مخطئ و ساذج من يعتقد بأن النظام الايراني سيتخلى ذات يوم عن مشروعه العقائدي الخاص من أجل بناء دولة دينية مترامية الاطراف تضم بين دفتيها معظم دول المنطقة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
تصريحات الجنرال رحيم صفوي مستشار الولي الفقيه و قائد الحرس الثوري لعشرة أعوام و التي أعلن فيها أن حدود بلاده تمتد الى البحر الابيض المتوسط و الى جنوب لبنان، هي تصريحات يعني فيها جيدا مايقول، بل هي تجسيد للتطبيقات النهائية لنظرية ولاية الفقيه على الارض إقليميا وهي أيضا بمثابة رسالة خاصة وجيزة و بليغة لکل من لم يفهم لحد الان مخططات هذا النظام و غاياته النهائية.
بروز ظاهرة إستخدام البراميل المتفجرة في الاحداث بسوريا و في المواجهة الدائرة في الفلوجة، تعيد الى الاذهان مرة أخرى السيناريوهات الخاصة التي يضعها النظام الايراني و يقوم بتهيأتها للأوقات المناسبة، وان مصالحه المرتبطة بعدم تحقق أي تقدم في سوريا او الفلوجة بغير الاتجاه الذي يريده و يرغب به، قد دفعه لتطبيق سيناريو البراميل المتفجرة على الارض في سوريا حيث وبعد أن لمس دورها في تکبيد الطرف الاخر خسائر فادحة و بالتالي إمکانياتها في تحديد تقدم الطرف الاخر، بادر الى الايحاء بإستخدامها في الفلوجة بالعراق أيضا.
بالامس القريب أيضا، إنتشرت تقارير أخرى تفيد بأن النظام الايراني قد بادر الى تجنيد مرتزقة من أفغانستان للقتال في سوريا للحد من خسائره و خسائر حزب الله اللبناني، ويدفع 500 دولار للذاهب الى الجحيم السوري بالاضافة الى منحه مع عائلته تصاريح إقامة في إيران، ويأتي هذا الامر المستجد بعد أن قام النظام قبل ذلك بإرسال مجندين من العراق تشرف على تجنيدهم قوة القدس مقابل راتب شهري أيضا، وهذه الامور تدل و بشکل أکثر من واضح تمسك النظام الايراني بهاتين الدولتين لأنه و طبقا لتصريحاته و مواقفه و تحرکاته، يعتبرهما الى جانب لبنان و مناطق أخرى من ضمن دائرة نفوذه، والذي يثير السخط و الغضب أن طهران عندما تريد أن تجد لها مناطق نفوذ فذلك أمر يعود لها، لکن عليها أن تعلم جيدا أن هناك شعوب و دول و إرادات و سيادات وطنية لايمکن محوها بجرة قلم او بطرف لسان کما فعل الجنرال صفوي و آخرون على نفس النهج من قادة و مسؤولي النظام الايراني.
الاوضاع في العراق صعبة و معقدة و صار الشعب العراقي يعاني من جرائها الامرين و يدفع ضريبة عن أمر لم يسعى إليه و لايرغب فيه و ليس له فيها إلا الاذى و الضرر، ولذلك فإن سعي الشعب العراقي و قواه الوطنية للعمل من أجل تحديد دابر هذا النفوذ و الوقوف بوجهه لأننا وبعد أن تخلصنا من نظام دکتاتوري سابق لسنا على إستعداد لکي نکون مجرد بيدق شطرنج على رقعة نظام إستبدادي خلف الحدود!
مقالات اخرى للكاتب