأي العام في المشاركة من عدمها.. على أن أهم القضايا التي يمكن مراجعتها بهذا الصدد هي التي تتعلق بالربط بين أداء الحكومات المحلية السابقة في مجالات اختصاصاتها ورضا الناس عن هذا الأداء.
وان أهم المؤشرات التي تهم الناس، يمكن أن يرتبط بالمشاريع الخدمية التي تقدمها المحافظات بكل مراحلها، سواء الصرف أو التنفيذ أو الانجاز..
وواضح من التجارب السابقة للمحافظات أن هناك عدم رضا مجتمعي عن أداء الحكومات المحلية، وذلك برغم كل ما تقوم به المحافظات من ضجيج بشأن انجازاتها المزعومة.. فهناك رائحة غير طيبة للفساد، وهناك هدر للمال والوقت وعدم حرص وانضباط، وثمة الكثير من سوء الإدارة، ما ينعكس جميعه في ضعف التنفيذ والانجاز.
والاستنتاج البسيط والأولي هنا، إن هناك خيبة أمل وعدم ثقة كبير بالذي مضى. فماذا عن القادم!
أن النظر الى الأمام يخبرنا أن القادم أسوأ على ما يبدو، فنحن على أعتاب مرحلة أخرى يبرز فيها ما يمكن أن اسميه بـ( الجيل الثاني) من القادة..
الملحوظة الأولى بهذا الصدد، تشير الى اننا لم نقرأ أي برامج انتخابية واضحة ومحددة لهذا الجيل الا ما ندر، في حين ان الذي لاحظناه بشكل بارز هي دعاية انتخابية، وهذه كانت تمثل رسائل واضحة، محتواها بسيط للغاية ولا يعكس أي عمق بل مجرد مقولات ذات أبعاد طائفية وحزبية ضيقة.
الملحوظة الثانية، خلو تلك الإعلانات من أي توجهات تتعلق بأصل عمل الجيل الثاني، ما ينم عن عدم إدراك للدور الذي عليهم القيام به، فهناك مثلا خلط بين الوظيفة التشريعية والتنفيذية، وهناك خلط بين الشخصية الطبيعية والمعنوية، وثمة تركيز فج هذه المرة على الولاء العائلي والعشائري.. لكن النادر هو الإشارة إلى الخدمات أو البطالة .. وان كانت ثمة إشارات فهي مبهمة وغير موضوعة في إطار برنامج محدد.
السؤالان الأخيران، هل سننتخب أم لا! وان كنا سندلي بأصواتنا، فمن سننتخب!
أظنهما سؤالان عريضان للغاية، لكننا نعتقد أن خيبة الأمل التي اشرنا لها، تجعل الكثير هذه المرة ينوي عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع، وان ذهبوا فإنهم سيبطلون أصواتهم. أما إن أردنا أن ندلي بأصواتنا، فان الحيرة ستكون كبيرة للغاية، فنحن لا نعلم كثيرا من سيكون مرشحينا بالضبط، فهم ليسوا أصحاب هوية واضحة من خلال برنامج انتخابي محدد.. لذا فان المرجح إنها ستكون انتخابات عائلية وعشائرية وحزبية! وهذه برأينا ردّة مضاعفة إلى الوراء..
مقالات اخرى للكاتب