الفوضى والارباك في الاوساط السياسية والشلل الحكومي اثر كثيرا على كيفية تعاطي المواطن البسيط ليومياته واحتياجاته، وباتت مكونات الشعب تتصادم بتفاصيل بسيطة ماكانت تحدث لولا التقاطعات السياسية وارتباطاتها بمصالح اقليمية ودولية، ولذلك تحول العراق الى ساحة لصراع الدول المجاورة التي وجدت لها اتباعا نشطاء يقومون بادوارهم على افضل وجه، ومثلما كان للنشطاء والاحرار المدنيين المطالبين بالاصلاح ومحاربة الفساد دورا في الضغط خلال الاشهر الماضية على الحكومة والاجهزة التنفيذية ادى بالنتيجة الى الفوضى التي سميت بانتفاضة البرلمان العراقي لمحاربة الطائفية والمحاصصة والتمرد على رؤوساء الكتل المتحكمين بالعملية السياسية، فقد شعر اتباع اللمبجي داود ان عليهم ايضا القيام بدورهم الوطني للوقوف بوجه المخططات الخارجية التي تهدف الى شق الصف الوطني واثارة النزاعات الطائفية، فبعد تدخل ايران السافر في طريقة الاستمتاع العراقي وفتحها مقرات لمؤسسة سيما لزواج المتعة، قامت اطراف تدعي انها مدعومة من احدى دول الجوار بفتح مكاتب لمؤسسة تدعى (ديباج لزواج المسيار)، ومثلما فتحت مكاتب زواج المتعة بالقرب من مقار المجلس الاعلى فان مؤسسة زواج المسيار فتحت مكاتبها قرب مقار اتحاد القوى وتهدف المؤسستين الى تقديم خدمات السعادة والاستمتاع للمواطن العراقي الذي ظل يعاني طيلة فترة الحكم الدكتاتوري السابق من التضييق على استمتاعه ومتعته، وقد وجد نشطاء مدنيون ان مثل هذه الاعمال التي تمس سعادة العراقيين واستمتاعهم وتقسمها على اسس طائفية لن تحقق ابدا الحرية والعدالة والمساواة لشرائح كثيرة في المجتمع ويؤكد هؤلاء الناشطون انه مثلما جرى في اعوام 2006 و 2007 من جرائم قتل للمواطنين على الهوية فان ما يجري الان هو امتاعهم على الهوية ايضا، خاصة بعد كشف مفتشي النزاهة ان مكاتب الشركة الايرانية وكذلك شركة ديباج التي يعتقد انها تابعة لجهاز مخابرات احدى دول الجوار، تخلو قوائم الراغبين والراغبات في زواج المتعة والمسيار فيهما من اية شخصيات ترغب بالاستمتاع من المكونات الاخرى، معتبرين ذلك جزءا من السياسات الاقليمية التي استباحت العراق وجرته الى منزقلات طائفية حتى في استمتاعه ومتعته..
وفي خضم هذا الصراع المتعوي الطائفي ( المقيت) وخوفا من عودة العراق الى المربع الاول، استنهض نشطاء مدنيون في بغداد والديوانية والناصرية وديالى ومناطق اخرى، ما تبقى من اسرة واتباع اللمبجي داود الذي كان قد وافاه الاجل برحيل عميد المقام العراقي يوسف عمر، للقيام بدورها الوطني والوقوف بحزم بوجه محاولات القوى الاقليمية التي تساندها بعض الميليشيات والعصابات المسلحة وبعض العناصر الاستخبارية والمخابراتية لاثارة النعرات الاستمتاعية الطائفية، واسترجاع دور اسرة اللمبجي الوطني في اعادة اللحمة وتحقيق التوازن الاجتماعي لللاستمتاع والسعادة بحرية وعدالة وانصاف بغض النظر عن المذهب والقومية، ومن اجل ذلك فقد قام عميد اسرة اللمبجي الذي مازال مقيما في بغداد رغم الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها باستمرار وبمساندة العديد من أتباعه، بالتظاهر يوم امس في احدى الساحات المحايدة في منطقة الكمالية معلنين رفضهم للتقسيم الطائفي للسعادة والمتعة التي تعارف العراقيون على اصولها وسياقاتها منذ زمن طويل حتى اصبحت تقليدا وطنيا يتجدد بتجدد الحكومات وتعاقبها، وهدد عميد اسرة اللمبجي ان اسرته واتباعه ستلجأ الى اساليب اكثر تشددا للتعبير عن الرفض التام لتدخل دول الجوار
في طرق المتعة والاستمتاع والسعادة العراقية، وتحويلها الى اعمال تخضع للحسابات الطائفية والاستحقاقات الانتخابية، ولاجبار دول الجوار ايضا على احترام الشان الداخلي العراقي وخصوصية المواطن التي انتهكت منذ الاحتلال الاميركي والى اليوم، وعد عميد اللمبجية ان من الصدف التي يمكن وضعها في الحسابات مستقبلا، هو توافق الذكرى الثالثة عشر للاحتلال الاميركي للعراق مع انتفاضات الشرف العراقي التي تمثلت بتوقيع وثائق الشرف ومن ثم انتفاضة ال اللمبجي لاسترجاع حقوقهم المسلوبة على مدى سنوات طويلة، وطالب اتباع اللمبجي باعادة منطقة الميدان الى خصوصيتها التي جرى العمل من قبل الدوائر الامبريالية والاقليمية على حد سواء على تغيير ملامحها ودورها وميزها التي تجسد الرمز العراقي للسعادة والاستمتاع، كما طالبوا الامم المتحدة ومنظماتها العاملة بالعراق باعلان قلقها الدائم ، والتحرك والعمل لادراج محلة الذهب كمنطقة تراثية يجب الحفاظ عليها وحمايتها امميا، حتى تستطيع تقديم خدمات المتعة لكل شرائح المجتمع العراقي دون اعتبار للاسس الطائفية او الاستحقاقات الانتخابية، مع تقديم التسهيلات والخدمات المصاحبة خاصة لشرائح المتقاعدين وكبار السن الذين يواجهون صعوبة كبيرة في الاستمتاع..
وعبرت اسرة اللمبجي عن اسفها الشديد واستيائها من وسائل الاعلام وكذلك الفضائيات التي تجاهلت وقفتها الاحتجاجية واعتبرت ان خضوع وسائل الاعلام لارادات القوى المتنفذة والميليشيات، يعد تقصيرا تجاه المواطن وخيانة للرسالة الاعلامية التي تستوجب كشف الحقائق ومتابعة الحراك الاجتماعي العراقي، كما دعت الاسرة القوى السياسية المتنفذة الى عدم اهمالها، والانتباه الى ان ماتستطيع هذه الاسرة من تقديمه لهم وللعراق اجمع يفوق بكثير امكانات المؤسستين الايرانية والسعودية، كما ان من اولى واجبات الحكومة هي حماية المنتج والخدمات الوطنية ومساعدتها على المنافسة الشريفة في الاسواق المفتوحة، وان للمتعة العراقية اصول يجب عدم تناسيها وطمرها لانها جزء من التراث الوطني، وفي وقفتهم الاحتجاجية برزت اصوات تطالب اعضاء البرلمان خاصة الذين وقعوا على ميثاق الشرف، بمساندتهم وطرح قضيتهم داخل اروقة مجلس النواب مستغربين من ان انتفاضة البرلمان شملت قضايا ثانوية مثل اقالة الرئاسات الثلاث ولم تشمل قضية اساسية ومهمة وهي سعادة العراقيين واستمتاعهم ومتعتهم متمثلة بايتام اللمبجي، مستذكرين ومذكرين نواب البرلمان وذوي الشأن، بمطلع تغريدة يوسف عمر رحمه الله وجعل مثواه الجنة: مات اللمبجي داود وعلمومه... ريت الكلجية اليوم مهجومة.
مقالات اخرى للكاتب