ربما يبدو الإبحار إلى القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" أمر بالغ الصعوبة، إلا أن المصور "رينيه كوستر" قام بالإبحار من جزيرة أوشوايا في الأرجنتين إلى القطب الجنوبي خلال ثلاثة أيام.
وكانت أعمال المصور " فرانك هيرلي" وبالتحديد صوره للسفينة "إرنست شاكلتون" عام 1915 والتي حوصرت وسط الجليد، هي ما ألهم "كوستر" للسفر إلى أنتاركتيكا، وفيما يلي بعض الصور التي التقطتها خلال رحلته، والتي نشرها موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي:
أبحر "كوستر" وطاقم السفينة مسافة 1600 ميلاً من أوشوايا التي تقع في الجزء الجنوبي من الأرجنتين إلى أنتاركتيكا.
وقد أبحروا على متن سفينة "أوروبا" التي شُيدت عام 1911، وكان "كوستر" قد تمت دعوته للرحلة من قبل شركة " Bark Europa"، التي تقوم برحلات مختلفة عبر المحيط الأطلسي، ورافقه في الرحلة طاقم محترف، بالإضافة إلى 30 ضيفًا من الصحفيين والباحثين وعلماء الأحياء.
قال "كوستر" إنه بمجرد الوصول إلى أنتاركتيكا حتى شعر الجميع بتناقض كبير بين البحار العنيفة التي كانوا قد مروا بها مبكرًا خلال الرحلة، والهدوء الهائل في الطبيعة التي يكسوها الجليد، مضيفًا أن مظاهر العالم الحديث اختفت، وأن الأمر أشبه بدخول عالم مختلف تمامًا له قواعده الخاصة.
قضى كوستر وطاقم السفينة 11 يومًا بقارة أنتاركتيكا.
وقد قضوا أوقاتهم في عدة مواقع بها، مثل شبه جزيرة أنتاركتيكا، وجزر " ديسبشن"،و" ترينتي"، و"تشالنجر"، و"ملكيور".
كانت أكثر الأمور صعوبة في الرحلة وفقًا لكوستر هو عبور ممر دريك على متن سفينة طويلة، إذ يشتهر الممر بالعواصف الشديدة التي تسيطر على المنطقة لمدة تصل إلى 200 يوم في العام.
جعلت الظروف الجوية الباردة في القارة التصوير صعبًا، واستخدم كوستر في التصوير كلا من الكاميرا الرقمية وكاميرا الفيديو.
قال كوستر إن بطء وتيرة السفر عبر الإبحار أثر على الطريقة التي يلتقط بها الصور، مما جعله يبحث عن السكون والوئام وسط الطبيعة، وجمال الفراغ والبرد.
يولي كوستر اهتمامًا بالغًا بالتاريخ، خاصة القصص المتعلقة بالرحلات الاستكشافية إلى أنتاركتيكا في بداية القرن العشرين، على أمل اكتشاف القارة المجهولة.