هادي العامري شخصية ميكافيلية ما للكلمة من معنى ،، داهية متدين متواضع عقلية رياضية تحسب الأمور على الحاسبة وتخرج بنتائج تصيب أحيانا.. وهذا هو تخصصه الدراسي كما يقول انه خريج علم الإحصاء ، ولكنه خطئ في حساباته عندما قرر ترك عشه المجلس الاعلى الذي فرخ فيه تنظيمه( منظمة بدر) الذي انتمى اليه منذ التأسيس ان لم يكن من مؤسسيه ايام المؤسس الأول سماحة الشهيد السيد المبجل محمد باقر الحكيم قدس سره ، ولكن لكل داهية داهية آخر أقوى منه ، يقول السيد عزت الشاهبندر في رواية رواها لي هذا نصها ... هل تعلم كيف انسحب العامري من المجلس ؟؟ قلت لا ،، قال أنا الذي سحبته !! تفاحئت قلت له كيف وانت في يوم ما اتصلت بي لانقدك من تهديدات اتباع العامري لك عندما تخاصمت معه في مجلس النواب وفعلت حركتك المشهورة على الفضائيات بارسالك قبلة استهزاء على الهواء للعامري ؟؟

قال ذهبت وتحدثت معه حول قوة السيد المالكي في الشارع وحصوله على تسع وثمانين مقعد في مجلس النواب أكبر دليل على ذلك... وضعف المجلس بعد وفاة السيد أبو عمار رحمه الله، وضعف قيادة السيد عمار ، وطلبت منه الإنظمام إلى ائتلاف دولة القانون وتأييد السيد المالكي لولاية ثانية وانا اضمن لك وزارة سيادية فقبل وترك المجلس الأعلى في موقفه المخالف للسيد المالكي آنذاك والتحق بدولة القانون ... سئلته ولكن لم تعطوه وزارة سيادية؟ قال عندما اللتحق بدولة القانون انتهى الأمر وقع الفأس في الرأس ومن الصعب عليه العدول فقبل بوزارة النقل رغم شعوره بالاجحاف وضحك الشاهبندر لم يستطع ان يخفي من نبرات صوته انه ساهم في اللعب على العامري في جذبه بطريقة ماكرة من المجلس الأعلى إلى دولة القانون ،، هنا انتهت رواية الشاهبندر ،،، بعد نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة حصلت منظمة بدر على اكثر من عشرين مقعد ضمن مقاعد دولة القانون ،، وبائتلاف السيد عمار الحكيم مع السيد مقتدى الصدر استطاعوا ان يسحبوا البساط من تحت أقدام السيد المالكي في تشكيلهم الحكومات المحلية في اكثر من محافظة،، ولم يحصل حزب الدعوة بقيادة السيد المالكي الذي حصل على اكثر من عشرين مقعد ضمن ائتلاف دولة القانون،، لم يحصل الحزب إلا على محافظة واحدة بالمناصفة مع كتلة المواطن ،، وبهذا سيكون كتلة دولة القانون خارج الحكومات المحلية في كثير من المحافظات .. أما السيد عمار الحكيم بمقاعده الثلاث والستين هو الفائز الوحيد في انتخابات مجالس المحافظات اذا وزعنا المقاعد على الأحزاب وليس على الائتلافات سيكون نصيب المجلس الأعلى اكثر من ثمان وخمسين مقعد بخلاف بقية الأحزاب والقوى التي لا يتجاوز عدد مقاعدهم العشرين .. فاستطاع السيد عمار بذكائه السياسي وحنكته في التعامل مع الأحداث بسياسة مسك العصئ من الوسط ان يكسب الشارع وينهض بالمجلس الأعلى بهذا الفوز ، هل اتعض السيد العامري ؟ لا للأسف ففي تصريحه الأخير للإعلام وهو يقول،، ان الحكومات المحلية التي شكلت الان سوف تواجه العديد من المشاكل وسوف لن تستطيع ان تقدم الخدمات .. هذا تصريح المهزوم ،، مقابل تصريح السيد عمار الحكيم الذي يقول علينا ان نشرك الجميع لتقديم افضل الخدمات وهذا تصريح المنتصر المتواضع ، .. أما ان الأوان للسيد العامري ان يعود إلى عشه بدل الصوصوه في أعشاش المهزومين بغرورهم .. سئلت السيد العامري عندما التقيته في لندن قبل شهور سؤال عارض يشغل ذهن الكثير من المتابعين للشأن العراقي قلت له هل صحيح ان حزب الدعوة بدأ بالتمدد داخل أروقة الدولة من خلال تعيين الكثير من الحزبيين في مواقع مهمة داخل مؤسسات الدولة؟؟ أجابني ضاحكا قال لو حزب الدعوة لديه مثل هذا المشروع لقيادة الدولة لكنت اول من ينتمي لهذا الحزب .. لاادري لماذا السيد العامري يبقي نفسه في جبهة هو نفسه لايؤمن أنها الجبهة الرابحة .. فمن هو الرابح العامري أم الحكيم أم قبلة الشاهبندر..