أعرب سماحة الشيخ حسن الصفار عن الأسف حيال المجتمعات المتدينة "التي باتت الصراعات داخلها أشد وأقسى منها في المجتمعات الأخرى" مرجعا سبب ذلك إلى التلطي خلف غطاء الدين والمبررات الشرعية. واستخدام الدين سلاحاً في معاركهم البينية.
وقال سماحته في خطاب القاه مساء الخميس 16 ربيع الأول 1438ﻫ الموافق 15 ديسمبر2016م في احتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في مسجد الرسالة في القطيف ان بعض المجتمعات المتدينة أصبحت مثلا سيئا للتنافر بدلا من أن تكون نموذجا للتقارب والتآلف والمحبة.
ومضى يقول ان المتدينين المتطرفين في داخل الأمة باتوا يتفننون في استثارة بعضهم بعضا "فكل جهة تبحث عن ما يغيظ الجهة الأخرى" ومن ذلك تمثيل بعضهم مشاهد بشعة في الاحتفال بفرحة الزهراء بزعمهم.
وتسائل سماحته "وهل تفرح الزهراء بتفريق أمة أبيها.. والتحريض على شيعتها".
وأضاف أن هذه الممارسات السيئة تأتي على خلاف تعاليم أهل البيت التي جاء فيها "حببونا إلى الناس وحببوا الناس إلينا" ومنها أيضا "رحم الله من اجتر مودة الناس إلى نفسه وإلينا".
وحذّر الشيخ الصفار من هذه الممارسات التي اعتبرها مبالغة في استفزاز الآخرين وتصب الزيت على نار الفتنة "وكأنه لا ينقص الأمة والمنطقة شيء إلا مثل هذه المشاهد والأعمال السيئة".
ومضى يقول ان التشريعات والقيم الدينية تؤكد تأكيدا مشددا على العلاقات السليمة بين الناس والتي تحترم فيها الحقوق المتبادلة بينهم في أي مستوى أو مرتبة كانوا.
وقال سماحته انه على غرار الأفراد يمكن للمجتمعات أيضا أن تعكس صورة بشعة ومنفرة عن الإسلام كما يفعل المتطرفون الإرهابيون باستهدافهم الأبرياء بعمليات التفجير وسفك الدماء وترويع الآمنين.
الشريعة ترفض العنصرية
وأرجع الشيخ الصفار أسباب التباعد بين البشر إلى أسباب نفسية ومنها تضخم غريزة حب الذات التي تقود إلى مواقف عدوانية تنفر الناس عن بعضهم، وأسباب فكرية متمثلة في الثقافة العنصرية التي توهم بالتفوق على الآخرين من أعراق وطوائف وقوميات.
وأضاف سماحته القول "حينما يعيش الإنسان حالة التعالي على الآخرين ويرى نفسه أفضل ممن هم حوله، هنا تصبح أرضية التنافر قائمة وتغيب الألفة والوئام والانسجام".
وتابع ان من أسباب التباعد أيضا هو اختلال البيئة الاجتماعية التي تقود إلى التنافر والعداء والكراهية بدءا من العيش في أسرة مفككة ووصولا إلى العيش تحت نظام يمارس سياسات الفرقة والتباعد والنفور.
وقال ان الرسالات السماوية انبرت إلى تشذيب الغرائز البشرية والحد من تضخمها وإعادة الإنسان إلى الحالة السوية.
ورأى ان النبي محمد استطاع أن يؤلف بين قلوب الناس من خلال معالجة المشاكل النفسية وإصلاح الفكر وتصويب القوانين والأنظمة السائدة في المجتمع.
مقالات اخرى للكاتب