بغداد – بدأت أغلب القوى السياسية العراقية مبكرا جدا في الإعداد للحملات الإنتخابية لإنتخابات مجالس المحافظات العراقية التي من المتوقع أجراءها مطلع العام المقبل، بمغازلة الدول الإقليمية والعربية، والتملق لها، والسماح لها بالتدخل من خلالها في الشأن الداخلي العراقي، وطبعا على حساب الدولة والمواطن العراقي، لضمان الحصول على تمويل دعاياتهم الإنتخابية التي بدأت مبكرا تمهيدا لإنتخابات مجالس المحافظات، والتي ترسم صورة واضحة لطبيعة نتائج الإنتخابات العامة والحكومة المقبلة.
فمن مفارقات ما يسمى العملية السياسية التي ولدت من رحم الإحتلال الأمريكي البريطاني، أن أغلب السياسيين العراقيين لا تزال أعينهم باتجاه دول الإقليم أو بعض الدول العربية والدول الأجنبية للحصول على الأموال من الدول الإقليمية والعربية مقابل تنفيذ أجندات تلك الدول في الداخل العراقي غير مكترثين بما ستلحقه هذه التدخلات والأجندات على الواقع والمستقبل العراقي.
ويرى المراقبون والمحللون السياسيون أن لهجة الخطاب السياسي لبعض النواب والسياسيين الحاليين تغيرت مؤخرا وبدأت أقرب للتملق من بعض الدول الإقليمية والعربية، وبعضهم دائم الزيارة لبعض الدول العربية، فيما قرر البعض الأخر الإقامة بشكل دائم في دول إقليمية وعربية حتى انطلاق الحملات الدعائية المرافقة للعملية الإنتخابية ليكون على مقربة من مصادر الأموال وأخذ توجيهاتهم لطبيعة دور وعمل تلك الشخصيات في البلاد بالمرحلة المقبلة.
وقال رئيس الكتلة العراقية الحرة قتيبة الجبوري إن "بعض النواب باتوا اليوم بعيدين كل البعد عن جمهورهم الذين منحوهم الثقة وأوصلوهم الى قبة البرلمان لتمثيلهم والمطالبة بحقوقهم".
وأضاف الجبوري أن "من المؤسف والمخجل أن هؤلاء باتوا يتملقون لجهات خارجية ودول اقليمية لضمان دعم وتأييد تلك الدول لهم في الانتخابات المقبلة، وخصوصا فيما يتعلق بتمويل دعاياتهم الانتخابية للدورة المقبلة".
وأبدى الجبوري استغرابه من "ما يقوم به بعض الساسة من تبديل لمواقفهم تجاه القضايا الداخلية والخارجية وتجاه بعض دول الجوار الذين كانوا حتى وقت قريب يشنون عليها حربا اعلامية، وباتوا اصدقاء لها بين ليلة وضحاها، بل ويزورون سفاراتها تماشيا مع مصالحهم الشخصية".
وأكد الجبوري على أن "الشعب العراقي بدأ يميز "الغث من السمين"، ولن يتمكن هؤلاء من الفوز في الدورة البرلمانية المقبلة حتى وإن أنفقت دول الجوار كنوز الأرض على دعاياتهم الانتخابية".
وتتبادل كتل سياسية الاتهامات فيما بينها على خلفية ولاءاتها وارتباطها بجهات خارجية ودول اقليمة في عملها السياسي، وتشير تقارير صحفية على أن بعض الكتل السياسية اعتمدت على تمويل دعاياتها في الدورة الانتخابية الماضية على أموال دول عربية وإقليمية.