هو ليس تساؤل مقدم للعصابات الإجرامية والتكفيرية من اجل تحديد المناطق والدوائر والهيئات التي في النية استهدافها كما ان هذا التساؤل ليس من اجل اتخاذ الاحتياطات والإجراءات الاحترازية من قبل الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة لغرض وقف هذه الاعتداءات او التقليل من شدتها او الحد من أثارها.إنما هو تساؤل يبعث على الحزن والأسى وينبأ عن حالة من الإحباط والحزن لما آل إليه حال العراقيين وما وصل اليه الواقع الأمني من انحدار وتخبط في ظل الهجمات اليومية الدامية بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة والأسلحة الكاتمة والتي تتسبب باستشهاد العشرات وإصابة المئات يوميا دون ان يرف للحكومة جفن او يكون لها موقف حازم اتجاه هذا الوضع المأساوي والذي ادى الى تزايد الشجب والاستنكار وتصاعد موجة الاحتجاجات والرفض لهذا الواقع المتردي بل وصل الامر الى حد توجيه بعض العشائر انذارا الى الحكومة بانها ستتدخل وستحمي أبنائها اذا ما استمر عجز الحكومة واجهزتها الامنية ومثل هذا الانذار يمثل اضعف حلقات الدولة وغياب هيبتها وسطوتها . وربما يسجل الاعلام هذه الايام ردات فعل خجولة من قبل البرلمان ومن قبل لجنة الامن والدفاع تحديدا في شجبها واستنكارها للتردي الامني السريع وتحميلها المسؤولية لراس الهرم الامني وتأكيدها على غياب الرادع والرقيب وتاشيرها لحالة الخلل بسبب الاستمرار على نفس الخطط البائسة "هذا اذا كانت هناك خطط فعلية "الا ان الواقع يقول ان عمل جحافل الجيش والشرطة يقوم على مبدا حسن الظن او كل يعمل على هواه لهذا لا نستغرب صولات وجولات العصابات الارهابية والتكفيرية وعدم توقفها عند حد او هدف معين بل ان كل الاهداف سهلة وفي مرمى بصر وقدرة المجاميع المسلحة وهذا ما يمكن التاكد منه من خلال تنوع الاهداف والخطط وتبدل اوقات التنفيذ واذا ما دل هذا الفعل على شيء انما يدل على ان المبادرة بيد العصابات والمجاميع المسلحة وليست بيد القوات الامنية وجحافل الجيوش بل ان الجيوش عادة ما تكون هدفا للمجاميع المسلحة وهي حالة غريبة وعجيبة لان المنطق يقول ان الجريمة دائما ما تحدث في الزوايا المظلمة والبعيدة عن عين الرقيب لكن ان يكون الجيش هدفا للعصابات والمجاميع المسلحة فهذا يمثل قمة الاستخفاف بهذه الجحافل وهذه الجيوش،وربما تكون هذه الجيوش ضحية غباء وجهل ولا ابالية القيادات الامنية الا ان هذا لا يلغي حقيقة ان سمعة المؤسسة العسكرية وصلت الى الحضيض . ان مقدرة العصابات الاجرامية في الوصول الى اهدافها بيسر وسهولة واختيار الاوقات التي تريدها يبطل السؤال في من هي الجهات التي سيتم استهدافها من قبل المجاميع الارهابية والعصابات الاجرامية في الايام المقبلة بمعنى ان بامكان العصابات الاجرامية الوصول الى اي هدف دون صعوبة او معرقلات وفي اي وقت وزمان لهذا فان الاهداف القادمة للمجاميع الارهابية هي الحياة في كل مكان وزمان اما الجيش والشرطة فهم من ضمن الاهداف المطلوبة وعليهم اما الدفاع عن انفسهم او القبول بالقضاء المحتوم.
مقالات اخرى للكاتب