في رياضة الملاكمة هناك نوعان من الضربات التي تنهي النزال أحداهما الفنية القاضية، ما إن يعلنها حكم المباراة خوفا على حياة الملاكم الأخر حتى ينتهي النزال بفوز الملاكم الأول، لينسحب المهزوم بهدوء، وروح رياضية، ليترك الحلبة، ويفسح المجال للأصلح في الساحة.
كثيرة هي الضربات الفنية القاضية التي ضربت حكومتنا الواهنة التي لاهم لها سوى التمسك بالكراسي، والمناصب خوفا من المستقبل المجهول التي ينتظر اغلب رجالاتها بمختلف مستوياتهم، وعلى جميع الأصعدة المالية، والإنسانية، والقانونية، وغيرها.
للمرة الثانية، تكشف لنا جهات خارجية عملية فساد أبطالها سياسيون مقربين من الحكومة، إن لم يكن أعضائها، بعد أزمة صفقة الأسلحة التي كشفها الجانب الروسي؛ التي قد تكون ورائها أيادي خبيثة، وعميلة بعدم إتمامها،(إذا علمنا إن أغلب قيادات الأجهزة الأمنية، ومستشاري القائد العام للقوات المسلحة هم من البعثيين)، تحسبا لما يحدث ألان في صحراء الرمادي؛ ومقاتلة الإرهاب فآلت بعض الجهات إلى عدم إتمام تلك الصفقة؛ كي لا يكون هناك ترسانة سلاح لدى جيشنا الباسل، بالتالي ليكون ضعيفا، لتكون الدولة غير قادرة على مجابهة الإرهاب.
اليوم؛ إعلامية أردنية الجنسية، فلسطينية المولد تكشف لنا صفقة فساد جديدة، لتكون سهما جديدا في نعش الحكومة بأيامها المعدودة المتبقية؛ مسرح هذه الجريمة هي العاصمة الأردنية، هدفها كالعادة الشعب العراقي لكن أي شعب هذه المرة؟ إنهم فلذات أكبادنا، فلولا رحمة ربي لكانت الصفقة نافذة، وغيبت حالها حال الكثير من حالات الفساد التي نهشت جسد الشعب العراقي، لتضاف إلى الصفقات المشبوهة؛ كالصفقة الروسية، وتهريب فلاح السوداني، ووزير الكهرباء، وغيرها.
هذه الصفقة تعتبر ضربة جديدة لحكومة أقل ما يمكن أن يقال عنها؛ لو كان فيها شخص يخاف الله! ويحب وطنه، وشعبه، لاستقال منها! كما يفعل الآخرين في بلاد الكفر، عندما تقوم الدنيا ولا تقعد، لضرر ما يصيب حيوان مصيره الموت! كيف بأبناء جلدتهم إذن؟ والأدهى من ذلك إنهم يغتالون زهور وطني، لا اعرف ما لفرق بينهم وبين من يفجر الأسواق، والمدارس؟.
لماذا لا تحرك الحكومة ساكنا؟ لماذا لم تستدعي وزير التربية، لتحقق معه؟ لماذا لم يأخذ البرلمان، ورئيسه دوره الرقابي؟ لماذا لم يكن لكتلة الحوار موقفا كموقفها من محاربة داعش؟ فهل من شريف وطني يستقيل أو ينسحب بضربة فنية قاضية؟ قبل أن......!
مقالات اخرى للكاتب