لقد أنتفض الشعب العراقي فرحاً وهو يرى ابناءه الغيارى يسطرون الإنتصارات بعد سنين القتل على الهوية والإنبطاح السياسي العلني الذي اشمئزة منه جميع أفراد الشعب العراقي ، عمليات تكريت أظهرت حقيقية نتائج التلاحم ما بين القيادات السياسية وكذلك القواعد الشعبية ، هذا التلاحم الذي أقتقده المواطن العراقي بل لم يلمسه ولم يشاهده نتيجة التنافس على السلطات والمناصب والصفقات والسيطرة على الشارع العراقي ، هذا التنافس الذي نتج عنه كل ما يعانيه ابناء العراق من ويلات وإنتكاسات وتضحيات ودمار ، وقوف القيادات السياسية ما بين إخوانهم وأبنائهم من الجنود أو منتسبي الحشد الشعبي قد أرعب كل الجهات التي تريد أن يبقى العراق ضعيفاً يأكله الإرهاب والطائفية من جميع الجهات ، هذه الوقفة التي وصفها وزير الخارجية السعودية بالشيء المرعب أن يرى سيد عمار الحكيم مع العامري والخزعلي والزاملي ويزن الجبوري يضحكون فرحين بإنتصاراتهم على داعش في جبهات القتال ، هذا التكاتف العظيم الذي أظهرته عمليات تكريت ما بين المرجعية الدينية وقواعدها الشعبية وكذلك القيادات السياسية الوطنية الشيعية أو السنية بالإضافة الى شيوخ عشائر الأنبار وتكريت قد أفزعت جميع القوى الداخلية أو الخارجية التي تريد أن يبقى العراق يعاني سكرات الموت على أيدي الدواعش الإجرامين ، هذا الإنتصار والتلاحم الكبير دق ناقوص الخطر لدى الأمريكان والعربان من دول الخليج ومن يلوذ بهم من سياسين عراقيين ، لقد عاش العراقيون أيام الإنتصار والفرح وكانوا يترقبون الإنتصار الكبير بتطهير جميع تكريت من دنس الدواعش المجرمين ولكن بالقرب من مركز تكريت توقف الزحف من جميع الجهات ، عندها صمت الشعب العراقي وهو يترقب الجبهات ماذا يجري ولماذا توقف الحسم في أخر لحظة ، خرجت إجابات من مختلف القيادات وكانت جميعها تصب في محور واحد وهو تلافي الخسائر الكبيرة ما بين المدنيين او من القوات العراقية بجميع مكوناتها ( الجيش والحشد الشعبي وكذلك قوات مكافحة الإرهاب) ، ولكن هذه الإجابات غير مقنعة بل غير واقعية ، لأن التاخير في الهجوم يثير مجموعة من التسائلات :
أولها : أي تأخير يصب في مصلحة الدواعش أما من ناحية إعادة الترتيب نتيجة الضربة القوية والمفاجئة والغير متوقعة الذي قام بها أبناء العراق الغيارى أو تسهيل عملية هروبهم الى جهات إخرى .
ثانياً : هذا التوقف تم بعد بيان الأزهر والضربة الجوية الأمريكية السعودية على قطعات الحشد الشعبي في الرمادي .
ثالثا: إستمرار الهجوم يضمن سرعة هزيمة الدواعش بأقل الخسائر البشرية والمادية.
رابعاً : إكمال صورة الإنتصار في تكريت يعني نهاية جميع الدواعش بأنواعه المختلفة ، الدولية كالأمريكان والسعودية وقطر وكذلك تركيا وجنودهم الإرهابيين من دواعش مقاتلين بالإضافة الى الدواعش السياسيين كالنجيفي واللهيبي وأمثالهم ممن يقاتل تحت عباءة العملية السياسية .
كل هذه التسائلات قد قفزت الى تفكير المواطن العراقي وهو يرى حلمه الذي تحقق بعملية تكريت التي أرجعت إليه الثقة بقياداته السياسية الوطنية والكرامة والشموخ والتفائل بالمستقبل قد يكون هذا الحلم أضغاث أحلام أو أحد أحلام اليقظة التي كثرت نتيجة الفشل الكبير الذي زرعته القيادات السياسية في قلب كل مواطن عراقي ، ونتيجة الاثار السلبية التي سيظهرها التوقف عن إقتحام مركز تكريت والتي يعلمها كل مواطن عراقي عنده خبرة بالعمليات العسكرية أم لا ولم تغيب هذه الأثارعن الحكومة العراقية وقياداتها الوطنية ، فهذا يعني أن الحكومة العراقية وكذلك قيادات الحشد الشعبي قد يكونوا تحت تاثير الضغط الدولي الذي تمثله الحكومة الأمريكية ، الذي رفض بشدة القوة التي أظهرتها الحكومة العراقية وهي تفرض سيطرتها بسرعة وسهولة على المناطق التي تحتلها داعش ، لهذا يجب على القيادات الشجاعة التي قادت هذه الإنتصارات أن تخبر شعبها الذي ينتظر منها كل خير بحقيقة الموقف ، هل العراق يرضخ تحت الوصايا الدولية التي تحركه وفق مقتظيات مصالحها لا مصلحته الداخلية ؟
مقالات اخرى للكاتب