منذ سقوط النظام السابق عليه اللعنة قمت و عدد من إخواني المثقفين بكتابة مواضيع بيئية قصيرة عن الوضع البيئي المخيف و كان أغلب ما تحدثنا عنه هو التلوث البيئي الناتج عن الحروب التي خاضها العراق حيث حتى هذه اللحظة لا نعلم كمية الأسلحة الفتاكة التي القيت علينا و كالعادة كل جهدنا ذهب هباءا منثورا بل أن عدد من الصحف و المجلات باتت لا تنشر ما أكتبه لأن المواضيع البيئية لا تجلب القراء المتعطشين للمواضيع السياسية و للخطاب الثوري فقط لا غير و ها هي عشر سنوات قد مرت بلمح البصر و ما نراه و نطلع عليه لا يمكننا تخيله و تصوره لأننا نعيش كارثة بيئية حقيقة و دعوني أذكر بعض المعلومات على شكل نقاط مختصرة فالسواد الأعظم من مناطقنا السكنية تطفو على مختلف أنواع النفايات و يوم بعد يوم تزداد و تتكاثر و لا يوجد حل يفعله أفراد المجتمع إلا و أن يقوموا بحرق مختلف أنواع النفايات و للأسف هذا الحل لا يحل المشكلة فالنفايات يجب أن تجمع و يتم تصنيفها و التخلص منها وفق طرق معروفة ولا أريد أن أتحدث عن موضوع تدوير النفايات لأنه من سابع المستحيلات أن يتحقق على أرض الواقع أما ثروتنا المائية فأنني اتحدى أن أجد منطقة على سبيل المثال في عاصمتنا بغداد بأكملها تمتلك شبكة مجاري كاملة و جديدة فكل الشبكات عندنا قد عفا عنها الزمن و هي من أحد أسباب هدر الماء النظيف و ازدياد الأمراض المختلفة لأن الماء النظيف الصالح للشرب يندمج مع المياه الوسخة الملوثة و لن أوجه انظاري إلى موضوع السدود المائية فالقارئ الكريم يعرف أين ذهبت مياه أمطارنا و كيف أننا لم نستفد منها بأي شيء يذكر رغم أننا نعتبر من الدول الفقيرة مائيا في وقتنا الحاضر أما أرضينا فالتصحر يزحف كمرض السرطان داخل جسد وطننا و أصبحت المناطق الزراعية الكبيرة قليلة جدا أو تحولت إلى سكنية لأن القطاع الزراعي غير مدعوم بتاتا و كذلك هناك مناطق شاسعة تحتضن الألغام الأرضية و تكاليف و جهد نزع الألغام ليست بالقليلة ولكنني لم أسمع الحكومة أبدا تتحدث عن هذا الموضوع رغم أن هناك ضحايا كثر من الأبرياء قد ماتوا جراء إنفجار لغم عليهم و في أحسن الأحوال يفقدون جزء مهم من جسدهم كايديهم أو ارجلهم و هناك الالاف القصص المعروفة لضحايا في المحافظات الجنوبية أو في إقليم كوردستان أما هواءنا فلم يتأثر كثيرا بالكارثة البيئية حيث أنه ملوث برائحة ادخنة المولدات الكهربائية و ادخنة السيارات و روائح النفايات المقززة فقط لا غير و في جعبتي الكثير عن حجم الكارثة البيئية التي نعيشها و نتحملها كل دقيقة و لكن ما فائدة المقالات و المواضيع و الدراسات و الندوات و حكومتنا مشغولة بالملف السياسي و الصراع بين الكتل و الحرب الاعلامية .
مقالات اخرى للكاتب