تعاني اغلب الانظمة العربية الادارية من تدهور وخلل كبير في الانتاجية ..وذلك بسبب جملة من العوامل السلبية المقصودة ناهيك عن غير المقصودة..
ونقصد بالمقصودة هنا..جملة العوامل المتسبب فيها العامل البشري عن قصد ..لخدمة مصالح شخصية بحتة..
ففي حين يتعبر الجهل والكفاءة النسبية لتحمل ظغوط العمل وضعف الخبرة من العوامل الغير مباشرة..نجد ان الواس
طة والمحسوبية تعتبر من العوامل المقصودة والمباشرة لاعاقة العمل الاداري الابداعي وتدهور الانتاج..
وعلى المستوى الاداري العربي (المحلي والاقليمي) واقعيا وافتراضيا ايضا..نجد ان المحسوبية والواسطة تنتشر كانتشار النار في الهشيم..وذلك عن طريق استغلال العلاقات الاجتماعية من اجل تمرير الاهداف والحصول على مواقع وظيفية ومناصب ادارية غير فاعلة اصلا..
المشكلة لا تنحصر في دولة او اقليم بحد ذاته..بل نكاد نجزم ان هذا النوع من الفساد الاداري يكاد يكون موجودا و مشاهدا في كافة انحاء مناطق العمل هنا وهناك ..
ويمكن لنا تعريف المحسوبية بأنها اسناد العمل الوظيفي لشخص لا يستحقه ولا يتناسب مع امكانياته وخبراته بسبب توصية معينة من شخص ما او واسطة لتبادل المصالح ..وينتج عن هذا كما قلنا سابقا..تدهور في الانتاجية وضعف في الاداء وغياب الجو الابداعي عن بيئة العمل..
اطراف مشتركة في جريمة الفساد الاداري
1.الشخص الموصى له -
وهذا يعتبر شخصا انانيا منافقا همه الحصول على المنصب بغض النظر عن النتائج المترتبة على ذلك..فالمردود المادي والبرستيج الاداري هو ما يطمح اليه بالطبع..بغض النظر عن المعيار والاداء..
2.الشخص الموصي- مصدر التوصية والواسطة
وهذا الشخص فاسد اداريا -اناني الطبع-تغلب عليه المصحلة الفردية في الاساس-وكونه قد اصدر توصية بتوظيف شخص ما فانه يبحث عن مصالحه الخاصه عن طريق ذلك الشخص الذي سوف يقدمها له كهدية وكعرفان بالجميل ورد المعروف!!!
3- الشخص صاحب المنشأة -المدير-
وهذا هوالشخص الملام اساسا في الموضوع اكثر من غيره. فهو يعلم تمام ان الشخص اياه ليس كفؤا ولا مؤهلا لاحتلال ذلك المنصب..ومع ذلك يقبل التوصية ويمررها لاجل ارضاء كافة الاطراف في العلاقة وخصوصا الطرف رقم 2 ..دون اي اعتبار للمصلحة العامة ..او مستوى الانتاجية والاداء المؤسساتي..
النتائج المترتبة على هذا النوع من الفساد والمحسوبية الادارية
ارتفاع مستوى الخلل الاداري
تدهور مستوى الكفاءات
تكرار الاخطاء وممارسة العمل بالشكل الغير صحيح
تدهور العلاقات بين الموظفين من جهة والادارة من جهة اخرى
غياب الجو الابداعي النظيف وانعدام مستوى الكفاءة الشخصية والجماعية
استمرار التعايش البيني بين الموظفين والادارة على اساس من النفاق والمجاملات والكذب
قد يبرر البعض حدوث مثل هذه الاشكاليات بخلل في النظام او عدم وجود نظام عقوبات رادع..لكن وللأسف وكما هو متعارف علية في الانظمة العربية..فان تلك الانظمة والعقوبات غير معمول بها..الا وقت الضرورة القصوى..وذلك في حالة تدقيق خارجي محايد او ايجاد كبش فداء لتغطية مثل هذه العمليات..
النتيجة النهائية..
تدهور مستمر في الانتاجية..ازدياد البطالة المقنعة الى جانب البطالة الفعلية..استغلال الموارد والمرافق للصالح الشخصي والجماعي البيني فقط مع هدر عام واستغلال الفرص لصالح فئة معينة بحد ذاتها..