المفاضلة السليمة هي التي تعتمد النقاط المشتركة مع اتفاق الازمان وتشابه المكان وبخلاف ذلك لا يمكن للمفاضلة ان تكون سليمة ، ولكن في بعض الاحيان يكون هنالك الحاح من قوم ما لاعطاء الافضلية لشخص ما قد يكون حاكم او عالم .
المحير والغريب في الامر هو حصة الامام علي عليه السلام من هذه المفاضلة ، وعندما نقرا كتب التاريخ سابقا والان نجد النار مستعرة والوجوه مكفهرة والالسن معربدة لكي تثبت ان الصحابة افضل من علي بل انهم في بعض محطات التاريخ قرنت مفاضلة علي بالطليق معاوية بل واعتبر معاوية الافضل ( كبرت كلمة خرجت من افواههم) ومن خلال متابعة هذه المفاضلات يتبادر للذهن سؤال الى القوم لم لم تفاضلوا بين الصحابة انفسهم؟ لم المديح دائما يسبغ على الخلفاء الثلاثة ومعاوية ويزيد وبقية الاسلاف من ابن تيمية والوهابية والالباني ومن كان على غرارهم؟
ولانريد ان نعرج على الخطبة الشقشقية التي اسف فيها امير المؤمنين على الشورى ومقارنته بمن لا يصلون عشر معشار من فضائله ، بل نحن قمنا بالتنقيب بين رجالات التاريخ فلم نعثر على من يستحق بان يقال له ان علي افضل منك ومن يقال له جدلا ان علي افضل منك فانه يكون قد نال منزلة يحسد عليها الى يوم الدين ، لايمكننا ان نجد من يستحق لان يكون كفء للادنى من علي (ع)؟ وتعلمون لما علمت اخت عمرو بن ود العامري ان علي قاتل اخيها فلم تبك ولم تاسف بل افتخرت ان قاتل اخاها هو علي ، لان مثل علي اذا قتل الفرسان فانها صفة متعارف عليها ولا يقال لمن يقتل بسيف علي بانه جبان ، والشيء بالشيء يذكر قال معاوية لعمروبن العاص هل خذلتني في يوم ما بالنصيحة ؟ اجاب : كلا ، قال معاوية بل نعم في يوم صفين لما طلب مني علي المبارزة وكانت مشورتك بان اخرج له وتعلم انت من علي ...الى اخر الحديث .
وحديث رسول الله (ص) بحق علي عندما قال له "انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي من بعدي" وهذا دلالة واضحة على مكانة علي عليه السلام بانها لا يمكن لها ان تقاس بالبشرية جمعاء بل انه لم يشبه لا بالخضر ولا بمؤمن ال فرعون بل شبه بالانبياء خلى منها النبوة.
وحتى كلامه فقد وصفوه بانه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق وكلمة المخلوق تعني البشرية بدون استثناء الا رسول الله فلا احد يجروء على ان يكون دون علي عليه السلام لان وجه المقارنة غير ممكن واشبه بالمستحيل.
