في البداية يجب ان نعلم ان المواطنة هي صفة نطلقها على اي انسان يلتزم بالواجبات ويتمتع بالحقوق ضمن الرقعة المكانية التي يولد او يعيش فيها , بغض النظر عن انتمائه القومي والعرقي والمذهبي وبصرف النظر عن ميوله الفكرية والايديولوجية والسياسية . وهذه المواطنة هي صفة ملازمة كلياً للدولة المدنية , فلا دولة مدنية بدون مواطنه حقيقية والعكس صحيح ايضاً وهذه المواطنة لا تتحقق إلا في ظل دولة مدنية وديمقراطية تعددية ودستورية تصون وتحفظ كرامة المواطن وتضمن له حرية اتجاهاته الفكرية في شتى المجالات , وتضمن له العيش الكريم وعند تحقق هذا التلامس والتلاحم بين الدولة والمواطن يكتمل حب الوطن ويعمق الاحساس بالإنتماء له , هذه هي المفاهيم ألأكاديمية والأسس الصحيحة التي درسناها وتربينا عليها ولكن لعل العراق هو حالة استثنائية ضمن هذا المفهوم فكل الاوطان تخدم الشعوب إلا في العراق دائماً وابداً المواطن هو الذي يخدم ويضحي وهذا ليس منًة او حسنه نتباهى بها بل هو للأسف دليل قصور واضح في سياسة الحكومات المتعاقبة التي حكمتنا والتي قليلاً ما تراعي حقوق الشعب. ونحن نعذر الوطن ولكن لا نعذر الحكومات وكنا ولا زلنا نضحي ولكن ليس من اجل أن يتنعم أشخاص على حساب غيرهم نريد ان يكون للجميع دور في بناء وحماية هذا الوطن ونريد منه في المقابل ان يضمد جراحنا ويحتوينا وينقلنا للافضل . فالى متى نبقى نضحي والى متى نتنازل عن ابسط حقوقنا في نفس الوقت الذي ينعم غيرنا من الطبقة السياسية والحاكمة بكل الامتيازات والى متى نبقى نرابط على الحدود وفي جبهات القتال وهم يرابطون على شواطئ ومنتجعات البلدان العربية وألأوربية , والى متى نبقى نتقاسم الخوف والدمار والرعب والفقر فيما بيننا وهم خلف الجدران المحصنة والبروج المشيدة يتقاسمون أحلامنا ويسرقون آمالنا. نناشدك يا وطني ان تنظر الينا كأننا أيتام لأننا لا نملك سواك أباً فنحن لا نملك جنسيتين ! نناشدك يا وطني أن تعطينا حقنا في المواطنة الحقيقية . زينه عادل الشمري
مقالات اخرى للكاتب