انه لأمر بالغ القسوة أن نرى ايتام المحاصصة المقيتة التي فتكت وحدة الشعب العراقي مازالوا يتباكون وراء منافعهم الدنيئة وهم يلعقون جراحهم فيما بينهم تشبثاً لأستعادة كراسيهم المتزحزحة التي اوصلت عموم اوضاع البلد – سياسيآ واقتصاديآ ( زراعيآ - صناعيآ - تجاريآ ) وامنيآ ( عسكريآ واستخباريآ ) الى حالة من التزحزح المتمثل في التدهور وعدم الاستقرار .
لقد ساقهم جهلهم وعدم وعيهم الى المرواغة في فنون النفاق السياسي المبتذل وهم يرزحون تحت مسميات بائسة ويأتون بمصطلحات وعناوين لأستغفال الشعب العراقي تمشدقآ بالديمقراطية الانتقائية حسب مايروق لهم في كيفية نهب واستحواذ الثروات طمعآ بالحصول غير الشرعي على مكتسبات وضيعة .
أجل عزيزي القارئ الكريم : تارة يأتونا بـ (حصص الاحزاب) وتارة بـ (المشاركة الوطنية) ثم ياتونا بـ (الموازنة السياسية) ومرة يأتونا بـ (التوافق السياسي) واخرى بـ (المكونات) ومن التقليعات المضحكة أنهم يشككون بالتكنوقراط المستقل على انه تهميش للاخرين متناسين أن تكنوقراط الاحزاب هو التخندق العدائي في أسباب تفرقة ابناء البلد لما يحملوه من انتماءات حزبية فئوية ضيقة لاتنظر لمصلحة عموم ابناء الشعب بقدر ماتنحاز الى الطائفة حتى افتضح الأمر بعد هذا المخاض من المحاصصة المبتذلة الذي يتخبطون فيه بأعلانهم الصريح بلاخجل ولاحياء في الأدعاء الباطل على أن عملية التغيير هذه ماهي ألا استهداف لـ (أبناء السنة) وأقصاء لـ (ممثلي السنة) وأبعاد الاعضاء (السني والسنية) من العملية السياسية وأود أن ابين امام بصيرة قرائي الاعزاء ان تصريحات كهذه ماهي الا تهريج فوضوي فاقد للوعي الوطني الجاد وأنها نظرة ضيقة ليست من اجل السنة وانما من اجل الحزب, والسنة ليسوا بحاجة الى هذه التصريحات كونها ليست اكثر من تصريحات تحزبية لحزبي نفعي متطرف مهزوز مهزوم بحجة انتماء سني حيث ان السنة في غنى عن من يمثلهم من هذه الشخصيات الهزيلة التي تعرض السنة الى موقف هش ركيك وكذلك هو الحال بالنسبة الى الشيعة والذين أيضآ ليسوا بحاجة الى من يمثلهم من النفعيين طالما نسعى الى انتهاج حكم مدني.
ليعلم الجميع اننا لسنا امام غنائم ولسنا وحوش في غابة. ان السعي نحو فرض المحاصصة ماهو الا تآمر على الوطنيين وتفتيت لحمة الشعب وكل من يستصرخ لتفعيل هذه المحاصصة بعيدا كل البعد عن المواطنة الحقيقية. كما ان الاعتراض على التغيير الحاصل نحو الاصلاح ما هو الآ تحرك مشبوه للنيل من الوطنيين والطعن بأخلاصهم وولائهم للوطن في الخطوات الاصلاحية الاخيرة التي قام بها ممثلي الشعب العراقي قادها شرفاء الوطن من أعضاء مجلس النواب للأنتقال بالبلد الى بر ألأمان وفق أسس ديمقراطية من اجل دولة مدنية. وحذار من الانتهازيين المرتزقة الفاسدين سيئي السمعة الوصوليين الذين ركبوا موجة التغيير المندسين بين صفوف المعتصمين الوطنيين ونؤكد على تشخيصهم لأستبعادهم من مجلس النواب ومحاسبتهم في الوقت المناسب وهم معروفين لدى الجميع .
نحن ندرك جيدآ أن المشكلة الحقيقية هي ليست في المكون (الشيعي) أو المكون (السني) وايضآ ليست في القومية (الكردية) او القومية (التركمانية) ولا في أحبائنا (الفيليين) أو (الشبك) وكذلك بالنسبة الى الاخوة (المسيحيين) ولا في أعزائنا من (الصابئة) أو (الأيزيدية) و (الكاكية) حيث الجميع يعيشون متحابين في وطن واحد وفي ظل مواطنة عراقية وانما المشكلة الحقيقية القائمة حاليآ واسباب هياجها وتصعيدها في العراق تكمن في ماجاءت به جميع الاحزاب الحالية المتسلطة عنوة بحجة الانتماء الى الشريحة وكل الاحزاب المتحكمة في البلد هي اليوم تعتاش بهذه الحجج الانتمائية حيث وجدت ضالتها في مكونات البلد الاجتماعية. علمآ ان العدو الاكبر لجميع مكونات الشعب العراقي هي الاحزاب نفسها التي تدعي تمثيل هذه المكونات وهذا التمثيل ليس من مصلحة المكون بقدر ماهو من مصلحة الحزبيين الطامعين بالبلد. وان كل ما تعرضت له هذه المكونات من قتل وتهجير وتدمير منذ عام 2003 تنحصر اسبابها في صرعات هذه الاحزاب من اجل مكاسب سلطوية بعيدآ عن المكون .
لقد اوقفتنا هذه الاحزاب امام فرجة ساخرة من خلال سلوكهم الأرعن سواء كان داخل مجلس النواب او خارجه .
ومن الصلافة والأستهتار ان لانجد من بين هؤلاء الساعين لتمرير المحاصصة المتلهفة لنهب المال العام من يعيد النظر فيما ارتكبه من اخطاء جسيمة بحق ابناء البلد ولن يراجع نفسه لتقديم مايستحقه المواطن العراقي بعد هذا الفشل الذريع الذي اصاب المواطنين وانما يتمادى اكثر وتاخذه العزة بالأثم في التزمت والطغيان دون احترام لآرادة الشعب ودون التحلي بشجاعة الاعتذار من هذا الشعب العظيم الذي يستحق الأنحناء له متجاهلآ ان الشعوب مهما صبرت والتزمت جانب التعقل
والتمسك بالحكمة لابد ان تصنع التغيير ... نعم ان الشعوب الحية لن ترضخ ولن تستسلم والشعب العراقي شعب حي لن ينثني وهيهات ان ينكسر امام حاكم دكتاتوري متسلط .
مقالات اخرى للكاتب