مشكوراً ردّ رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب الأستاذ فاضل ثامر على ما نشرته الأسبوع الماضي في هذا العمود معرباً عن أسفي لأننا لم نسمع للاتحاد صوتاً يتضامن مع مثقفي مصر في حركتهم الاحتجاجية على سعي حزب الإخوان المسلمين لأخونة الثقافة ووزارة الثقافة ومطالبتهم المشروعة بان يتولى الوزارة ومؤسساتها مثقفون حقيقيون تزخر بهم مصر.
وقبل مناقشة ما جاء في رد الأستاذ ثامر، لا مناص من ممارسة النقد الذاتي بالاعتراف بان الزملاء المعنيين لم يحسنوا الاجتهاد بنشرهم الرد ضمن تعليقات القراء على ذلك العمود، فتقاليد المهنة الصحفية تقضي بنشر الرد مستقلاً في هذه الصفحة بالذات وبعنوان واضح وفقاً لمبدأ حق الرد المكفول مهنياً وقانونياً أيضاً.
كتب الأستاذ ثامر:
"فيما يلي نص الرسالة التضامنية التي لم تصل الى الزميل عدنان حسين رغم أنها قد سبقت مقاله هذا إلى الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب واتحاد كتاب مصر: يعلن كتاب العراق ومثقفوه تضامنهم مع الموقف الشجاع والمسؤول لكتاب مصر الذين يرفضون تعيين وزير للثقافة من خارج الوسط الثقافي لا يعرف شيئاً عن هموم الثقافة والمثقفين ونزوعهم التنويري الرافض لكل اشكال القمع والرقابة والتدخل. ونطالب جميع الادباء والفنانين والمثقفين العرب الى الحذو حذو كتاب مصر في المطالبة المشروعة في ان تكون وزارة الثقافة من حصة المثقفين انفسهم وخارج استحقاقات اللعبة السياسية والانتخابية وان ينال كل وزير للثقافة قبول واحترام الغالبية العظمى من المثقفين. ولضمان تحقيق ذلك نقترح توجيه خطابات بهذا المعنى الى الجامعة العربية والحكومات العربية المختلفة واطلاق حراك ثقافي وإعلامي واسع يشارك فيه كتاب وفنانو ومثقفو الوطن العربي لتحقيق هذا المطلب المشروع".
واشار رد الاستاذ ثامر الى أن نسخاً من الرسالة ذهبت الى كل من: رئيس جمهورية مصر، رئيس حكومة جمهورية مصر، الرؤساء والملوك العرب، الامين العام للجامعة العربية، اتحادات وروابط وجمعيات الادباء والكتاب العرب، ونقابات الفنانين والمسرحيين والسينمائيين والتشكيليين العرب.
هذا جيد، ولكن لماذا الاتحاد مستح أو خائف من إعلان موقفه على الملأ؟ .. في عمودي الذي كان عنوانه "لا يا اتحاد الادباء" أشرت الى انني دخلت الى موقع الاتحاد الإلكتروني، واستعنت بالأخ الكبير "غوغل" وعدد من المواقع الإلكترونية العراقية، فلم يظهر لي أي أثر لموقف من الاتحاد بهذا الشأن.
ومع كامل التقدير لاجتهاد قيادة الاتحاد في تضمين موقفها في رسالة، لا أظن انه كان اجتهاداً حسناً باعتماد هذه الصيغة فحسب، فمن حق الادباء والكتاب وعموم المثقفين العراقيين الذين تحدثت الرسالة باسمهم ان يسمعوا صوت الاتحاد، لا أن يظل حبيساً، وهو أيضا حق لمثقفي مصر الشجعان الذين كانت لعدد غير قليل منهم مواقف علنية مميزة ضد دكتاتورية صدام حسين، وهم ما فتئوا على الموقف نفسه نصرةً لتطلعات الشعب العراقي ومثقفيه الى نظام ديمقراطي مستقر في بلادنا.
ليس ذنبي ولا ذنب غيري اننا لم نتسلل الى مقر الاتحاد ونفتح أدراجه لنعرف انه كانت هناك رسالة تضامنية.. انه ذنب قيادة الاتحاد بالتأكيد التي أخفت الأمر ما حملنا على انتقادها.
مقالات اخرى للكاتب