العراق تايمز: كتبت الكاتبة المغربية ايمان الفاضلي
لا عتب اليوم عمن خانوا القضية، ولا عمن باع الوطن بالتقسيط في الاسواق الدولية، ففي عتاب الخائن استجداء، يسلب منك مروءتك وعزتك.
ولا ملامة لمن باع دينه بطيب خاطر ووقف كتف لكتف مع اعداءه وشد عضدهم في انزال هذا الصرخ الشامخ من عظمته، ففي ملامتك ضعف وانت بيدك كل مكامن القوة.
لكن لابأس ان تشعر بالحزن والأسى وانت ترى رموز الاسلام تُضمر وتُغيّب عنوة عن سماءك، حتى يعقدون اتفاقات خسيسة مع ذاكرتك دون علمك، ويقتصون ما شاءوا من تاريخك دون ابلاغك، ويمارسون عليك ارهابا فكريا لم يخطر على بالك.
هكذا الزهراء عليها السلام، كانت ضحية غفلتنا، وتقاعسنا في رفع الظلامة عنها، وهي التي جاهدت بدماثة لرفع الظلم الذي وقع على أمة أبيها عليهما صلوات الله وسلامه على اهل بيتهما، فرحلت عنا وهي غاضبة دون ان تدلنا على مرقدها!
اليس من العيب ان اقابل عشرات القنوات الشيعية كل يوم امام هذا الجهاز الذي يسمونه تلفازا، دون أن أرى قناة واحدة تحدثت ولو مجاملة! عن تلك الاستعدادات المليونية الحاشدة التي تتأهب لتشييع النعش الرمزي للسيدة فاطمة الزهراء. حتى يعلم العالم على الاقل لماذا اخفي قبر الزهراء ومن كان وراء غضبها ولماذا!؟
أليس من المشين ان يظل الشيخ محمد اليعقوبي المرجع الشيعي الوحيد في الساحة يناظل ويواصل رفعه الظلامة عن السيدة الزهراء، في الوقت الذي تنبري فيه كل مراجع اللطم الى العودة الى الخلف واستدارة ظهورهم للزهراء نكاية بالشيخ اليعقوبي وقتل شعبيته بين الناس جهارا دون استحاء! موكلين اعلامهم مهمة التعتيم والتضليل، والنزول بعدساتهم الى الشارع الا في المناسبات والشعائر التي تشوبها الكثير من البدع!
هم مجتهدون في الدعوة الى الشعائر الحسينية وهذا عمل عظيم، لان ثورة الحسين كانت ثورة انسانية عميقة الدلالات حول صراع الحق والباطل، لكنهم مصرون على اصباغها اللون الاحمر وجعلك انسانا دمويا، من اهم زبائن اسواق الأسلحة البيضاء، يصنعون منك انسانا لطّاما بامتياز، يتقن التمرغ في الوحل، يجردونك من انسانيتك ويحرضونك على ذاتك لا اعداءك، يفرغون كل شحناتك التي تحتاجها في النهوض بنفسك وبأمتك فتصبح انت من يتوسط تلك الصورة المقززة التي استخدموها وسيلة ماكرة لتشويه مذهبك وتنكيس رايتك والنيل من دينك .
ان الذين جهلوا معاني الثورة الحسينية وانصاعوا الى اقامة طقوس دخيلة على الاسلام والمسلمين حظهم ان يكونوا مناصرين للظاليمين لانهم من جانبهم يظلمون الثورة الحسينية ايضا، زيادة على من ظلموه ظلما فاقعا واقعا كادت ان تنشق السماء لهوله.
ما حاجتنا لإعلام جائر ادن! يريك ما يشاء ويخفي عنك ما لا يروقه ان تراه! خصوصا واننا هنا في المغرب الاقصى نرتقب وبشوق كبير تلك الشعائر الفاطمية التي تحيي فينا علاقة الوصل بنضالات ال البيت وجعلنا ممن يواسونهم في مصابهم ومصابنا ولو عن بعد!
بعض القنوات الشيعيه أعلنت الحرب على الزهراء الطاهرة بغضا في سماحة الشيخ اليعقوبي الذي يعود له الفضل الكبير في احياء هذه الشعائر التي تأثرنا بها كثيرا ووجدناها انصافا حقيقيا لشخص الزهراء الطاهرة التي نقدسها في المغرب اجل تقديس، سنة وشيعة، كبيرا وصغيرا.
في حين ما اذا كان هناك فقط وكيل مرجع يكلم الناس في يوم الجمعة يتم تبريزه والقاء هالة ضوئية كبيرة عليه، وهذا ما يعد ظلما كبيرا نرفضه وسنبقى نصرخ به.
الشيعة المغاربة يتابعون هذه الشعيرة الفاطمية العظيمة عن كثب منذ أول ظهور لها قبل تسع سنوات، والتي يتقدمون بمناسبتها بعظيم الامتنان لراعيها ومحييها سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي، خصوصا وان الامر يتعلق بسيدة عظيمة كانت ولازلت مثالا يحتدى به في التضحية والصمود، والدفاع عن ثوابت الامة الاسلامية، والتي ستبقى عنوانا بارزا في تاريخ الوعي الاسلامي الراسخ في جذور السلم والسلام.
لزلنا نتمنى الخروج الى الشارع لنعبر عن حبنا للزهراء ومواساتها لكننا لازلنا نسير مطئطئي الرؤوس وفي قلوبنا كلام كثير يقال، نحن لازلنا أقلية تخشى الاعلان عن نفسها كي لا نكون من المستهدفين الذين تعقد ضدهم ندوات ولقاءات بشكل يومي، تزرع الرعب في كل فئات المجتمع المغربي بفزاعات كتب على جبينها (احذروا الخطر الشيعي!؟).
ومتى كان الانسان الشيعي مجلبة للرعب، وهو الذي لم يكن يوما مبدأه ارتداء حزام ناسف وتفجير نفسه في الاسواق، بل كان من اشد البشر الذي تعرض للظلم منذ قرون.
وهنا اوجه كلامي لرعاة القنوات الشيعية ،فان كنا نحن لا نستطيع تشييع نعش الزهراء وليس بوسعنا الخروج للشوارع فانكم تشدون على ايدي من يحرموننا ذلك وتصفقون لهم عندما توجهون عدساتكم خارج الحشود.
علما ان كل مكونات الشعب المغربي قاطبة يحبون الزهراء عليها السلام حبا شديدا، لكنهم لازالوا يقفون ضد التشيع لان افكار النصف الأكبر من المجتمع لازلت مشوشة بسبب ما ينقل لهم من صور شادة تحصر مذهب ال بيت النبوة في زاوية السب والشتم وجلد الذات، وهم غير ملومون على ذلك ما دمنا نسكت على عمائم الفتنة التي تاجرت بدماء ال البيت وكرست ماكيناتها الاعلامية في نقل صورة خاطئة عن الفكر المحمدي الأصيل.
الم تقل القديسة الزهراء عليها السلام: "وجعل الله طاعتنا نظاما للملة وامامتنا امانا من الفرقة".
هؤلاء يا مولاتي ما ارادوا نظاما وجعلوا الناس تلعن الملة، هؤلاء سيدتي سعوا للفرقة حتى تباينت البلاد بنا وتفرقنا على مفترق الحوزات البريطانية.
هؤلاء سيدتي دمروا العراق الذي فيه مرقد بعلك الطاهر فما عاد العراق عراقنا فقد أغتيلت النون على ايدي (النسوة)، والألف كرامتنا الممدودة على الارض.
لقد أصبح العراق عراقهم سيدتي، ففي الهاء هذيان الفرس و والميم مراجع الصمت.
فان لم نشيعك سيدتي كما يجب بسبب صمتهم ...شيعينا أنت بدموعك، فحظك الظلم قيد حياتك وبعد الشهادة!