التوقيع على العهود والمواثيق لا تعني شيء إذا لم تتهيء الأرضية الخصبة لذلك من خلال إظهار النوايا الحسنة الحقيقية التي تريد الخير لجميع العراقيين ، مع رفض كل الأعمال والأفعال والتصريحات التي تؤدي الى خلق التوترات والإزمات ، أما توقيع المواثيق المعنونة بأحلى وأجمل وأرقى العناوين من شرف وكرامة وعزة وغيرها من الكلمات التي تتمتلئ بها لغتنا الجميلة فأنها لا تنفع ولا تضر مع الإصرار الكبير لبعض الفرقاء على إظهار كل أنواع الكره والبغضاء والطائفية ورفض الأخر وما التصريحات المستمرة للعلواني في التعدي على أكبر مكونات الشعب العراقي وهم الشيعة إلا أكبر دليل على هشاشة العلاقات والمرتكزات ما بين السياسين العراقيين ، فألذي صرح بهذه التصريحات أظهر ما يبطن من حقدٍ وكره ورفض ٍللتعايش مع المكون الأكبر وهم الشيعة ولكن الذين أبطنوا ما أظهر العلواني أكثر بكثير وهذا يظهر من خلال ردود الفعل الخجولة والقليلة التي خرجت تندد بهكذا تصريحات بل بعضهم جعل نفسه في غفلة من الأمر بل شكك بحقيقة التصريحات عندما صرح رئيس البرلمان النجيفي بأنه يرفض هذه التصريحات ولكنه لم يسمعها ولم يتأكد من قائلها ؟؟؟؟ إذا كان رئيس أكبر سلطة تشريعية يجعل نفسه في غفلة وعدم متابعة الحياة السياسية العراقية من خلال عدم متابعة التصريحات والخطابات التي تصدر من منصات وساحات المظاهرات للمكون السني الذي يمثله ، وفي المقابل فالمواطن العراقي العادي قد رأى بأم عينيه وسمع بأذانه خروج هذه التصريحات من الشفاه الطائفية المهددة بالإجرام للعلواني ، فهكذا مسؤول أن وقع أو لم يوقع على وثيقة الشرف فألأمرعنده سيان لأنه لا يكترث بل يحمي أصحاب الخطاب الطائفي من الملاحقات القانونية عندما يشكك بصدورها وحقيقتها ، فإذا كان رئيس البرلمان العراقي هذا هو مستواه فكيف سيكون الأخرون الذين سيوقعون على هذه الوثيقة ، كثرت الوثائق لاتعني شيء بل تزيد من الأمر تعقيداً وأنحطاطاً ، ولكن الأمر المهم هو تهيئة الأرضية الصالحة لهكذا مبادرات لكي تنجح وتؤسس لحياة ساسية صحيحة ومتينة لكي ينطلق العراق الى العالمين العربي والدولي بشكل قوي وواثق من نفسه ، وهذه الأرضية تعتمد أعتماداً كلياً على الدستور وأحترام القانون ومن ثم القضاء ، فبدون هذا الأحترام لهذين المؤوسستين وتنفيذ كل بنود الدستور وكذلك الأوامر القضائية فكثرت الوثائق والإتفاقيات مضيعة للوقت بل تعتبر مضحكة على الشعب العراقي ، لأنها تجعله يعيش في مستقبل غير حقيقي وبعيد كل البعد عن الواقع ، فالمبادرة الحقيقة و وثيقة الشرف الرصينة هي الدستور الذي صوت عليه الشعب العراقي ، فهذه الوثيقة الوحيدة التي يجب أن يوقع عليها ساستنا ويحترمون كل بند فيها ، لكي يجعلوا العراق يعود سريعاً الى وضعه الطبيعي في كل المجالات ، وبدون الأعتماد على الدستور واحترام كل بنوده فلا تنفع وثائق الشرف التي سيوقع عليها السياسيون وهم ممثلي الشعب ووكلائهم ، لأن أغلب الشعب العراقي قد وقع على وثيقة الدستور وهم الذين وكلوا السياسين في تمثيلهم ، فما على السياسين إلا العمل بهذا الدستور وأحترامه والعمل وفقاً لمحتواه ، فإذا كانت هناك وثيقة شرف حقيقية فهي الدستور الذي وقع عليه من وكل السياسين وجعلهم يتصدون للعمل في الحياة السياسية ، فإذا لم يحترم السياسيون أهم وثيقة شرف قد وقع عليها الشعب العراقي فهل يحترمون وثيقة شرف عملها خضير الخزاعي فهذا يخالف المنطق والعقل ، فإذا كانت هناك نوايا صادقة عند السياسين في إنجاح العملية السياسية والمحافظة عليها من كل التهديدات عليهم أن يتجهوا الى الدستور ويعملوا به ويحترموا القانون وينفذوا كل الأوامر القضائية عندها ستنجح العملية السياسية ويسعد الشعب العراقي كثيراً لأن السياسين قد أحترموا تواقيع شعبهم التي وقعوها على وثيقة الشرف الأولى ( الدستور ) .
مقالات اخرى للكاتب