ثلاث قيادات يتفاوت نفوذها بين الجماهير السنية تقود الأعتصام العربي السني في العراق، أبرزها رجال الدين يليهم رؤساء العشائر فالمسلحون المصنفون على الأرهاب، من منتسبي جيش الطريقة النقشبندية ودولة العراق الاسلامية ..الخ. ولقد ترك هذا الثالوث بصماته على المعتصمين بحيث ازاح عن طريقه القيادات التقليدية للحركات السياسية على اختلافها، وتتميز مكونات هذا الثالوث بالتخلف والتعصب والتزمت بعد ان توارى المثقفون والسياسيون عن الانظار في ساحات الاعتصام ، فرجال الدين مثلاً، خلعوا القدسية نفسها للدين الاسلامي على خطبهم وفتاواهم من قبيل رفضهم التفاوض مع الحكومة ، بل ودعوتهم الى اسقاطها، وان قبلوا به (التفاوض)، فان القبول يتقدم بشروط تعجيزية يصعب على المقابل الاستجابة لهامنها، الغاء الدستور والفيدرالية وقانون المساءلة والعدالة والمادة 4 إرهاب، فأطلاق سراح المعتقلين و معظمهم من الارهابيين وعناصر البعث المنحل فلا غرابة ان ينهار اول تفاوض قاده رجل الدين عبدالملك السعدي مع الحكومة مؤخرا، وابسط قراءة لخطاب رجال الدين، برينا البؤس الثقافي والوعي بالامور لديهم، ففي مناداتهم باسقاط الحكومة ينسون أو يتناسون شروط الشرع الاسلامي الصارمة في موضوعة اسقاط الحكومة.
وردفي (مجموعة فتاوى ابن باز): لايجوز الخروج على السلطان الا بشرطين: (احدهما وجود كفر بواح عند الله فيه برهان)، والشرط الثاني ( القدرة على ازالة الحاكم ازالة لايترتب عليها شر اكبر منه) وكم كان الشيخ علي قرداغي امين عام اتحاد علماء الدين الاسلامي العالمي مصيباً يوم رد على رجل دين في السليمانية كان فذ دعا الى الثورة على حكومة كردستان، بنص ابن باز واخرين من فقهاء الاسلام، عدا هذا فان كبار علمائهم، كانوا على الطول الخط يردون الى وقت قريب اي تفاوض او لقاء مع الحكومة وكأنهم لم يسمعوا بالاية الكريمة (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) دع جانباً اطلاقهم لتصريحات نارية مثل (اشعلوا الارض تحت اقدامهم) و(يامعتصمي الحويجة اصبروا فان المجاهدين في طريقهم اليكم) .الخ.
يوم كان العلماء الكرد السنة الفطاحل يفتون في العراق من امثال المرحومين : الملا عبدالكريم المدرس وعبدالحميد الاتروشي وقبلهم امجد الزهاوي. ويوم كان معظم علماء الدين الاسلامي في المثلث السني من الكرد، فان الاعتدال والهدوء كان السمة البارزة في خطابهم الديني والذي حال دون ظهور التطرف والفهم السني الرديء لقادة الاعتصامات للاسلام في المثلث المذكور يذكر وهذا على سبيل المثال ان نحو94% من علماء الدين الاسلامي في الموصل ولعقود من السنين كانوا من الكرد.
رؤساء العشائر بدورهم غير مؤهلين لقيادة الجماهير ولم تسجل الحركة الوطنية في العراق مآثر لهم من مقاومة المحتل او الغزوات الاجنبية والدكتاتوريات، بل انهم في معظمهم كانوا متعاونين مع الحكومات الديكتاتورية العراقية وبالاخص حكومة البعث 1968-2003 وفوق هذا كانت العشائر وما تزال من اسباب التخلف والتعصب، اما الملثمون فانهم مدانون سلفا ومن العار تصدرهم للمشهد الاعتصامي.
خلاصة الكلام، لن تخرج الحرية والديمقراطية والعصرنة من عباءة رئيس العشيرة ولا من جبة الامام، ولن تتحقق على يد الملثم القابض على السكين او الرشاشة، وهذا هو سر اخفاق السنة في تحقيق امانيهم لأنهم اختاروا الشخص اللامناسب للمكان المناسب، وفي الختام اذكرهم بحديث الرسول الاعظم (ص): (اذا وسد الأمر الى غير اهله فآنتظر الساعة)ان المكان الحقيقي لرجل الدين هو الجامع وياله من مكان سامٍ وشيخ العشيرة المضيف ام الملثم فز نزانة الاعدام وبئس المصير.