السلام عليكم ورحمة الله
هناك من يعترض على الاية الكريمة(لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ-;- وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰ-;-لِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ-;- وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ-;- وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ) ويعتبرها تشجيع على الكذب,اواقرار وموافقة وحث من الله سبحانه وتعالى للمسلمين على اعتماد الكذب منهج حياة
بينما الامر ليس كذالك,فالاية واضحة كل الوضوح, حيث جعلت هناك قاعدة عامة وهي عدم التقوى والكذب اذا اعتبرنا التقوى تعبير عن الكذب وعدم مرآءة, اذا اعتبرنا التقوى تعبير عن المرآءة, وعدم النفاق ,اذا اعتبرنا التقوى صورة من صور المنافقة, وجعلت هناك استثناء , من القاعدة الاساس وهي عدم التقوى
لماذا جعل الل سبحانه وتعالى في كل قاعدة استثناء وهذا ليس الاستثناء الوحيد
ففي فريضة الحج وهي فرض على كل مسلم ومسلمة جعل الله فيها استثناء( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)
القاعدة الحج مفروض على كل مسلم وكل مسلمة بالغين عاقلين 
الاستثناء من لايمتلك الاستطاعة لاحج عليه(الاستطاعة المادية والجسدية)(من استطاع إليه سبيلا) بمعنىالذي لايملك الاستطاعة ليس عليه حج)
في الزكاة استثناء
القاعدة الزكاة مفروضة على كل مسلم
الاستثناء من لايمتلك النصاب المالي لازكاة عليه(يعني الفقير ليس عليه زكاة)
في الصيام استثناء
القاعدة الصيام مفروض على كل مسلم
كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
الاستثناء
ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من ايام اخر
وعلى الذين يطيقونه,فدية اطعام مسكين( يعني الذي لايمتلك القدرة على الصيام وحتى لو لم يكن مريضا ولم يكن على سفر, ليس عليه صيام)
في القتال استثناء
القاعدة (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)
الاستثناء( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم )
في الصلاة استثناء
القاعدة: الصلاة قيام وركوع وسجود(إِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُم [النساء:103
الاستثناء في حالة عدم القدرة الجسدية يجوز الصلاة جلوسا او في حالة النوم
وفي الوضوء استثناء
القاعدة الوضوء بالماء(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ-;- وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ-;-)
الاستثناء التيمم.(وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ-;- أَوْ عَلَىٰ-;- سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ-;- مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰ-;-كِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
بعد الممارسة الجنسية
القاعدة الاغتسال بالماء
الاستثناء التيمم(في حالة عدم توفر الماء او في حالة المرض)
فكل شيئ في الاسلام قائم على اساس القاعدة والاستثناء
في المحرمات
القاعدة التحريم المطلق({حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ‏} [سورة المائدة:
الاستثناء الاباحة في اكل المحرمات اعلاه حال الاضطرار التعرض للموت جوعا في ازمان المجاعات والقحط والجدب
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [البقرة:173]، 
لماذا شرع الله لكل قاعدة استثناء
لان البشر ليس سواسية او متشابهين او متماثلين بالقدرات على مختلف صورها(الجسدية والمادية وغيرها من صور التشابه والاختلاف بين انسان واخر)
فالله سبحانه وتعالى راعى كل تلك الفوارق بين انسان واخر وجعل مخرجا للضعفاء والفقراء والعاجزين من القواعد العامة الاساسية حتى لايثقل كاهلهم ولايحملهم ما لايحتملون
هذا هو العرض من الاستثناء في اللجوء الى التقيا فقط في حالة عدم القدرة على رد الاعتداء
كما ان المسيحة انتبهت الى هذا الامر وجعلت فيه قاعدة واستثناء:
فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم، لأن هذا هو الناموس/ الايه رقم12 الاصحاح السابع
النص الثاني:
غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً- (رسالة الرسول بطر الاولى الاصحاح الثالث الفقره 9
وعن التقيا في المسيحية ايضا
مت 5 :25 كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضي و يسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن (لماذا حتى لايلقيك في السجن اذا الغاية من هذا النص التقيا)
فلاتقيا في الاسلام على المسلم الذي يمتلك القدرة على الرد(التقيا استثناء وليست قاعدة)
فما العيب والخلل في اتباع نهج التقيا للمسلم الضعيف الفقير المسكين؟ الذي لاحول له ولاقوة
ناتي الى الحديث النبوي الشريف( اذا بليتم فاستتروا)
هناك اقرار في هذا الحديث ان هناك امور في البشر خارجة عن قدراتهم أبتلاهم الله بها(نوع من الاختبار من الله ومنها على وجه الخصوص الغرائز وخاصة الجنسية, ارتفاع الهورمونات لدى البعض عن النسب الطبيعية وحالات الادمان على المسكرات والمخدرات)
لااحد سواء كان مسلم او مسيحي او يهودي او بوذي او ملحد) يقبل بالانفلات الاخلاقي
فنجد في الغرب لايسمح من كان في حالة سكر شديد بقيادة مركبة ما(تفاديا للحوادث التي قد تضر به وبالاخرين)
ولايسمح للدعارة بشكل مكشوف وعلني( فهناك لديهم دوائر تطارد و تعتقل المومسات خلال عملهن العلني) وحتى هناك ازدراء غير معلن للعري لديهم في الاماكن العامة لذا تجدهم خصصوا منتجعات معزولة للعراة ولمن يرغب بالتعري) وتحارب صلات القمار وتغلق ويعاقب مهربي المشروبات الكحولية, ويطارد ويعاقب مهربي المخدرات, اليس هذا نوع من الرفض لكل هذه الظواهر, وهناك مصحات لمعالجة الادمان على المسكرات وعلى المخدرات, اليس هذا نوع من الرفض لتفشي هذه الظواهر؟
ولكن كل شيئ مخفي ومستتر لااحد يحتك به. لناتي لناقش هذا الحديث عمليا حتى نتوصل الى حقيقة انه لاضير من هذا الحديث
شخص ابتلي بالادمان على شرب الكحول
ما الافضل ان يشرب الكحول في بيته وبعد ان يثمل (يلف رأسه وينام) ولامن شاف ولامن درى
ام يذهب الى الحانات خارج بيته, وتعلمون ماذا يفعله الثمل, لاحاجة لان اوضح لكم الامر
وقيسوا على باقي الابتلائات الاخرى, مانريد نوضح اكثر فهمكم كفاية
فما الضير من التستر اذا ابتلي احد, يعني لازم اشهار واعلان وتفاخر بما ابتلي به البعض, وسبق ان تناولت هذا الحديث في المقال( واذا بليتم با المعاصي فاستتروا)http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=322768 لمن يرغب بالمطالعة
ولكم التحية الاعزاء القراء