لا يختلف احد على ان لايران الدور الكبير الذي يمكنها ان تعقد عمل العبادي داخليا و يعرقله في تحقيق اهدافه اكثر من اي احد اخر، و لم يات العبادي الا بعد موافقة ايران على ازاحة سلفه المالكي مرغما . اليوم و العراق مبتلى بحرب داعش و ليس امامه الا قبول المساعدات اينما و لمن كانت، لمحاربة داعش و تحرير المناطق المحتلة او على الاقل للوقوف ضد امتداد داعش اكثر لحين ازاحته في الوقت المناسب بالشكل المناسب .
ليس العبادي في موقف يمكن ان نقول انه قوي او ضعيف ايضا لحد هذه الساعة، الا ان لامريكا و ايران الفضل عليه كشخص او كدولة لمجابهة عدوه اللدود الذي خلفه له سلفه و لذلك فانه بحاجة ماسة لترضية الاثنتين معا . و عليه فهو يحاول كل جهده لحد هذه الساعة التوازن في علاقاته بين ايران و امريكا و كانهما غريمين على ارض العراق، رغم التقارب الامريكي الايراني و قرب وقت الاتفاق النهائي الايراني الامريكي الشامل سرا و النووي علنا .
و من يتابع تصريحات العبادي في امريكا، يمكن ان يقرا امرين هامين، و هو يعلن هناك في عقر دار امريكا التي يتابع العرب ما يحصل هناك، بانه ليس ببعيد عن ايران و يصرح حول اليمن و ما يعبر عنه ليس ببعيد عن موقف ايران، ليبرهن بانه لازال على عهده من انتماءه الى المحور الذي لا يمكنه ان يخرج منه من جهة، و ليضغط بهذه التصريحات على امريكا بان يشك فيه و يمكن ان يفعل ما فعله سلفه بارتماءه الى حضن ايران بشكل كامل، دون لفت نظره الى الدول الخليجية وا لعربية ليتوازن في الامر داخليا، من جهة ثانية .
و على الرغم من الحاجة الماسة للعراق الى الاسلحة في هذا الوقت الا ان الضغوطات التي مورست على امريكا و من اجل الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجيةمع الدول العربية في المحور الاخر، لازالت تماطل على تسليم الاسلحة للعراق و منها الطائرات اف 16، او الموافقة علىبيع الاباجي و طائرات درون التي ينوي العراق شرائها منها . انها صرحت و ردت امريكا على تصريحاتها حول عاصفة الحزم مباشرة، و هذا يدل ان امريكا تتعامل مع العبادي بتلميح و ليس تصريح في الامور الحساسة اثناء الاجتماعات الحساسة و حتى السرية، و منها المواقف من العلاقات الامريكية العربية و الامريكية الايرانية و حرب اليمن و ما يهم ايران في المنطقة و حرب داعش .
من الزيارة و ما تجري خلالها و وفق ما تسربت من الاجتماعات و المفاوضات حول الامور السياسية و العسكرية، لم تعد هناك خفايا فيها الا بما يخص علاقات العراق مع ايران بعد الاتفاق الامريكي الايراني و موقف امريكا منها و انها و حسب المتطلعين الامريكيين و الباحثين، بحثت بسرية تامة و لم يُكشف عنها بشكل واضح و صريح لحد الان .
وفق المظاهر التي بانت عن زيارة العبادي انها تشير الى عدم نجاحها بشكل كامل في امور هامة كان العبادي يقصد بان يعود بها و هو بحاجة اليها، و لم تفشل ايضا من حيث القضايا الاخرى . اي يمكن ان نستشف من ما اطلقه المسؤولون الامريكيون و العراقيون و على راسهم العبادي ان امريكا لحد الان بحاجة الى التوازن العربي الايراني للتعامل مع العراق و لم تخضع لحد اليوم لضغوط و طلب العراق لتسلم الاسلحة الاستراتيجية او لم تتاثر افعال امريكا و تعاملاتها في العراق باتفاقية امريكا و ايران النووي، و ما اطقه العبادي من التصريحات حول ما يجري في المنطقة و داخل العراق و بالاخص حول اليمن لم يكن من منظور كونه ممثل للمنطقة بشكل عام بقدر ما كان يهمه ماوراء الكلام الذي اطلقه حول اليمن من اجل ما يجري داخل العراق و علاقاته مع ايران و عدم شكوك ايران بتمايله الى امريكا بعد هذه الزيارة ليس الا، و الا فان جدول اعمال زيارته مليئة بما يمكنه ان يوضح موقفه و نظرته للمواضيع و القضايا لمرحلة مابعد المالكي للجميع و ما يجب ان يكون عليه العراق مستقبلا و كيف يمكنه ان يحيد البلد حسب التصريحات العلنية التي اطلقها المرافقون او المنظمون للزيارة .
مقالات اخرى للكاتب