زيارة الأربعين نعمة من نعم الله على شعب العراق لما تحتويه هذه الزيارة من بركات وفوائد جليلة في الدنيا والآخرة ، هذه الزيارة التي حيرت القلوب وأذهلت العقول وأذهبت بالجنان بما تتضمنه من فيوضات الهية يعيشها كل شخص يشترك بها إن كان ماشياً أو خادماً أو متابعاً ، وهذه الفيوضات يتلمسها كل إنسان إن كان مشاركاً أو متابعاً نتيجةً لأشراقاتها المنعكسة من تصرفات وكلمات وحركات وأخلاق كل مشارك في هذه الزيارة المليونية العظمى ، هذه الفيوضات التي جعلت الأجواء التي يعيشها الزائرون والمشاركون في الخدمة بالأجواء الملائكية التي يندر وجودها في قاموس حياة البشرية اليومً ، فهذه الأخلاق التي لا توصف ، يتعامل بها جميع المشتركون في الزيارة كأنك تمشي أو تتعامل مع ملائكة تمشي على الأرض ، وهذه الصفات الحميدة التي يتجسد بها المشاركون من كرم وتواضع وشجاعة ونكران ذات وحلم وجميع الصفات الملائكية الجميلة ، هذه الأجواء التي يعيشها المؤمنون في فترة أسبوعين تقريباً من كل عام هبة من الله سبحانه وتعالى بل هي نعمة كبرى أنعمها الباري علينا ليدخلنا دورة في الأخلاق الحميدة بل الحياة الفاضلة التي بدأت تنقرض بل تنتهي من جميع المجتمعات وخصوصاً مجتمعاتنا ، فهذه النعمة الجليلة التي تغمرنا أيام زيارة الأربعين علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى عليها ، وأفضل شكر نقدمه لله سبحانه وتعالى هو الالتزام بل الاستمرارية بالتعامل بهذه الأخلاق خلال حياتنا اليومية فهذا خير شكر وامتنان للمولى عزة قدره نقدمه اليه ، حيث المولى عزة قدره يقول ( لئن شكرتكم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) ومن خلال هذا الشكر الذي نقدمه لله سبحانه وتعالى فإنه سوف يغمرنا بفيوضاته ونفحاته التي ستغمرنا وسنعيش من خلالها في حياة سعيدة بما للكلمة من معنى ، وإذا لم نستفد من أخلاق زيارة الأربعين وآدابها و دروسها الجليلة وتمر هذه الزيارة بدون أي تأثير في المجتمع ويبقى المشاركون والمشاهدون على أخلاقهم وآدابهم فهذا يعني تمر هذه النعمة ولا يرافقها ولا يتبعها الشكر ، وهذا الأمر يثير علامات الاستفهام والتخوف من المستقبل من خلال زوال النعمة التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا ، بالإضافة الى عدم التأثر بثورة عاشوراء الكبرى التي انطلقت بأول كلمات من سيد الشهداء عليه السلام (للإصلاح في أمة جدي لأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) ، فأين الإصلاح الذي تقوم به هذه الثورة العظيمة في المجتمع من خلال زيارتي عاشوراء والأربعين إذا لم يتأثر المجتمع ويأخذ من أخلاق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، لهذا على كل مؤمن يخاف من زوال النعمة عليه أن يشكر الله سبحانه وتعالى من خلال التمسك بأخلاق أهل البيت عليهم السلام ، ونشاهد ونعيش هذه الأخلاق بشكل عملي في زيارة الأربعين من كل عام .
مقالات اخرى للكاتب