رغم التغيير الكبير والإنتقالة الهائلة (النوعية ..والكمية) في الصحافة العراقية بعد عام 2003 إلا أنه لازالت هناك مشاكل كبيرة تواجه الصحفي العراقي منها :
1- نظرة السياسي العراقي وعلاقته بالصحفي ..وهي نظرة لاتخلو من أمرين : أما نظرة إزدراء وتحقير..حيث يعتبر السياسي أن الصحفي ماهو إلا يد ممدودة (للتسّول) والإستجداء لاأكثر ولاأقل .. !! والثانية : نظرة شك وريبة ، حيث يعتقد السياسي أن الصحفي ماهو إلا وسيلة من وسائل التجسس أو بيع المعلومات أو المتاجرة بالتصريحات واللقاءات …!!
2- علاقة الصحفي مع رجل الشرطة والأمن : وهي علاقة متوترة ومشوبة بعدم الفهم وعدم الثقة ،حيث لازال رجل الأمن يعيش روحية النظام الدكتاتوري ولايعنيه حرية الصحافة ومسؤوليات الصحفي في الرقابة وكشف الحقيقة ، فهو يقمع الصحفي كما يقمع المتمردين واللصوص في الشارع بحجة حفظ النظام ..وهو لايدرك بأن وجود الصحفي إلى جنبه إنما هو جوهر حفظ النظام ورعاية المصلحة العامة ، وأن وجود الصحفي بقرب رجل الأمن هو تقوية العلاقة بين الأجهزة الأمنية وبين كل مكونات الشعب الأخرى ..فإذا حدث أنفصام بين رجل الأمن والصحفي فهذا يعني فقدان النظام المدني وعودة الدكاتورية بأبشع صورها وهذا ناتج من عدم ثقافة الأجهزة الأمنية بقضية الإعلام وحرية التعبير ..!!
3- علاقة الصحفي مع مدير الدائرة والمؤسسات الحكومية ، حيث لازال الكثير من هؤلاء المدراء يعتبرون بأن عمل الصحفي داخل الدوائر الحكومية والتحقيقات التي يجريها هناك هو نوع من أنواع التطفل والتدخل الذي لامبرر له ولاستار قانوني يعطيه الحق بذلك ..فيقوم بطرده أو مضايقته أو تجاهله ومراقبته ..وهذا ناشئ من قلة الفهم لدى مدراء الدوائر بمهمة الصحفي النبيلة التي هي تنفع عمل الدائرة أولاً قبل المواطن وذلك من خلال قيامه بإيصال المشاكل والمعوقات وبعض الملابسات إلى مدير الدائرة نفسه ليقوم بحلها وتذليها للمواطنين ..ولكننا لانعتب على (مدير فاسد وحرامي ) يخشى على نفسه من الإنكاشاف والفضيحة …فهذا النوع لاعتب عليه !!
4 – علاقة الصحفي مع مؤسسته الإعلامية …وهذه العلاقة لازال يشوبها الكثير الكثير من المشاكل وعدم الوضوح ، فهناك اليوم آلاف الشكاوى من الزملاء الصحفيين الذين يعانون من عدم الأهتمام وعدم (الإلتزام) من المؤسسات الصحفية والإعلامية التي يعملون بها ويتعاملون معها خصوصاً العلاقة المالية والدعم المادي للصحفي الذي يكاد يختفي من حسابات الكثير من هذه المؤسسات التي وجدت نفسها على أبواب الأفلاس المادي التام ..ولكننا لانتمنى أن تشهر إفلاسها الأخلاقي والمهني أتجاه من عملوا بها وقدموا لها الكثير !!ومع ذكرنا لهذه المشاكل التي أوردناها والعلاقة السيئة لهذه الجهات مع الصحفي العراقي ، نود أن نذّكر بأن (الكثير من الصحفيين) اليوم هم من جعلوا أنفسهم مسخرة ومضحكة عند هؤلاء ..لأنه لايهمهم سوى مايدخل إلى جيوبهم من بضع فلاسين أو مايحصوا عليه من (مكافآت بسيطة) أو ( إكرامية) حالهم حال الفراش والكناس والجايجي !! ..فتنازلوا عن مواقعهم الإعلامية الرفيعة ، وتخلوا عن شرف مهنتهم الراقية ، وصاروا عبيداً عند المسؤولين وليس نداً لهم ..ونسي هؤلاء أنهم يمثلون كيان الســـــلطة الرابعة ..بل هم يمثــــلون أرقى وأنبـــــل هذه السلطات على الأطـــلاق ..!!
مقالات اخرى للكاتب