قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين – 14- التوبة -
أذا مالقونا لقيناهم ...ودناهم مثل مايقرضونا
في العراق تراكمات كثيرة على الصعيد السياسي وألآمني , وما حدث في الموصل ومناطق أخرى لايمكن أعتباره بسبب تلك التراكمات حصرا , ولكنه نتيجة الفوضى المتعمدة التي زرعها المحور الصهيوتوراتي في المنطقة جاعلا من الجماعات التكفيرية ألآرهابية أداة لتلك الفوضى التي يراد منها تفتيت المنطقة , وعندما نأخذ هذا البعد بعين ألآعتبار لايعود مناسبا منطقيا أن نعتبر ماحدث في الموصل هو بسبب الخلافات السياسية , فالخلافات السياسية موجودة في كل دول العالم , ولكن ماحدث هو موجة من ألآرهاب الطائش الذي ينتهز الفرص ليتمدد بشكل عشوائي متخذا من النعرة الطائفية مبررا , ومسقطا تلك التبريرات على خانة الحقوق وهم مما لايعرفون حقا لغيرهم ولا حرية لسواهم , ولذلك رأينا عصابات ألآرهاب التكفيري تصدر مايسمى " ميثاق المدينة " وفي هذا الميثاق الذي سبقه أطلاق تسميات ونعوت على مدينة كربلاء المقدسة والنجف ألآشرف , فيقولون " كربلاء المنجسة " و ألنجف ألآشرك " مما يكشف عن عقليات ونفوس لاتنتمي لشريعة ألآسلام ولا لسوية ألآنام وهم بذلك يذكروننا بمن خرج على أهل السنة والجماعة وخالفهم في " 15" فتوى ذلك هو الذي تنابز بألآلقاب وهي حرام وسمى العلامة أبن المطهر الحلي بأبن " المنجس " وسمى كتاب " منهاج الكرامة " بمنهاج الندامة " ؟ هذه ألآخلاقية هي التي كانت وراء فتوى " عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة " في القرن الثامن الهجري , وهي وراء فتاوى ودعاوى " التهميش " التي لاتستند الى حجة شرعية أو قانونية بمقدار ماتستند الى المال الخليجي الذي أصبح فتنة عند النفوس المريضة كما كان مال قارون فتنة لمن حوله حتى لقى حتفه " فخسفنا به وبداره ألآرض " أن ألآرهباب التكفيري لاعلاقة له بالخلافات السياسية لا بالعراق ولا بسورية ولا باليمن ولا بليبيا وتونس وأفغانستان وباكستان , وأنما هو سلوك منحرف يتخذ من العقيدة أسما وعنوانا بلا مضمون ثبت ذلك عبر ما قامت به هذه العصبات من تدمير وخراب للممتلكات وذبح وقتل للآبرياء وهتك للآعراض , ومصادرة للحقوق والحريات ففي ميثاق المدينة المزعوم الذي أصدرته العصابات ألآرهابية في الموصل والذي يفرض النقاب على النساء في الوقت الذي يقومون فيه بأغتصاب النساء وأنتحار بعض النسوة في الموصل سيظل عارا ليس على هذه العصابات لوحدها وأنما على الذين يمولونهم بالمال وهم أهل الخليج وفي مقدمتهم عائلة أل سعود وعائلة أل ثاني في قطر ومن يمدهم بالسلاح وفي مقدمتهم أمريكا وفرنسا وبريطانيا ومن يسهل دخولهم مثل تركيا وألآردن ومن يتولى علاجهم في مستشفياتهم وهي أسرائيل , ثم أن التكفيريين ألآرهابيين وجدوا وأنتشروا قبل التغيير ألآخير في العراق عام 2003 وهم لايؤمنون بألآنتخابات ولا بالديمقراطية والتعددية , وعلى هذا فليس من الصحيح تبرير أفعالهم الشنيعة وأعمالهم الفضيعة بمبررات سياسية , فهؤلاء عطشى للدماء ولا ينفع معهم حوار كما قال الشاعر :-
فألفيته غير مستعتب .. ولا ذاكرالله ألآ قليلا
وكما قال ألآخر :-
كيف نومي على الفراش ولما .. تشمل الشام غارة شعواء
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي ..عن خدام العقيلة العذراء
ومن هنا فنحن نريد للحشد الشعبي الذي أستجاب لفتوى المرجعية التي عبرت عن مشاعر العراقيين كافة دون تمييز طائفي ولا مذهبي ولا عنصري أثني وخاطبت فيهم حميتهم وغيرتهم الوجدانية وحركت فيهم المشاعر الوطنية لمؤازرة الجيش العراقي وقوى ألآمن الداخلي , ولآن العراق يعاني من فساد كبير مالي وأداري , ولهذا الفساد أمتدادت في الآجهزة الآمنية والعسكرية والمدنية , ومن المناسب أن نعمل من خلال هذا الحشد الشعبي على تغيير مواقع الفساد , واعادة تنظيم المؤسسة الآمنية " الداخلية " و" العسكرية " الدفاع " والمؤسسات المدنية " كافة الوزارات " مع تغيير مواقع المراتب الخاصة " مستشارين , سفراء , مفتشين عامين " محافظين " رؤساء مجالس المحافظات " ولا يكون التغيير حقيقيا ومنتجا مالم يتم أستقدام العقول والكفاءات والخبرات التي تستطيع بنظرها الثاقب ومساندة الجمهور لها من العمل على تغيير بعض مواد الدستور مثل " المناطق المتنازع عليها " و مثل " الصلاحيات المشتركة بين المركز وألاقاليم " ومثل " دستور ألآقليم منذ عام 1992 ومثل منح الجنسية لآبن غير العراقي من أم عراقية , أن أعادة تنظيم الجيش والمؤسسة الآمنية من أهم مطالب الحشد الشعبي وهذه هي الفرصة الحقيقية للتغيير .
مقالات اخرى للكاتب