لقد فشلت السعودية في جميع تدخلاتها في أحداث المنطقة بل اصبحت جميع تدخلاتها مناطق إنتصار وتواجد مهم لعدوها اللدود إيران ، حتى أصبحت صورة ومكانة المملكة العربية السعودية التي تعتبر نفسها القائد الأكبر للعالم الإسلامي ( العالم السني) محط إستهزاء وفشل أمام صورة عدوها إيران التي تمثل النجاحات في جميع الإتجاهات السياسية والإقتصادية والعسكرية بل اصبحت إيران حتى بالنسبة للغرب وأمريكا قطب لا يمكن تغاضيه في المنطقة وما نتائج المفاوضات النووية إلا أكبر دليل على هذه المكانة التي حازتها إيران في العالم ، فقد خسرت وفشلت السعودية في ملف لبنان وكذلك سورية والعراق واليمن بالإضافة الى فشلها في عرقلة أو إفشال المفاوضات الغربية الأمريكية مع إيران حول البرنامج النووي الإيراني ، وفي جميع هذه الملفات أنتصرت إيران وحازت على ثقة الجميع واثبتت حنكتها وخبرتها في التعامل مع جميع المشاكل التي تجتاح المنطقة بل اقر أعدائها بأهمية وجودها في بعض الملفات كمقاتلة داعش في العراق ، فقد خسرت السعودية الكثير في هذه التدخلات إن كانت مادية أومعنوية أوعسكرية بل أصبحت السعودية محط شك وريبة من قبل شعوب وحكومات المنطقة بعد أن كانت تمثل الإعتدال والحكمة فيها ، كل هذه الإنتكاسات جعلت من حكام السعودية يفتشون عن مخرج ينقذهم أو يخرجهم من هزائمهم التي جرحت بل أطاحت بكرامتهم وكبريائهم كدولة قائدة ومتسلطة في العالم الإسلامي ، كشقاوة المنطقة عندما يهزم من أحد الشقاوات يضرب أضعف واحد بالقرب منه حتى يعيد بعض من كرامته التي هدرها من أنتصر عليه ، هكذا السعودية بعدما فشلت بهذه الطريقة المهينة في جميع الملفات التي تدخلت فيها وهي التي بذلت المليارات من الدولارات بل جعلت النفط من أهم الأوراق التي ترغب وتهدد به الاصدقاء و الخصوم مع غطاء شرعي كرست من أجله جميع طاقمها العلمائي في الإفتاء بالإضافة الى إعلامها المدعوم عالمياً ، فلم تجد السعودية أضعف من اليمن توجه لها ضربتها لكي تعيد بعض كرامتها في المنطقة والعالم الإسلامي ، فكانت عاصفة الحزم ( عاصفة إثبات الوجود ) التي مثلت عمق الهزيمة والفشل الذي يعاني منه حكام السعودية لأن لكل فعل ردة فعل تماثله بالقوة وتخالفه بالإتجاه هكذا تقول قوانين الطبيعة ، فقد دمر الإجرام السعودي كل البنى التحتية في اليمن مع الإصراف في قتل المدنيين العزل بالإضافة الى محاصرت السواحل والمطارات اليمنية من أجل منع إيصال اي مساعدات إنسانية لهذا الشعب المسالم المظلوم ، والقوى الكبرى في العالم تغض النظر عما تفعله السعودية من مجازر بحق أطفال ونساء وشيوخ وشعب اليمن كافة بل دمرت عمق الحضارة العربية والإنسانية كما دمرت داعش حضارة وادي الرافدين في الموصل ، كأن العالم الظالم يعطى السعودية حق أسترجاع بعض الكرامة المهدورة نتيجة سياستها الفاشلة في المنطقة ، والجميع يعلم وفي مقدمتهم السعودية أن هجمتها البربرية هذه فاشلة وتكون نتائجها وخيمة عليها ، لأن القصف الجوي لم ينهي حرب قط بل لابد من الحاجة للتدخل البري وهذا ما لم تستطع السعودية أن تقوم به بل من المستحيل أن تقوم به لأنها لا تمتلك الجندي الذي يمسك بندقية ويقاتل أبطال مجربين قد هزموا جميع من قاتلهم بل تاريخهم المشرف يثبت مدى شجاعتهم وعزة أنفسهم وهم الذين وقفوا بوجه جميع القوى على مختلف الفترات الزمنية من دخول أراضي اليمن واستعمارها ، لهذا فأنها ستفتش عن مخرج يخرجها من المآزق الذي دخلت فيه مجبرة والذي أجبرها عليه سياساتها العدوانية المتغطرسة التسلطية إتجاه شعوب المنطقة كافة ، لهذا فأن عاصفة الحزم التي تقوم بها السعودية ضد المنبع الأصيل للوجود العربي ما هي إلا عاصفة لإثبات الوجود والهيمنة في المنطقة
مقالات اخرى للكاتب