لم يثبت لحد ألان ان ما تقوم به وزارة التربية من إجراءات ومواقف اتجاه أبنائنا الطلبة وعلى مدار السنوات الماضية وحتى يومنا هذا له ارتباط مباشرة بالتربية والتعليم وتهيئة النشا الجديد نحو فضاءات الإبداع والتطور والتأهيل بل على العكس فان كل ما تقوم به هذه الوزارة هو عمليات ترقيع وإجراءات عشوائية لا تمت الى التربية بصلة. ولو تتبعنا مسيرة وزارة التربية وخطواتها المتخذة لتأهيل وتطوير واقع التعليم الاولي ومنذ عام 2003 وحتى يومنا هذا نجدها مسيرة بائسة ومتأخرة وجاءت مكملة لتداعيات واقع التعليم في الفترة التي سبقت عام 2003 الا ان التغير الوحيد بعد هذا التاريخ هو زيادة رواتب الهيئات التدريسية اما تغيير المناهج او إدخال أساليب تدريس متطورة او تأهيل الكوادر التعليمية او بناء مدارس جديدة او تأهيل المدارس القديمة وتوفير المستلزمات الضرورية من ماء الشرب والحمامات الصحية فهذه كلها لم يتم الاهتمام بها او إيجادها فكان ان استمر مسير الواقع التربوي هشا معاقا كسولا زاد من انكساره إدخال هذه الوزارة في غرفة إنعاش المحاصصة وزعل وزير التربية محمد تميم على التلاميذ لعدم مشاركتهم في التظاهر والاعتصام في ساحة العز والكرامة في الحويجة والفلوجة!! ومن بين خطوات وزارة التربية الغير مدروسة والتي لا اعلم كيف توصلوا اليها هي كيفية توزيع الايام على عدد دروس الصفوف المنتهية وخاصة الصف الثالث المتوسط ففي الوقت الذي يمنح الطالب تسعة ايام قبل اداء امتحان اللغة العربية يمنح يوم واحد قبل اداء امتحان الاجتماعيات وكذا الحال في عطلة الاحياء ولا اعرف اين العلة هل في سهولة اللغة العربية ام صعوبة وتشعب الاجتماعيات ولا اعتقد ان اجراء انتخابات نينوى والانبار او زيارة الامام موسى بن جعفر عليه السلام ستكون عذرا كافيا لمنح تسعة ايام قبل امتحان العربي والاحياء بينما ضاق الوقت مع الاجتماعيات وسيضيق في امتحان الكيمياء والفيزياء. كان الأولى بمسؤولي وزارة التربية توزيع الايام حسب اهمية المنهج مع الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الطارئة من قبيل زيارة الامام موسى ابن جعفر عليه السلام وانتخابات الانبار ونينوى لان خمسة ايام لكل مناسبة كانت ستكون كافية ثم توزيع الايام الباقية على الدروس الاخرى. القضية الأكثر اهمية التي فاتت على التربويين هي حالة التناقض بين مدة الاستراحة وطبيعة الاسئلة ففي الوقت الذي تكون الاسئلة بسيطة ومقبولة مع الدروس التي فيها متسع من الوقت تكون الأسئلة مركزة ومطولة وفيها الشيء الكثير من الصعوبة والتعقيد مع الدروس والمواد التي ليس فيها متسع من الوقت واسئلة الاجتماعيات خير مثال على ذلك حيث اشتكى الكثير من الطلبة وأولياء امورهم من صعوبة الاسئلة وتركيزها خاصة مع تقزيم تغذية التلاميذ واقتصارها على قنينة ماء صغيرة وعصير داليا بقيمة اجمالية قدرها خمسمائة فلس او قنينة ماء بسعر مائتان وخمسون دينار في بعض الايام. ان تفاوت مدة ايام الاستراحة وصعوبة الاسئلة يسبب حالة من التشويش وفقدان التركيز بسبب عدم السيطرة على المادة موضوعة الامتحان وهذا الامر سيؤدي بدوره الى فقدان فرص مؤكدة للنجاح وهذا الخلل كان على الوزارة والسادة التربويين الالتفات اليه ومعالجته اما بتنويع الاسئلة واضفاء شيء من المقبولية عليها او زبادة ايام الاستراحة فهل يعقل ان يراجع الطلبة ثلاث مناهج بيوم واحد وهي مناهج انسانية وليست علمية تحتاج الى قراءة ومراجعة. ان امام وزارة التربية فرصة لتصحيح خطا امتحان الاجتماعيات مع الفيزياء والكيمياء بوضع اسئلة غير مطولة ومتنوعة وفيها من التخفيف عن الطلبة الذين عاشوا مع عوائلهم مصائب ومحن الارهاب وتردي الواقع الامني وسوء الخدمات كما ان على وزارة التربية التهاون في تصحيح الدفاتر للطلبة خاصة في مادة الاجتماعيات حتى يكون للعدالة طريقا الى بوابات المدارس الابتدائية التي انهكها الاهمال وتردي الواقع الخدمي.
مقالات اخرى للكاتب