ترجمة وتحرير : العراق تايمز/ قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية ان بائعو الخمور في بغداد يعيشون في حالة خوف واضطراب مستمرين منذ ان استهدف بعض المهاجمين محلات لبيع الخمور في بغداد.
وقالت الصحيفة التي اعدت روبورتاجا مصور في الموضوع: "لقد شاهدنا هذه المحلات المصبوغة بالالوان الزاهية قد اغلقت ابوابها، بعدما شهدت هجوما في احدى صباحات الاسبوع الماضي، مع تركها صناديق مملوئة بقناني فارغة قرابة بعض الاشجار الموجودة قبالة المحل".
وقد قال احد بائعيي الخمور في تصريح للصحيفة الفرنسية اسمه مراد خضير:"انني خائف، وكيف تريدونني ان لا اخاف، وقد قتل ابن عمي في هجوم الثلاء الماضي الذي استهدف محلات بيع الخمور".
وذكرت "لوموند" ان خضير يعمل في احدى محلات بيع الخمور في وسط بغداد.
ويضيف خضير "يعمل ابني معي، لكني طلبت منه صباح هذا اليوم العودة الى المنزل وقلت له، فلا داعي ان يبقى كلانا هنا، يقول البائع الذي وقف امام محله الصغير حيث زجاجات "ويسكي" والمشروبات الكحولية الأخرى مصطفة ومتراصة في الرفوف".
الصحيفة الفرنسية قالت ان خضير قال لها بصوت عالي "ذا كان السياسيون يريدون إقامة دولة إسلامية في العراق، فليقولوا ذلك علنا" مضيفا "إذا كانوا يريدون الاعلان ان العراق دولة اسلامية، فإننا سوف نترك هذا العمل ونبحث عن آخر بديل".
وعلقت "لوموند" ان الحكول محظور في الديانة الاسلامية لكن لماذا يتم استهداف التجار الذين يبيعون المشروبات الكحولية في بغداد والذين هم في الغالب غير المسلمين فتجهم اما مسيحيين اوأيزيديين، لكنهم للاسف يهاجمون من طرف جماعات متطرفة.
وواصلت "لوموند": "وصل مساء الثلاثاء المهاجمين، الذين كانوا يقلون اربع سيارات ومدججين باسلحة كاتمة للصوت، وكانوا قد اعتدوا على شرطي في نقطة التفتيش عند حي زيونة، قبل ان يقتلوا 12 شخصا في عدة محلات بيع الكحول في مكان قريب، وفقا لمسؤول في وزارة الداخلية".
وقد صرح آخر من احد اصحاب المحلات اسمه أبو زينه، للصحيفة الفرنسية انه يعيش حالة خوف مزمن، قائلا "في كل يوم، نستيقط ونحن مرعوبين، ونحن حذرين والخوف لا يكاد يفارقنا" مضيفا "نسأل الله أن يحمينا، ونحن نطلب من الحكومة توفير الأمن لأنه واجبها، وليس من واجب المواطنين ان يحموا انفسهم بانفسهم".
متجر أبو زينة لديه بوابة معدنية من اجل حماية محله، من اي مهاجمين محتملين. وهو مجهز أيضا بكاميرات المراقبة بالفيديو، وكلاشينكوف، وضعت بالقرب من العداد.
وتقول "لوموند الفرنسية" إذا كان العنف في العراق هو الآن أقل فتكا مما كان عليه في عامي 2006 و 2007، في ذروة الصراع الطائفي، فإن اليوم هذا العنف يتكرر لانه يسفر عن مقتل ما متوسطه 200 شخص شهريا منذ بداية العام الحالي.
"في أي وقت، يمكن ان تكون حياتك عرضة للخطر والإيذاء، وربما بعد ذلك سوف تعيش أو تموت، حتى لو كان لديك عائلة وأطفال" يقول أبو زينة للصحيفة.
