في صحارى الغربة والاغتراب، والتي يغبطنا عليها الكثيرـ وسأقول يحسدنا، ولا اخاف – ثمة ينابيع تفيض بالعطاء، تجعلنا نعيش السبعَ، سبعيناً، "لا كدراً، لكن لحاجتها القصوى الى الكدر"...
أقول ينابيع، واعني ما يرفدنا به روادنا واعلامنا، من "كتائب" اهل التنوير والثقافة والادب، وما اشدهم بأسا من "كتائب" الظلاميين ... فروادنا يحملون القلم والفكر سلاحا للتنوير، واولئكم سلاحهم القتل والدم، تارة على محمل الدين، واخرى بهدف مُدّعى، وبزعم احقاق الحق، والتحرر، ولا احد يدري عن اي حق وحرية يتحدثون ... وهكذا، فنحن ولا فخر"رهن مجتمع يخشى اللصوص، فيذبح العسسا" ...
وضيفنا الكريم اليوم، عبد الرضا على، ولن اضيفَ لقباً يسبق اسمه، او صفة تلحق به... اذ يكفيه ان الاناء ينضح – وقد نَضح- بما فيه: علماً وعطاءً ومنجزاً ثرياً، واسهاماتٍ، فكريةً وادبيةً يصعب حصرها في هذه السطور المعدودات .. ومع ذلك فها بين ايديكم مطبوع، وزعه مركز الجواهري،ضمّ شذرات من بعض عطاءات عبد الرضا علي، وعنه، أعد على عُجالة عاجلة...
ويقيناً فأن الضيف الكريم يستحق الاكثر والارفع مما جوزي به، وحاز عليه من موقع ومكانة، تقديرا لدوره التنويري، ومكانته الالقة في عالم الفكر والادب، على مدى عقود تجاوزت الخمسة... ولكن، مالعمل؟ ... وكيف نطمح ونرنو للاكثر، وها هي حالنا اليوم في "البلد العجيب" حيث تتساوى فيه "الاسفال والقمم" بحسب ابن الفراتين، والذي ربما لخص معاناة وهضيمــــة جمع غير قليل من اقرانه، ومجايليــــه، حين قال في "دجلة الخير" الشهيرة: عادى المعاجم وغدٌ يستهينُ بها، يحصي بها "ابجديات" ويعدوني ...
طبتم زمناَ من جديد... ولن أطيل أكثر في هذا المجلس الحميم، فأن حضر الماء بطل التيمم... وما اسعدنا ان يكون عبد الرضا علي بيننا، مع كل الشكر لمنتدانا العريق الذى حقق هذه الامسية الجميلة
مقالات اخرى للكاتب